تصبح على خير يـا (وطن)

> «الأيام» جميل عبدالقادر الحميقاني /المعلا - عدن

> أكبر مؤامرة تعرض لها الوطن هي تجريد كلمة (مؤامرة) نفسها من معناها حتى غدت لا تستدعي الحذر ولا التنبه لما يحاك ضدنا، بقدرما تثير الإحساس بالاستخفاف والتهكم ممن يصيح بكل صوته «ياناس ... إنها مؤامرة!».

لفرط ما استنجد بها حكامنا كلما هددت كراسيهم، واجدين فيها الذريعة المثلى للفتك بكل من يعارضهم، ولفرط مارددناها على مدى نصف قرن حقاً وباطلاً ولفرط ما علقنا على مشجبها عجزنا وتخلفنا وتناحرنا ولفرط ماتآمرنا مع أعدائنا على بعضنا بعض، ذهبنا إلى فخ المؤامرة الكبرى ووقعنا في قعرها بملء وعينا.

كقصة ذلك الصبي الذي كان يتسلى بإرعاب الناس مدعياً نزول الذئب إلى القرية فلما جاء الذئب حقاً ورآه بأم عينيه على وشك الانقضاض عليه، صاح بالناس أن ينقذوه من الذئب لكن لم يصدقه أحد ولم يأت أحد لمساعدته وقضى الصبي فريسة أكاذيبه.

هاهو الذئب يطبق فكيه علينا ولن يوجد من يصدقنا وإن صحنا من أعلى المنابر أننا ضحية مؤامرة شاملة كاملة لم يعرف لها مثيل، فالمؤامرة المباركة حيكت لنا هذه المرة على أيدي حماة الديمقراطية ورعاتها.

لكن..لايلام الذئب في عدوانه إن كان الراعي عدو الغنم!!

هل نلوم أعداءنا وقد سلمنا راعينا إلى الرعاة قطعاناً بشرية جاهزة للذبح قرباناً للديمقراطية؟.

في كل بلاد (رعاة الديمقراطية) الإنسان أهم حتى من الديمقراطية، لأنه الغاية منها والغاية من كل شيء، والمواطن أهم من الوطن حتى إن اختطاف مواطن واحد وقتله يغدو قضية وطنية يجند لها الوطن بأكمله.

نعم صدق عمر أبوريشة الذي قال ذلك البيت الموجع في حقيقته أدرك قبل نصف قرن أن الذئب لايأتي إلا بتواطؤ من الراعي، وإن قدر للوطن أن يكون شهية للذئاب الذين يتكاثرون عند أبوابه ويتكالبون عليه كلما ازدادوا انقساما،ً واليوم حللنا على الأقل مشكلة الأبواب ماعاد من أبواب لنا، غدوا هم بواباتنا وحدودنا، أرضنا وجونا وبحرنا.

وطناً يستفردون به، ينهبون خيراتنا ويسرقون آثارنا، ينسفون منشآتنا، يغتالون كبارنا، يشعلون الفتنة بيننا، يصطادون أرواح صحافيينا، يشترون ذمم أقلامنا وأصواتنا...نعم هناك حكمة قديمة تقول:«يأكلك الذئب إن كنت مستيقظاً وسلاحك ليس في يدك، ويأكلك الذئب إن كنت نائماً ونارك مطفأة».

تصبح على خير يا(وطن)....

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى