(الماس) فارس اللغة الإنجليزية في موكب الخالدين

> عدن «الأيام» خاص:

> فجعت محافظة عدن أمس بوفاة المغفور له بإذن الله الأستاذ محمد أحمد الماس، عن عمر ناهز 79عاما بعد مشوار حافل بالعطاء في جبهة تأتي من حيث أهميتها في المرتبة الثانية بعد الدفاع ألا وهي الجبهة التعليمية وجاءت خدماته متعددة ومتنوعة قل أن تجد لها نظيرا.

الراحل الكبير محمد أحمد الماس من مواليد 9 ديسمبر 1930م في منزل مجاور لمقهى (زكو) الشهير في منطقة الميدان الكريترية العريقة بعدن وكان والده معروفا باسم أحمد الماس الملا علي وكان موظفا في بلدية عدن مع الزُبيدي وكان مسئولا عن أراضي الدولة.

تلقى الأستاذ الماس تعليمه في البيت على أيدي مدرسين مصريين وسوريين ومحليين مما أهله للالتحاق بالمدرسة الثانوية مباشرة.

وكان النظام التعليمي آنذاك مدمجا (ثلاث سنوات متوسط+ أربع سنوات ثانوي) ذات السبع السنوات وتعارف عليها السكان المحليون بالأبواك (BOOKS) فخريج سنة خامسة مثلا: يقال إن عنده أو لديه خمسة أبواك، وكان النظام التعليمي آنذاك في غاية الرقي.

وأكمل الأستاذ محمد الماس تعليمه الثانوي بالحصول على شهادة كمبردج (قبل أن تحل محلها شهادة الثقافة العامة من جامعة لندن) ووفر له الراحلان الكبيران محمد علي الجفري وشيخان الحبشي منحة للدراسة الجامعية في كلية اكستر، التابعة لجامعة لندن وذلك في العام 1952م وكان الراحلان الجفري والحبشي زميليه في التدريس.

عاد الأستاذ الماس من بريطانيا عام 1956م وعين مدرسا في كلية عدن حتى العام 1959م، وانتقل بعد ذلك للتدريس في ثانوية عدن (خلف دار «الأيام») بكريتر وكان عميدها آنذاك راحل كبير آخر هو الأستاذ عبدالرحيم لقمان، ونشط حينئذ مع مؤتمر عدن للنقابات (ATUC) وعينه علي عبدالرحمن الأسودي، رحمه الله مفاوضا في لجنة العدننة.

انتقل الأستاذ الماس بعد ذلك الى نوع آخر من أنواع التعليم عندما التحق بمركز تدريب المعلمين (TTC) حيث كان يدرس مدرسين تحت التدريس أو طلابا يتخرجون مدرسين بعد قضاء فترة عامين من التعليم والتطبيق في المدارس وكان الأستاذ الماس يمارس التوجيه التربوي في المدارس إلى جانب عمله في المركز وفقا للنظام التعليمي السائد آنذاك.

يعتبر الأستاذ محمد الماس أحد مؤسسي جامعة عدن منذ نواتها الأولى كلية التربية العليا (HCE) وهو الذي أسس قسم اللغة الإنجليزية التي درسها في كلية التربية وكليات جامعية أخرى مثل كلية الهندسة وكلية الطب والكليات الأساسية الأخرى إضافة إلى جهوده وبصماته في تعريب المناهج وأعمال الترجمة.

نبهت «الأيام» في عددها الصادر يوم الإثنين 23 فبراير الحالي إلى حالته الصحية في الخبر الموسوم «مدماك جامعة عدن الأستاذ الماس طريح الفراش».

الأستاذ الماس أب لولدين أحدهما غازي (ماجستير إعلام) وبنت واحدة متزوجة.

يتقدم الناشران هشام وتمام باشراحيل وأسرة «الأيام» بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى ولده غازي والأسرة كافة سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى