تشافيز يسعى لفرصة لإعادة انتخابه من خلال استفتاء في فنزويلا

> كراكاس «الأيام» باتريك ماركي :

> أدلى الفنزويليون بأصواتهم أمس الأحد في استفتاء على اقتراح من شأنه أن يسمح للرئيس الفنزويلي الاشتراكي هوجو تشافيز بالبقاء في السلطة ما دام يفوز في الانتخابات في أعقاب عقد مضطرب من السنوات في الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

ويحظى تشافيز الذي يقول إنه يحتاج إلى عشر سنوات أخرى لترسيخ جذور ثورته بتقدم بسيط في استطلاعات الرأي لكن العديد من الفنزويليين لم يحسموا رأيهم بعد بخصوص تعديل الدستور لرفع القيود على إعادة الانتخاب.

وكان تشافيز الجندي السابق الذي كثيرا ما يتحدى نفوذ الولايات المتحدة خسر بفارق بسيط في استفتاء مشابه أجري في ديسمبر كانون الأول لالغاء الحد المفروض على عدد فترات ولاية الرئيس. وإذا خسر في محاولته الثانية فسيتحتم عليه ترك منصبه عام 2013 أو التوصل لطريقة أخرى لتغيير القواعد.

وقال تشافيز للصحفيين بعد أن أدلى بصوته في العاصمة "سيتحدد اليوم مصيري السياسي. هذا الأمر مهم لي كإنسان وكجندي في القتال."

واستيقظ سكان كراكاس على أصوات الألعاب النارية وتسجيلات لموسيقى آلات النفخ العسكرية دوت من الشاحنات مع بدء الفنزوليين الاصطفاف أمام لجان الاقتراع قبيل الفجر. وذكرت السلطات أن عملية التصويت سارت بدون مشاكل تذكر.

ورفعت حملة المعارضة التي تقودها حركة طلابية شعار "لا تعني لا" في إشارة إلى محاولة تشافيز الفاشلة عام 2007 لتعديل الدستور ليتمكن من تمديد فترة حكمه. ويقول المعارضون إن تشافيز يريد إقامة نظام شيوعي ديكتاتوري محوره حكمه.

وقال أنطونيو ليديزما رئيس بلدية كراكاس وزعيم المعارضة بعد أن أدلى بصوته في العاصمة "الناس يريدون السلام ولا يريدون المواجهة بعد الآن."

ويقول تشافيز (54 عاما) الواثق في الفوز هذه المرة إن الفوز سيعزز تفويضه لإقامة دولة اشتراكية وتحدي النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينة.

وسرع تشافيز وتيرة عمليات التأميم منذ فوزه في انتخابات الرئاسة الماضية عام 2006.

ولكن مع انخفاض سعر النفط أكثر من مئة دولار للبرميل عما كان عليه عندما سجل ارتفاعا كبيرا قبل سبعة شهور لا يتوفر لتشافيز دخل كاف للانفاق على برامجه المتعلقة بالعيادات الطبية والمدارس ومنافذ توزيع الطعام على الفقراء الذين ساندوه بصفة مستمرة.

وتراجعت قيمة عملة فنزويلا وديونها السيادية في الشهور الأخيرة مع قلق المستثمرين من احتمال أن تستنفد ثورته الاشتراكية التي تستلهم الثورة الكوبية احتياطات البلاد الدولية.

وحفر الزعيم الفنزويلي الذي يصف الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بأنه معلمه لنفسه مكانا كحامل لواء الشعور المناهض للولايات المتحدة في المنطقة مستخدما ثروة بلاده النفطية لمواجهة اقتراحات السوق الحرة
الأمريكية.

وحذا حلفاء يساريون في الاكوادور وبوليفيا حذو تشافيز بتعديل الدستور لتمديد فترات حكمهم وزيادة سيطرة البلاد على الاقتصاد تحت شعار توزيع الثروة على الأغلبية المهملة من الفقراء.

وحذر تشافيز أنصاره الفقراء من أنهم قد يفقدون برامج الرعاية الاجتماعية إذا لم يتمكن من ترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى. كما تبنى أسلوبا معروفا باتهام المعارضة بالاشتراك في مؤامرة انقلاب موجهة من الولايات المتحدة وبأنها تعتزم ادعاء تزوير النتيجة إذا فاز في الاستفتاء.

ويأمل زعماء المعارضة استغلال الاستياء من زيادة معدلات الجريمة والارتفاع الكبير في نفقات المعيشة. ونسبة التضخم في فنزويلا من أعلى النسب في العالم.

لكن تشافيز الذي يطلق عليه أنصاره لقب "القائد" في حب أبدوا مقاومة. ونجا تشافيز من محاولة انقلاب ومن إضرابات عامة وفاز في كل الانتخابات باستثناء مرة واحدة منذ وصوله إلى السلطة عام 1999 كنصير للفقراء يتعهد بالإطاحة بالنخبة الفاسدة.

وكانت فنزويلا تشتهر دوليا بملكات جمال الكاريبي لكن معظم الناس أصبحوا الآن يعرفون البلد المصدر للنفط برئيسه وخطبه المناهضة للولايات المتحدة التي يصفها "بإمبراطورية الشر".

لكنه أظهر رغم ذلك الجانب الأكثر لطفا في شخصيته بمخاطبة مشاعر الناخبين.

وقالت منشوراته الخاصة بالدعاية الانتخابية إن السبب الأول لتصويت الناخبين "بنعم" هو أن "تشافيز يحبنا والحب يقابل بالحب" وإن السبب الثاني هو أن "تشافيز لا يمكنه الحاق الضرر بنا".

ويقول زعماء المعارضة إن تشافيز دكتاتور يقوض المؤسسات في دولة بها واحدة من أقدم الديمقراطيات في أمريكا اللاتينة. وتشكو المعارضة من أن تشافيز استخدم موارد البلاد لتمويل حملته الانتخابية.

وأمر تشافيز يوم الجمعة بترحيل مشرع أوروبي كان موجودا في فنزويلا لمراقبة التصويت بعد ان شكك في حياد سلطات الانتخابات.

وأشارت نتائج استطلاعين للرأي أجرتهما داتانليسيس التي تعمل لحساب القطاعين العام والخاص وكونسولتوريس التي تعمل لحساب الحكومة إلى تقدم تشافيز بما بين خمس وسبع نقاط في نسبة التأييد قبل استفتاء اليوم (أمس).

كما أشارت إلى أنه حقق زيادة طفيفة في تقدمه على منافسيه منذ يناير كانون الثاني.

لكن الاستطلاعين اللذين اجريا خلال الأسبوع الأخير للحملة أشارا إلى أن أكثر من عشرة في المئة من الناخبين الذين اعتزموا الإدلاء بأصواتهم كانوا لم يحسموا رأيهم الأمر الذي يجعل من الصعب التنبؤ بالنتيجة.

(شارك في التغطية سول هدسون وبريان إيلزوورث) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى