قمح الإمارات وزيف الشعارات

> «الأيام» ناصر سالم حسن /رصد - يافع

> أصبح من البديهي في بلاد كاليمن أن تسمع ما لاترى، وأن ترى مالاتتوقع، فنحن مثلاً - نسمع عن الديمقراطية وحرية الصحافة، ونرى الاعتداءات المتكررة على الصحافة والصحفيين.

ونسمع بالتداول السلمي للسلطة وشفافية الانتخابات ونرى الخروج الواضح عن قواعد اللعبة والتزوير لصالح الحاكم، نسمع عن محاربة الفقر والمرض ونرى ازدياد نسبتهما على الأرض، نسمع بمحاربة الثأر لنرى لباسه تاج الموروث الثقافي الذي يجب أن نحافظ عليه، نسمع عن نزاهة القضاء وقوة القانون، ونرى القتلة يسرحون ويمرحون محميين بقداسة القبيلة وقوانينها، نسمع عن محاربة الغلاء والضرب على أيدي المتلاعبين، ونرى الارتفاع الجنوني الذي لايحكمه قانون، نسمع عن محاربة الفساد ونراه يفرض بقوة الطقم والمدفع.

لكننا في الحقيقة رغم كل ذلك لم نؤهل أنفسنا، لأن نرى جهابذة للفساد وهم يكشفون أنفسهم بهذه الطريقة المخزية ويمنحون شعبهم شهادات مجانية ودامغة على انغماسهم في وحل الفساد بعد أن أهدوا لنا سابقاً ما يسمى بالهيئة العليا لمكافة الفساد التي لم تضبط إلى الآن حالة فساد واحدة.ومثلما أعجبتنا تلك اللفتة الكريمة من صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية الذي دفعه شعوره الأخوي، وسمو مكارم أخلاقه إلى هذا التصرف الإنساني، ظناً منه بأن هذا القمح سوف يدخل إلى كل بيت في اليمن مجاناً، أدهشنا أن نرى هذا القمح بشحمه ولحمه متوجاً بعلم الإمارات وموسوماً بـاسم رئيس الدولة يباع في وضح النهار، نرى الأمانة تباع على مرأى ومسمع أصحاب (الأمانة) فلا علم الإمارات ولا اسم رئيسها استطاع أن يمنح هؤلاء شعوراً بالخجل، لأن الطبع غلب التطبع، الأمر الذي ولد في نفسية المواطن الشعور بالإحباط وأنه لافائدة من كل ما يسمعه، فاسمع ماشئت لكن توقع العكس تماماً تم أضف إليه:

«ابتسم فأنت في اليمن!!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى