العصا لمن عصى!

> «الأيام» قاسم عبدالله العمري /حالمين - لحج

> «العصا لمن عصى».. هذه العبارة المشهورة التي أفجعتنا في طفولتنا، وسمعناها من الكبار من حولنا، وكان لها الأثر الأكبر على نفوسنا، خصوصا عندما سمعنا بها من أفواه معلمينا في الطابور الصباحي، وكأنهم بترديدها ملكوا رقاب الطلاب.

إن هذه العبارة يفهمها البعض من المعلمين على أنها قاعدة أو قانون يجب الأخذ به، وأن الطالب ماهو إلا شيء مطيع ينفذ كلام معلمه فلا يعصيه في حق ولا باطل.. ومن هذا المنطلق ارتكبت أخطاء جسيمة في حق بعض الطلاب وخصوصا الأطفال داخل المدارس، منها تعرضهم للضرب المبرح، ولا أدري حقيقة ما هي النتيجة التي ينتظرها ذلك المعلم (الجلاد) إذا صح التعبير.

هل يظن الأستاذ أن العقاب المبرح وتخويف الطالب هو الحل الوحيد الذي يحث الطالب على التعليم وإصلاح سلوكه ؟!. وهل يظن أن الطالب الخائف بإمكانه استيعاب شرحه؟! .

أيها المعلمون الأجلاء اعلموا أن الطالب سواء أكان صغيرا أم كبيرا في المدرسة لا يمكن أن يتعلم بواسطة العقاب القوي أو التأنيب الجارح، لأنه لا يمكن له أن يتعلم إذا لم تكن المدرسة مصدرا للآمان.. وإياكم أن تختزلوا أسلوب العقاب في أسلوب واحد وهو الاقتصار على الضرب، فهناك ع!دة أساليب بها يمكن الاستعاضة عن الضرب مثل التنبيه الكتابي، واللوم والتأنيب الهادف، ولفت النظر والطرد أو الوقوف.. وإن كان لابد من العقاب فيستحسن أن يكون خفيفا ومؤديا للغرض في الوقت نفسه، ويمكننا ضرب مثال على هذا الأسلوب في وضع الملح في طعام، فلا نكثر منه حتى لا يكون طعم الأكل غير مستحب، ولا يكون قليلا بحيث يكون الطعام غير مرغوب فيه، فيجب أن يكون هناك اعتدال في وضع الملح.. وكذا الحال بالنسبة للضرب إذا اعتبرناه وسيلة في التربية والتعليم .

وهكذا نجد أن الضرب المبرح لا جدوى منه سوى نفور الطلاب من التعليم ومن المدرسة، بل قد يكون تأثيره النفسي أكبر، فقد يصاب الطالب بإحباط وكره للمدرسة نتيجة هذا الأسلوب المتعسف الذي نجد أنه لا فائدة منه.

فيا أيها المعلم إن الإنسان باستطاعته أن يقود الحصان إلى مكان الماء، ولكنه لا يستطيع أن يجبره على الشرب، وكذلك الطالب من السهل جدا إجباره على الحضور والالتزام لكن من الصعب إجباره على تقبل العلم بالقوة والعنف.

فكم هو جميل أن تبتسم أيها المعلم ولو قليلا في وجه الطلاب في وقت الاستراحة، فهذا يعزز من قوة شخصيتك، فالابتسامة ولو كانت قليلة فهي كافية لئن تولد جسرا من المحبة والتواصل بينك وبين الطلاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى