الجفاف يهدد استقرار الأهالي بجحاف ويقوض جهودهم في تربية الماشية وكذا الزراعة

> «الأيام» غازي النقيب:

>
لوحظ مؤخرا بمديرية جحاف محافظة الضالع انقراض لبعض الأشجار مثل شجرة البن والفرسك والرمان, وكذا عزوف الناس عن تربية الماشية، بسبب الجفاف الذي أدى إلى شحة الأعلاف.

لاسيما أن الغالبية العظمى من السكان يعتمدون على ماتنتجه الأرض من زراعة الأعلاف التي تعتبر المصدر الرئيسي لتربية الماشية، حيث اضطر بعض الناس إلى بيع مايملكون من أغنام وأبقار بأرخص الأثمان، بينما لجأ البعض الآخر إلى استقطاع مبلغ من راتبه الشهري لتوفير الحد الأدنى من العلف للحفاظ على ما يرونه ضروريا لبقاء بعض الأبقار والأغنام كضرورة، لئلا تنقرض الثروة الحيوانية، باعتبارها من المصادر الأساسية للغذاء، وباعتبار الحليب مصدرا أساسيا وصحيا في تغذية أطفالهم، وكذا الحال في اللحوم بالنسبة للأعراس، وكذا الأضاحي في الأعياد، وتعينهم على توفير المواد الغذائية كالدقيق والبر والأرز، حيث يلجأ الأشخاص لبيع بعض مايملكوه من الماشية.. وكذا الحال بالنسبة لشجرة البن وبعض الأشجار المثمرة التي تعد أحد مصادر الأسرة بالمديرية.

عدسة «الأيام» التقطت صورتين الأولى لإحدى الآبار في وادي قرنعلا (بئر الطويل) وقد جفت منها المياه، والأخرى لشجرة البن في وادي زعمان بقرية العدينة التابعة لأحد المعمرين بالقرية، وهو الحاج محمد ناصر علي الحسيني، الذي أكد أنه قد فقد الكثير من أشجار البن التي يملكها والذي اعتمد على ماتنتجه هذه الشجرة من محصول، فقد قام بقلع شجرة القات منذ زمن بعيد، واستبدلها بشجرة البن الذي تعاني اليوم أسوأ مصير لها، نتيجة لعدم هطول الأمطار الموسمية وشحة الآبار، ناهيك عن مايعانيه السكان بالمديرية من عدم وجود مصادر أخرى سوى الاعتماد على فلاحة الأرض بواسطة وسائل الحراثة القديمة، والتي كانت قد اندثرت منذ سنين، كالحراثة بالجمال التي يستأجرونها من مناطق أخرى بدلا عن ما كان سائدا ومتعارفا عليه، وهو حراثة الأرض بواسطة الثيران التي أصبحت الآن من الصعب تربيتها وتوفير مايلزم لها، حتى مياه الشرب أصبحت سلعة غالية تأخد قسطا لابأس به من رواتب الناس ومدخولاتهم الأخرى.

يذكر أن مديرية جحاف محافظة الضالع تعاني منذ سنتين من شحة في مياه الشرب، حيث يجلب لها الماء من منطقة حبيل الريدة بمديرية حالمين م/لحج بواسطة صهريجين للمياه فقط تعود ملكيتها للحكومة، وهي غير كافية لتوزيع الماء لقرى المديرية، حيث إن هذه القرى متناثرة ومتباعدة، وبالتالي يلجأ بعض الأهالي إلى شراء الماء، حيث يصل سعر الصهريج الواحد إلى أكثر من عشرين ألف ريال، والذي بدروه لا يكفي صرفيات الأسرة الواحدة لأكثر من نصف الشهر، والسبب يعود إلى أن بعضهم مازال يحافظ على ثروته الحيوانية والتي بدورها تستهلك أكثر مماتستهلكه الأسرة.. فبعض الأسر لجأت إلى الهجرة والنزوح إلى المدن كحل مؤقت لأزمة شحة المياه.. كما أن الأهالي يحدوهم الأمل باستكمال مشروع مياه (حجر- جحاف) الذي يعتبر الحل الوحيد والأساسي لحل هذه المشكلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى