عدن والقراصنة .. إلى متى؟!

> «الأيام» جلال عبدالله حسين /المعلا- عدن

> القراصنة هي كلمة - كما تعلمون - تدل على النهب والسلب والاستيلاء على حقوق الغير ممن يسافرون عبر البحار، ولكن مالم نعرفه أو نعتاده هو أن هناك قراصنة في البر أيضاً، وهم أشد خطورة من قراصنة البحر.. فهم يملكون النفوذ والمال للاستيلاء على حقوق ليست لفرد أو جماعة، بل لشعب.

أو هم من يتآمرون على تغيير تاريخ دولة أو مدينة أو حتى شارع، وذلك عن طريق البسط على ممتلكات الآخرين أو تشويه ملامح مدينة ما، بحجة تزيينها أو تدمير مبان - أقصد ترميم مبان - تكمن قيمتها في قدمها وتصميمها الهندسي ورائحة عرق الأجداد المنبعثة منها، أو ردم بحيرة صغيرة بحجة ما قد يثيره ساكنوها من شغب وفوضى، ومن هم ساكنوها؟!، هم طيور (البجع) والتي تمثل اليوم وليس سابقاً مصدراً من مصادر الخطر المرعب على الطائرات.

فهل تضاف يوماً إلى قائمة المطلوبين شديدي الخطورة ويتم اتهامها بالتفكير في تنفيد عمليات إرهابية انتحارية ضد طائرات الركاب.. بحيرة البجع هذه اللوحة الربانية من إبداع الخالق، لوحة ساحرة تفتن قلوب الناظرين إليها، وتخرج من صدورهم آهات الحياة كلما مروا بجوارها يتأملون عظمة الخالق البديع.

إن قراصنة البر لم يكتفوا بتشويه وتغيير ملامح مدينتنا الطيبة، بل يرغبون وبشراهة أن يقتلعوا تاريخنا من الجذور.. أليسوا أشد خطورة وفتكاً من قراصنة البحر، فهم من يعبثون بتاريخ شعب ومبانيه وشوارعه ومسمياتها، ليلقوا بها في بحر الظلمات الذي جاءوا منه.. لن نسلم من هؤلاء القراصنة مالم ننقذ مدينتنا من لصوص يمارسون القرصنة فيها ليل نهار.. فاحذروا يا من تحبون هذه المدينة ويجري حبها في دمائكم.. تاريخ مدينتنا في خطر!!، واحذروا أن تستيقظوا ذات صباح لتروا طيور البجع في السماء مودعة من دون عودة حاملة معها التاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى