مشوار ذهاب دوري الدرجة الأولى.. حكاية سطورها خيبة أمل في مستويات الفرق واللاعبين والمحترفون مجرد (كذبة) لا يأتون بإضافة إلا نادراً

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم :

>
محترفون قادمون دون قدرات تختلف عما لدينا
محترفون قادمون دون قدرات تختلف عما لدينا
اختلفت إفرازات مشوار ذهاب دوري الأولى وتنوعت بعدد ألوان الفرق، إلا أنها جاءت بعنوان واحد وهو سوء وضعف المستوى العام لجل المشوار والذي لم يحقق أدنى درجات الإقناع على كل متابع.

فمباريات الذهاب البالغ عددها 91 مباراة وكما رصدت جاءت مخيبة في عطاء اللاعبين الفاقدين للكثير من مقوماتهم ولم يكن الارتقاء إلى المستوى سوى في حالات قليلة سجلتها بعض الفرق على أحيان متباعدة ما بين جولة وأخرى عندما كانت تجيد ترتيب مالديها داخل الملعب للتعامل مع الوضعية التي تعيشها ومتطلباتها المربوطة بالأمنيات والطموحات التي تم وضعها على الورق عند الجميع مع اختلاف توفير ما يدعمها ويسهل فتح ممرات تحقيقها أو حتى الاقتراب منها مع انتصاف المشوار واعتبار ذلك خطوة في ذلك.

تدني مستوى مشوار الذهاب أسبابه متعددة وكثيرة جاءت من كل الاتجاهات المتعلقة باللاعب والمدربين والإدارات ومن ثم المحترفين القادمين، لرفع المستوى وتسجيل الإضافة، يضاف لذلك سوء الملاعب عاهتنا الدائمة والتي تأتي كجزيئية في بنيتنا التحتية العليلة.

إمكانيات فقيرة

من خلال متابعتنا للفرق ومنظومة أدائها وفرديات لاعبيها على المستطيل والتي أظهرت ضعفاً كبيراً في المخزون الفني والمهاري والبدني عند عدد كبير من اللاعبين، والذين سنحت لهم فرصة خوض مباريات فرقهم، وبالتالي غابت النجومية ولم نرها سوى عند القليلين وبنسبة منقوصة عند بعض الأسماء التي لها حضور سابق، وقد خاضت تجارب سابقة مختلفة فترتها الزمنية من لاعب إلى آخر..ضعف الإمكانيات في مقومات اللاعب اليمني والتي حسب ما يرى أصحاب الشأن الفني أنها تتراجع في موسم إلى آخر ساهمت وبشكل كبير في عدم وصول المستوى إلى الحالة القريبة من الرضاء، لأنها من أساسيات الرقي بالمستوى والجزئية الأبرز على اعتبار أن اللاعب ومالديه هما أصحاب العلاقة المباشرة مع الكرة داخل الملعب.

فقر الإمكانيات الفردية تتضح شواهدها في عدم إبراز نجومية العطاء والأداء في كل الفرق إلا فيما ندر وحتى حين كان يظهر البعض فإن السير بالاتجاه التصاعدي في إيقاع الأداء لا يتحقق مما جعل الأسماء التي يمكن أن يشار إليها بالبنان قليلة بل وقليلة جداً.

المحترفون مجرد كذبة

في كل إنحاء المعمورة وحيث تمارس كرة القدم وحيث تسعى الفرق إلى تعزيز صفوفها وسد ثغراتها فإن ذلك يأتي من خلال استقدام لاعبين يفوقون في قدراتهم ما تمتلكه تلك الفرق على بساط وضعها حتى تكون تلك الخطوة ذات تأثير وإضافة عليها وعلى الدوري، لكن هنا في دورينا وفي هذا الموسم محور حديثنا، فقد جاء اللاعب المحترف الجديد وكأنه كذبة لا تأتي بالجديد على واقع الفرق التي بحثت عن الإضافة ودفعت آلاف الدولارات لتحسين قدراتها أكان الدفاعية أو الهجومية..فاللاعب المحترف الذي شاهدناه عند معظم فرق الدوري جاء بالاتجاه العكسي ولم يحقق المنتظر والإضافة التي تضخ زخمها على حال الفرق وبدا تواجدهما شيئا عاديا يبقي الأمور مثلما هي مجرد سد خانة لا تختلف عما كان حين كان يلعب ابن النادي ولعل ذلك يقره كل من شاهد معظم المحترفين الجدد في هذا الموسم إذا ما استثنينا المتواجدين من سابق ومهاجم أهلي صنعاء اليما الذي برز كأحد هدافي مشوار الذهاب وبمستوى جيد، أما دون ذلك فإن جل التعاقدات التي جاءت معتمدة على المراسلات جاءت مخيبة ولم تأت بالإضافة بل أن هؤلاء كانوا عبئاً على فرقهم وتم إعادتهم من حيث أتوا لضعف أدائهم مقارنة بما لدينا.

ثلاثي شعب حضرموت المحترف
ثلاثي شعب حضرموت المحترف
أدوار غابت

بانطلاق مباريات الدوري جاءت القراءة المسبقة بأمور عدة في أجندة الفرق وقدرتها على المنافسة ولعب أدوار ترفع نسق وإيقاع المستوى إلا أن ذلك الأمر لم يأت كما توقع له، فظهرت عدة فرق ممن انتظر الجميع شأنها دون هوية في أداء لاعبيها لتبقى أرقاما هامشية في حضورها ورونقها وقوة أدائها في داخل الملعب مما غيب سطورا بارزة كان لها الأثر السلبي في المستوى المرافق لمشوار الذهاب..فالصقر الذي وضع كما كان في المواسم الماضية أحد قطاب التنافس خالف التوقع وظهر في وضعية عادية لايقنع فيها ويستطيع من خلالها تقديم المستوى المنتظر الذي يكون عاملاً في رفع المستوى العام، والتلال أيضاً صاحب النكهة والجماهيرية والعائد من دوري الثانية وانتظر الجميع أدواره ورونقه وجمالية أدائه ظهر في أسوأ الأحوال ينهي نصف المشوار في المراكز الأخيرة، كذلك شعب إب الذي عجز عن استعادة هويته وظل متأرجحاً في نتائجه، ثم حسان صاحب الخصوصية في الحضور بين الكبار وبظروف أقل وبكثير..كل تلك الأدوار الغائبة جاءت كعنصر من العناصر التي تداخلت لنخرج بنتيجة سلبية في مستوى الفرق ودور الذهاب بأكمله وتأتي المحصلة..خيبة أمل ومستوى ضعيف.

تغيير المدربين

من مقومات الشباب على النتائج والمستوى هو استمرارية النهج التدريبي تجاه اللاعب والإبقاء على المدرب لفترة وهو أمر معروف وفي ذهاب دورينا لهذا العام كان تغيير المدربين حالة سجلت حضورها ومع عديد من الفرق والتي دخلت فترة الإعداد مع مدربيها لتبعدهم بمرور الجولات لسوء النتائج، كما حصل مع الصقر والتلال وشعب حضرموت واتحاد إب وشعب صنعاء..إذاً تلك الوقائع جزئية ذات تأثير صريح على واقع الدوري والمباريات والفرق والمستوى الهزيل الذي فرض نفسه على الجميع.

خليجي 19 وغياب الدوليين

مشاركة منتخبنا في خليجي 19 في عمان واستعداده بمعسكرات خارجية جاء أيضاً بأثره على المباريات بعد أن وجدت بعض الفرق نفسها أمام أمر واقع واللعب في غياب أبرز لاعبيها ونجومها ولما يقارب من 11 جولة لتتأثر في مقوماتها مضطرة إلى اللعب بما هو موجود ومحاولة خلق التوازن في النتائج دون النظر للمستوى وتجميل صورته فجاء الأثر واضحا وظاهرا عند الفرق التي غاب عنها عدد من اللاعبين المؤثرين.

ملامح الموهبة شبه غائبة

لم يقدم لنا مدربو الفرق في مشوار الذهاب كثيراً من المواهب الكروية الجديدة التي نستطيع أن نشير إليها بالبنان ونقول انتظروها في قادم السنوات، حيث لم نرصد في قوام الفرق إلا عدداً قليلا جداً من اللاعبين ممن لديهم حضورا سابقا والذين أظهروا شيئاً لامس الإقناع في أدائهم وفرضوا قدرات جميلة على المتفرج في مباريات فرقهم والأسماء سنفردها في عدد الأربعاء،ولعل أسباب غياب ظهور المواهب هو غياب الفرصة أمام اللاعب الشاب في ظل المساعي عند معظم الفرق لإحضار اللاعب الجاهز (على الورق) إلى قوام التشكيلة وهي من مآسي كرة القدم اليمنية والتي أصبحت لا تعطي الفئات العمرية في الأندية شيئاً من الاهتمام.

الخلاصة

لم يكن ذهاب دوري الأولى بمستواه الهزيل وضعف الأداء فيه سوى شاهدة تؤكد تأخرنا في عالم كرة القدم المتطور وعدم قدرتنا على إيجاد السبل داخل الأندية التي ترفع من شأن اللاعب وتحسن من قدراته وبأننا نعيش أوضاعا تفتقد الكثير مما لدى الآخرين، ليس لدينا مجال للحديث عنها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى