خلف الديمقراطية تختفي الديكتاتورية

> مقبل محمد القميشي:

> في ظلال الأنظمة الديمقراطية توجد وتنمو وتترعرع وتتعدد الأحزاب، أما عكس ذلك وفي ظلال الأنظمة الديكتاتورية وهما (النظامان) فإنهما لا يلتقيان في كل شيء تقريبا، إنهما الخطان المتوازان اللذان لايلتقيان.

ومع ذلك نستثنى أمرا واحدا وهو أنهما يحملان الاقتصاد عبئا باهظا يؤثر في الحياة المعيشية، أي أن أعباء الاقتصاد يتحملها المواطن. ولذلك فإن من المنطق أن يكره الناس كلا النظامين مهما كان توجه النظام السياسي، إذ لا يفرق المواطن بين نظام ديمقراطي أو نظام ديكتاتوري.

ففي ظل تدهور الاقتصاد في النظام الديمقراطي فإنه أشبه بنظام ديكتاتوري، وعلى ذلك فإن الأنظمة الديمقراطية غير الحقيقية أشبه بالديكتاتورية، كونها أنظمة فوضوية واستبدادية لا تسمح بحرية التعبير، وتبرز فيها عادة القمع لمختلف وسائل التعبير.

لكن الأنظمة الديمقراطية الحقيقية غير المدعية تشكل حالة أفضل، ففي ظلها يستطيع الناس أن يثقوا بالسلطات القائمة على كل المستويات، من خلال وثوقها بالأحزاب التي تم انتخابها ديمقراطيا، لتستمر الحياة حسب ما اعتاد عليه الناس قبل وصول أو إعادة الثقة بهذا الحزب المنتخب أو ذاك إلى سدة السلطة.

هذا في ديمقراطيات الآخرين التي بينها وبين ديمقراطيتنا اليمنية بون شاسع، ففي اليمن أولا وقبل كل شيء النظامان (الديمقراطي+ الديكتاتوري) يلتقيان تماما.

فأمام الخارج (الرأي العام العالمي) وأخص بالذكر (الدول الأوروبية وأمريكا) فهي ديمقراطية حقيقية حسب مايظهره إعلام النظام.

ولايخفي الوجه أو الشق الآخر من النظام على الدول العربية والإسلامية، وعلى الشعب اليمني الذي يدرك ذلك، ولاتنطلي عليه لعبة (الديمو والديكتو) ومع ذلك فإن شعبنا ليس بيده إمكانية فعل شيء من أجل التغيير، لسبب واضح يتمثل بـ(ضعف أحزاب المعارضة) التي لا يعلم الشعب الأسباب الحقيقية لضعفها.

وقد يسال سائل كيف تكون الأحزاب ضعيفة؟ والجواب إن المعارضة القوية هي القادرة على التحكم بميزان القوى بواسطة الشعب طبعا.

وعلى سبيل المثال إذا خالفت السلطة القائمة الدستور أو خالفت أيا من القوانين التي يؤدي مخالفتها إلى الإخلال بحياة المواطن وتمس قوته وتهدر من كرامته، فإن ضعف الأحزاب هنا يتجلى بوضوح، من خلال عدم ثقة الناس التي تدرك تماما أنها - الأحزاب- ليس همها سوى البحث أو الحفاظ على مصالحها.

وأية سلطة منتخبة ديمقراطيا هي التي تعتمد في حصانتها على شعبيتها بينما السلطة المدعية لـ(الديمقراطية) فإنها لا تزيد عن إعادة انتخاب نفسها، وهذا ماهو حاصل في اليمن.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى