فينجر .. سياسة صحيحة في وقت غير مناسب

> لندن «الأيام الرياضي» متابعات :

> لا يختلف إثنان على عبقرية أرسين فينجر مدرب فريق آرسنال في اكتشاف المواهب الصغيرة وتحويلها إلى نجوم كبيرة إلا أن الفوز بالبطولات يتطلب أكثر من ذلك.

فالمتابع لمسيرة آرسنال خلال السنوات الخمس الأخيرة يجد أن المدرب الفرنسي نجح في تحقيق طفرة في أداء وإسم وتاريخ النادي اللندني العريق، حيث يعد فينجر هو المدرب الأكثر فوزا مع آرسنال بالبطولات.

ويكفي أن نقول أن المدرب الفرنسي أرسين فينجر قاد آرسنال للفوز ببطولة الدوري الانجليزي عام 2004 حيث خاض 49 مباراة في موسم ونصف دون تلقي أي خسارة وهو رقم قياسي لا يزال «الجنرز» يحتفظون به حتى الآن، لكن منذ ذلك الوقت بدأت نتائج الفريق اللندني في التراجع شيئا فشيئا.

لم ينجح آرسنال في الحصول على أي بطولة تحت قيادة فينجر منذ الحادي والعشرين من مايو 2005 عندما توج بلقب كأس الاتحاد الانجليزي على حساب الغريم التقليدي مانشستر يونايتد.

وفي موسم 2006، ظهر جليا أن الفيلسوف الفرنسي مهتم ببطولة دوري أبطال أوروبا على حساب الدوري الانجليزي.

ففي هذا العام أنهى الفريق اللندني بطولة الدوري الانجليزي في المركز الرابع بفارق 24 نقطة عن الفريق المتوج تشيلسي، لكنه نجح في التأهل إلى نهائي دوري الأبطال ليخسر اللقب لحساب برشلونة «في 13 دقيقة» بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز به.

والحق يقال أن هذا العام هو نقطة التحول الرئيسية في أداء «الجنرز» لتتوالى النكسات بعد ذلك حيث خسر مراهقو أرسين فينجر نهائي كأس رابطة المحترفين «الكارلينج كاب» عام 2007 أمام فريق نادي تشيلسي ليتلقى الفريق صدمة أخرى.

وأخيرا عاند الحظ فينجر في عام 2008 ليخسر بطولة الدوري الانجليزي بعد أن ظل متصدرا لها طوال 7 أشهر وبفارق 10 نقاط عن مانشستر يونايتد إلا أن كثرة الإصابات التي لحقت بآرسنال بالإضافة إلى غياب الخبرة أهدت الشياطين الحمر اللقب في النهاية.

وبعد مرور ما يقرب من أربعة أعوام دون الفوز بأي بطولة، نجد أن آرسنال بدأ الاعتماد على سياسة «تفريخ» المهارات الشابة وبيعها بعد ذلك بمبالغ باهظة مثلما حدث مع فييرا وهنري وفييرا ورييس لتحقيق مكاسب مالية.

وإذا كانت هذه السياسة قد أتت بثمارها في وقت من الأوقات عندما جاء فينجر بتيري هنري وروبيرت بيريز وباتريك فييرا وفريدريك ليونبرج وغيرهم وصنع منهم نجوما، فإنه قد ثبت بأن هذه السياسة لا تكفي وحدها للحصول على البطولات وذلك بعد أن غادر جميع النجوم آرسنال ليبقى فيه حفنة من الشباب يقودهم سيسك فابريجاس (21 عاما)!

سياسة فينجر محترمة في عدم إنفاق الأموال الباهظة مثلما يفعل مانشستر سيتي الذي ينفق مليارات الجنيهات اعتمادا على ملاكه العرب، لكن في نفس الوقت يجب أن لا يتخلى فينجر عن نجومه بعد أن امتلكوا الخبرة التي اكتسبوها بعد صبر جماهير الفريق عليهم.

سياسة فينجر هي سياسة صحيحة لكن في وقت غير مناسب، ولن يكون أمامه إلا حلا من إثنين لا ثالث لهما: إما حث إدارة النادي لبيعه للملياردير الروسي أوسمانوف وضخ العديد من الملايين وبناء فريق قوي مثلما فعل تشيلسي، أو القبول دائما بالمركز الرابع في الدوري الانجليزي والاكتفاء بتقديم كرة «جميلة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى