«الأيام» تستطلع أوجاع ومعاناة منطقة قرض بسرار - يافع.. (قرض) تشتكي التهميش والنسيان وغياب أدنى الخدمات.. والكهرباء أهم مطلب أهلها

> «الأيام» حاتم عوض العمري:

>
وادي قرض
وادي قرض
منطقة قرض هي إحدى أكبر مناطق مديرية سرار بيافع محافظة أبين، وتقع في الجهة الغربية، وتبعد عن عاصمة المديرية نحو ثلاثة كيلومترات، وتتكون من قرى، قرن المناصر، أمحيلة، الدعيس، الجرجر، وتعتبر منطقة قرض من أكبر مناطق المديرية كثافة في السكان، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي سبعة آلاف نسمة، يتوزعون على مركزين انتخابيين هما مركز (ع) ومركز (س).

ورغم هذه الكثافة السكانية التي تتميز بها المنطقة إلا أنها تعاني الإعاقة المزمنة من الافتقار لأدنى أساسيات الحياة والعيش الكريم مثل المياة، الكهرباء، الصحة والهاتف، والتي من البديهي أن تتوفر للإنسان في أي بلد كان للمحافظة على بقائه وحياته.

ولم تلامس المنطقة منذ عقود سالفة أي مشروع تنموي من إنجازات وخيرات الثورة والوحدة، فواقع المنطقة مليء بالمنغصات التي تحزن العدو قبل الصديق، ويأخذ منحنى مسرحية مثيرة للغاية وسيناريو لوضع بالغ الصعوبة والتعقيد.

مشاريعها الخدمية آلت إلى مصير مجهول، والمواطنون الذين غرتهم الأماني والوعود استيقظوا ليجدوا مشاريع هذه المنطقة أضغاث أحلام وحكايات من أساطير الأولين والآخرين، وأصبحت مناشدات ومطالب المواطن كلاماً فارغاً لايقدم ولايؤخر «وجعجعة بلاطحين» مما جعل المواطنين يصلون إلى قناعة بأن السلطة قد شطبت منطقتهم من قائمة اهتماماتها بعد أن تأكد لهم أن لا شيء يتحقق فيها غير وعود براقة تطلق قبيل كل انتخابات.

أعمدة كهربائية خالية من التيار
أعمدة كهربائية خالية من التيار
صحيفة «الأيام» سلطت أضواءها من خلال هذا الاستطلاع على أوجاع ومعاناة المنطقة وخرجت بالحصيلة الآتية:

المنطقة تعيش ظلاما دامسا

على الرغم من أن المسافة بين مركز المديرية ومنطقة قرض لاتتجاوز الثلاثة كيلومترات إلا أن المنطقة مازالت ترزح تحت جنح الظلام الدامس، وهذا يعد أكبر دليل على التجاهل والتهميش من قبل السلطات المتعاقبة في المديرية لهذه المنطقة.. أهاليها يمنون النفس بنور الكهرباء الذي يحلم به كل أبناء المنطقة.. كثير من المواطنين ممن التقيناهم لم يفضلوا الحديث حول طلاسم لغز الكهرباء.

وقد تحدث إليناء العشرات منهم عن حكاية لا تنتهي بخصوص هذا المشروع، واكتفينا بحديث أحد المواطنين رفض ذكر اسمه الذي قال: «منطقتنا محرومة من نور الكهرباء على الرغم من انتصاب الأعمدة فيها منذ فترة طويلة، وكانت المنطقة على موعد مع الكهرباء في العام 2006م، ولكن وبقدرة قادر أجل المشروع إلى أجل غير مسمى، يواعدوننا سنة وراء سنة ولكن إلى اليوم لم نلحظ سوى بضعة أعمدة خشبية فقط، مع العلم أنه تم ربط مناطق بعيدة عن عاصمة المديرية ومناطق وقرى عالقة بين الصخور ومعتلية قمم الجبال، بينما منطقتنا مازالت خارج نطاق مشروع الكهرباء بسبب تعثر مشروع الكهرباء منذ منتصف العام 2006م وحتى اليوم قبل أن يبدأ في مرحلته الثانية».

وأضاف المواطن الذي رفض ذكر اسمه قائلاً: «لقد سبق لأهالي المنطقة أن تقدموا بالعديد من المذكرات والمناشدات وطرقوا أبواب السلطات بالمديرية بشأن معاناتهم الناجمة عن حرمان منطقتنا من أدنى المقومات والمشاريع الضرورية والخدمية المرتبطة بحياتهم ومنها مطالبنا المتكررة بإدخال شبكة الكهرباء إلى المنطقة، تلك الخدمة التي حرمنا منها، إلا أننا لم نجد من يكترث لمطالبنا أو يتفهم لمعاناتنا رغم كثرتها، وقد حصلنا على العديد من الوعود لحل مشاكل المنطقة، ولكن دون جدوى.. وقد سئم الأهالي الصبر والوعود العرقوبية ولم يعد بوسعهم احتمال المماطلة والتسويف والضحك على الذقون.

واستطرد المواطن بالقول: «إن هذا التجاهل والتهميش الذي نعانيه دليل على النظرة الضيقة وتغليب المصلحة الذاتية والشخصية على مصلحة المواطنين عامة».

المدرسة وإلى جوارها جامع المنطقة الذي بني على نفقة فاعل خير
المدرسة وإلى جوارها جامع المنطقة الذي بني على نفقة فاعل خير
الحسنة الوحيدة

تعتبر مدرسة الفقيد صالح علي زين بمنطقة قرض هي الحسنة الوحيدة التي حصلت عليها المنطقة من الحكومة، وقد بنيت بدعم وتمويل من المشروع الألماني، وتتكون من تسعة فصول دراسية، ويؤمها طلاب من مختلف المناطق.

كما يتبعها فرع مكون من خمسة فصول دراسية في منطقة أمحبلة التي تقع في إطار تجمع قرض، وعلى الرغم من أن هذه المدرسة هي الوحيدة في المنطقة إلا أنها تعاني من المشاكل والهموم، ومنها الكثافة الطلابية، فالمدرسة تحتوي على كثافة طلابية عالية تتجاوز 600 طالب وطالبة، فالطلاب محشورون داخل الفصول الدراسية وهذا يعود إلى الزيادة المطردة في أعداد الطلاب الملتحقين عاماً بعد آخر.

كما أن هناك جملة من المشاكل والصعوبات التي تواجه تعليم الفتيات في المنطقة، حيث لايزال التعليم في المنطقة مختلطا (بنين وبنات)، وهذا الهم أدى إلى تسرب الفتيات من الصف السادس وانقطاعهن عن مواصلة التعليم لعدم وجود المبنى المستقل بالفتيات وكذا عدم وجود خريجات من المعلمات.

كما أن المديرية بشكل عام محرومة من وجود مدرسة ثانوية مستقلة للبنات مما أدى إلى امتناع الطالبات عن مواصلة الدراسة.

الصحة غائبة

ومنطقة مثل قرض بكثافة سكانها كان من المفروض أن تكون لها أولوية خاصة في اهتمامات السلطة وكان من المفروض أن تكون أعين من بأيديهم الحل والربط على هذه المنطقة بصيرة، طالما وأيادي أهلها قصيرة، وأن تحظئ بشيء من الرعاية والاهتمام على الأقل في الجانب الصحي.

فمن يصدق أن سبعة آلاف نسمة هم سكان منطقة قرض محرومون من وجود وحدة صحية للإسعافات الأولية ورعاية المرأة والطفل. فالمريض يتم إسعافه إلى أي مستشفى في عدن أو أبين، ويتحمل المواطنون أعباء كبيرة وتكاليف في نقل مرضاهم.

فالمنطقة بحاجة إلى وحدة صحية متكاملة تتواكب مع كثافة السكان فيها تقوم ولو بالإسعافات الأولية، أو يستفيد منها الأهالي حتى في ضرب الحقن المهدئة للألم والحمى ولو بالقدر الذي يوفر للمواطنين شيئاً من الراحة النفسية والطمأنينة حين يمسون وحين يصبحون، ويحفظ لهم السلامة عند الطوارئ والعوارض المرضية.

أليست الصحة أغلى مايملكه الإنسان في حياته؟ والإنسان أليس هو أغلى ثروات هذا الوطن؟!

منظر عام لمنطقة قرض
منظر عام لمنطقة قرض
الاتصالات

كما أن المنطقة أيضاً محرومة من خدمة الاتصالات السلكية.. ويعتمد الأهالي على التليفونات المحمولة (الجوال) والتي تصل تغطيتها إلى بعض الأماكن المرتفعة، رغم أن هذه الخدمة دخلت إلى كل بيت في المديرية.

وناشد الأهالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات بإدخال خدمة (يمن موبايل) إلى المنطقة حتى تكون همزة وصل وحلقة اتصال بمحيطهم الداخلي والخارجي، وإخراج المنطقة من دائرة العزلة والتقوقع، وحتى لايظل الأهالي محرومين ورقماً خارج المعادلة في زمن الوحدة.. فهل يصل صوتهم؟!

مشكلة المياه

مشكلة المياه هم يؤرق أبناء المنطقة وشبحاً يهدد بكارثة إنسانية بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة.

ولا يوجد أي مشروع للمياه قدمته الدولة للأهالي، كما أن معظم الآبار في المنطقة قد نضبت مياهها وهي مالحة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، باستثناء بئر أو بئرين. ويعتمد الأهالي على خزانات المياه التي يقومون بحفرها بجانب منازلهم لحفظ مياه الأمطار من سطوح المنازل لأيام الجفاف ووقت الحاجة.

إلا أن الجفاف في هذا العام أتى على الزرع والضرع، واستهلك الأهالي كل مافي خزاناتهم ولم يبق معهم فيها إلا اليسير.

فالمنطقة بحاجة إلى بناء السدود لحفظ مياه الأمطار التي تذهب هدراً.

وقفات لمسك الختام

أهالي المنطقة يشكون عدم تجاوب الجهات المعنية لمطالبهم.. على الرغم من المناشدات العديدة للجهات المسؤولة في المديرية والمحافظة لإنقاذهم من الوضع المأساوي الذي هم فيه.. والكهرباء أهم مطلب للمواطنين في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى