عودة المعتقل في غوانتانامو بنيام محمد الى بريطانيا

> لندن «الأيام» روبن ميلارد :

>
أثناء هبوط الطائرة
أثناء هبوط الطائرة
عاد بنيام محمد الذي كان يقيم في بريطانيا والمولود في اثيوبيا، الى بريطانيا بعد الافراج عنه من معتقل غوانتانامو أمس الإثنين حيث تعرض كما قال "للتعذيب بوسائل القرون الوسطى".

وتعتبر هذه اول عملية نقل لاحد معتقلي غوانتانامو في ظل الادارة الاميركية الجديدة برئاسة باراك اوباما الذي امر بعد يومين من تسلمه منصبه في 20 كانون الثاني/يناير باغلاق غوانتانامو الذي يحتجز فيه معتقلو "الحرب على الارهاب".

وعرض التلفزيون صورا لطائرة صغيرة تهبط في قاعدة نورثولت البريطانية الجوية شمال غرب لندن ورجلا يرتدي قميصا ابيض وبنطلونا اسود وحذاء ابيض يسير على المدرج برفقة مسؤولين.

وقال بنيام (30 عاما) في تصريح من خلال محاميه انه "لا يريد الانتقام - بل يريد نشر الحقيقة" حيث يقول ان مسؤولين بريطانيين تامروا مع "الذين اساءوا معاملته".

حراسة مشددة على المعتقل بنيام محمد في المطار
حراسة مشددة على المعتقل بنيام محمد في المطار
ويحتجز بنيام منذ عام 2002 الا انه قد يواجه السجن لفترة اخرى في بريطانيا اثناء التحقق من وضعه الامني والقانوني حيث من الممكن ان يتم ترحيله الى اثيوبيا.

واعتقل محمد في باكستان في 2002 قبل ان يتم نقله الى المغرب وافغانستان ثم الى قاعدة غوانتانامو حيث امضى اكثر من 4 سنوات.

واشتبه في انه خضع للتدريب في احدى معسكرات القاعدة في افغانستان وخطط لصنع" قنبلة قذرة" اشعاعية، الا انه لم توجه له اية اتهامات.

واعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن "سروره" بعودة محمد التي قال انها جاءت بعد "مفاوضات مكثفة" مع واشنطن.

وقال ان مسؤولين من الخارجية البريطانية وضباط من الشرطة رافقوا محمد كما زاره طبيب في معتقل غوانتانامو في 14 شباط/فبراير وقال انه لا يوجد اي سبب طبي يحول دون عودته رغم اضرابه عن الطعام مؤخرا لمدة 13 يوما.

واضاف مليباند ان الحكومة البريطانية في طلبها بعودة المواطنين والمقيمين البريطانيين "اخذنا في الاعتبار ضرورة الحفاظ على الامن القومي ومسؤوليات الحكومة الكبيرة في هذا الخصوص".

وصرحت وزيرة الداخلية البريطاني جاكي سميث أمس الأول انه سيتم منح محمد اذنا مؤقتا لدخول البلاد ثم سيقوم المسؤولون بدراسة تفصيلية لوضعه كمهاجر.

المعتقل بنيام محمد
المعتقل بنيام محمد
واكدت ان عودته ليست ضمانة بانه سيسمح له بالبقاء في بريطانيا.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء غوردن براون في وقت سابق ان "سلامة العامة هي اولويتنا الرئيسية".

وصرح للصحافيين "وزيرة الداخلية ستتخذ كافة الاجراءات الملائمة للمحافظة على الامن القومي والدولي".

واضاف "لدينا عدد من الخيارات لحماية العامة من النشاطات المرتبطة بالارهاب، ولكننا لسنا في وضع يؤهلنا للتعليق على حالات منفصلة".

وفي بيان له قال محمد انه "ليس قادرا جسديا او عقليا" على مواجهة الاعلام عند عودته.

واضاف في البيان "لقد مررت بتجربة لم اتخيل انه كان من الممكن ان امر بها حتى في اسوأ الكوابيس".

واوضح "قبل هذه المحنة كان +التعذيب+ بالنسبة لي مجرد كلمة. لم اكن لاتخيل انني ساكون ضحية للتعذيب".

واضاف "من الصعب علي ان اصدق انني تعرضت للاختطاف ونقلت من بلد الى اخر وتعرضت للتعذيب بوسائل القرون الوسطى -- وكل ذلك دبرته حكومة الولايات المتحدة.

محامي بنيام محمد أثناء وصوله العاصمة لندن
محامي بنيام محمد أثناء وصوله العاصمة لندن
وتابع في بيانه "وعلي ان اقول بحزن اكثر منه بغضب ان العديد كانوا متواطئون خلال السنوات السبع الماضية".

وقال ان مسؤولين بريطانيين حققوا معه في باكستان وان الادلة استخدمت بعد ذلك "من قبل الناس الذين عذبوني".

واضاف "لكن كانت اسوأ لحظة هي تلك التي ادركت فيها ان الاشخاص الذين كنت آمل في ان ينقذوني تحالفوا مع من عذبوني".

وتابع "انا لا اطلب الانتقام. ولا اريد سوى ان تعلن الحقيقة حتى لا يتعرض اي شخص اخر في المستقبل لما تعرضت له".

وقال زهرة شقيقة محمد التي جاءت الى لندن لاستقبال شقيقها "انا مسرورة وسعيدة للغاية اكثر مما يمكن ان اعبر بالكلمات. وانا ممتنة لكل ما تم من اجل بنيام لجعل هذا اليوم ممكنا".

وقال كلايف ستافورد سميث مدير منظمة "ريبريف" للدفاع عن حقوق الانسان انه يتوقع ان تفرج الحكومة فورا عن محمد.

واضاف "انه ضحية عانى اكثر مما يجب أن يعانيه اي شخص". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى