في ذكرى رحيل المبدع.. فضل مطلق

> «الأيام» صالح الوحيشي:

> فضل.. هكذا كان يناديه كل من في التلفزيون من زملاء المهنة، وحتى ضيوفه سيما من أهل الفن والأدب والثقافة والاقتصاد، وكان ذلك النداء الذي يفضله ويحب سماعه ممن يخاطبه في غير رسميات مفتعلة أو تعال وتكلف.. أما لقب الوظيفة كرئيس لقطاع تلفزيون عدن، فذاك موضعه فقط الخطابات الرسمية وأخواتها.

ليس هذا فقط ما نتذكره اليوم عن زميلنا الراحل فضل مطلق مثنى ابن (ذي حران) الضالع، في ذكرى وفاته الثانية.. كلا.. فهل يمكن أن ننسى تلك المعادلة التي فضلها ودلت على شخصيته، وجعلها عنواناً له «وجناحاها» (الجمع بين صفات القيادي المبدع الذي عشق التلفزيون) ثم (الانحياز إلى مرؤوسيه بكل ما أوتي من قوة).

يطلب منهم أن يعطوا كل طاقاتهم وإبداعاتهم للمهنة، ثم أن يطمئنوا إلى أن ظهورهم محمية جيداً - فمن يعمل لابد أن يخطئ ، وإن أخطأ فثمة من يتولى حمايته من أي مساءلة ، إنه.. فضل.. افتقدناك يافضل..

كم كنت مدهشاً في الحضور القوي وبحيوية في سائر أنشطة التلفزيون، وكأننا أمام أكثر من فضل، في وقت واحد! كنا نراك في كل النوبات، وفي سائر الردهات والمكاتب وفي الاستديوهات، في غرف المونتاج والهندسة والفيديو وحتى في ورش الديكور، والمكتبة التلفزيونية و..و.. وعند إجراء البروفات..

هل كانت رغبة منك في توصيل رسالة إلى الزملاء بمضمونٍ ما؟ نقد البقاء في أبراج عاجية، مثلاً؟؟ أما ما يمكن فهمه فهو تلك العبارات التي طالما سمعناها منك:

«برامجنا ينبغي أن تكون قوية ومؤثرة»

وما كنت تلقي الكلام على عواهنه (وتنظر)، ولكنك تساعد على إعطاء مفاتيح تفسير تلك العبارة عملياً، سيما في اجتماعات تقييم مستوى البرامج لتحويل الضعف إلى قوة والاستفادة من كل تجربة. هل كانت منك إشارة (وقد كنا في فجر عصر البث الفضائي) إلى وجوب الاستعداد لـ(بكرة) الذي سيغرقنا فيه ما ينهمر علينا من الفضاء فيدمر قيمنا.. ونقف أمامه في حالة شلل؟

وربما فهمها بعضنا واستعد.. ولم يفهمها غيرهم.

لكن ما فهمه الكل شيء جاء في السياق نفسه وصبت في الحقل ذاته.

هو الحرص على نضج التخطيط والنظر إلى المستقبل وعلى الأخص في إعداد الكوادر لـ(بكرة) في الإعداد والتقديم والإخراج والمونتاج والأخبار والتصوير والسيناريو والهندسة.. و..و.. وسائر مهن التلفزيون.

القلق على تلفزيون (بكرة) كثيراً ما شغل الفقيد.. كان حريصاً على ألا يخلف فراغاً، بل يحسن تمهيد الطريق أمام من سيخلفه، بذل ما استطاع.. ثم رحل ومن يمهد لابد أن يذكر بخير.. وها نحن نذكرك.. ونذكر أيضاً- من فيض إبداعك - دلالات ومعاني أنك حرصت أن يكون أول فيلم تخرجه مكرس لفلسطين.

ولا موجب للمزيد .

رحم الله فضلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى