«الأيام» تحاور الأخ عبدالرحمن محمد راوح - اختصاصي التوعية البيئية في مشروع الحفاظ على الأراضي الرطبة - عدن .. عدن الملاذ الآمن للطيور المهاجرة والعابرة

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
بلشون البقر (ابوقمدان)
بلشون البقر (ابوقمدان)
عدن.. مدينة جميلة تجذب كل النفوس إليها، فالله سبحانه وتعالى منحها الكثير من المزايا والجمال الخلاب.. فعدن مدينة تمتلك موقعاً استراتيجياً متميزاً.. لذا فهي تعتبر مدينة عابرة وآمنة، ليس للبشر فقط، فالطيور استشعرت بالأمان ولجأت إليها تستمتع بأراضيها الرطبة التي ساعدت كثيراً على بقاء بعض الطيور النادرة.

والتي انقرض بعضها في دول أخرى، فعدن تمتلك أراضي رطبة ولديها خبراء ومختصين ربما لا نعرف عنهم الكثير، يعملون بصمت ويراقبون تلك الطيور، وحاولوا إن يوجدوا لها المزيد من الأمان، وكل هذا بعيدا عن أعين الصحافة وأقلامها.. ولكن «الأيام» كعادتها في رحلات بحثها عن الكنوز المخفية، التقت بأحد المهتمين بالطيور الأخ عبدالرحمن محمد راوح، اختصاصي التوعية البيئية في مشروع الحفاظ على الأراضي الرطبة م/عدن، والباحث في مجال الطيور.. وفي هذا اللقاء نتعرف على الأراضي الرطبة في مدينة عدن وأهميتها للطيور.

الأخ عبدالرحمن راوح يقول: «تعتبر الأراضي الرطبة في عدن من أهم الأراضي الرطبة في اليمن والبلاد العربية والعالم، فهي توفر الدعم لأعداد كبيرة من أنواع الطيور.. فبعض هذه الأراضي تقع داخل مدينة عدن والبعض الآخر تحيط بالمدينة، فهي بذلك تساعد على تلطيف الجو، كما أنها توفر مرفقا مهما للترفيه والسياحة، وتمثل موقعاً نموذجياً للتوعية والتدريب والمراقبة البيئية لنوعية مياه البحر، واحتوائها على تنوع حيوي واسع.. فهي تعد من المواقع المهمة للطيور على المستوى العالمي، لذا أدخلت ضمن مشروع تعزيز شبكة حماية المواقع الحساسة المتاحة للطيور المائية المهاجرة في مسار هجرتها بين أفريقيا وآسيا وأوروبا واليمن، ضمن هذه الشبكة التي تتكون من 12 موقعاً يمثلون 11 دولة (استونيا، المجر، لتوانيا، موريتانيا، نيجيريا، النيجر، السنغال، جامبيا, جنوب أفريقيا , تنزانيا , تركيا واليمن)».

ويؤكد الأخ راوح أن «الطيور تعتبر إحدى المؤشرات الحيوية الدالة على صحة وسلامة البيئة، فوجودها بعدد وتنوع طبيعي يؤكد صحة وسلامة البيئة, فتتغير أعدادها وأنواعها ومناطق تواجدها نتيجة حدوث أية تغيرات بيئية، فهي حساسة للمواد السامة وتموت نتيجة تأثرها بهذه السموم.. لذا فإن مراقبة الطيور يعتبر إحدى الطرق المستخدمة لمراقبة التغيرات البيئية».

وعن عدد أنواع الطيور في اليمن يقول: «إلى الآن رصد في اليمن ما يقارب من 370 نوعا من الطيور مستوطنة ومهاجرة وعابرة، ثم حصر أكثر من 160 نوعا في محافظة عدن، ويتطلب الموضوع الكثير من البحث».

و يضيف: «تعتبر عدن إحدى المحطات المهمة لمثل هذه الطيور, وقد سجل في اليمن 19 نوعا من الطيور لا توجد في أي مكان في العالم، 6 أنواع منها في جزيرة سقطرى، والبحث جار لمعرفة المزيد من الطيور وأعدادها في اليمن.. ينفذ هذا من قبل مشروع حماية الأراضي الرطبة في عدن، الذي أعدته وتشرف على تنفيذه الجمعية اليمنية لحماية الحياة الفطرية، كمشاركة من قبل منظمات المجتمع المدني في حماية البيئة».

يوضح لنا الأخ راوح خبير الطيور خصائص بعض الطيور الموجودة في محافظة عدن قائلاً: «نتحدث اليوم عن ثمانية طيور منها: خاطف قزوين «Caspian Tern» أكبر أنواع خطاف البحر، فطوله 53 سم وامتداد الجناحين 135 سم، ويتميز بمنقاره الأحمر، الأجنحة والظهر رماديان باهتان من الأعلى، أما لون الأجنحة من الأسفل بيضاء مع نهايات داكنة متميزة، أعلى الرأس أسود، ويعيش في البيئة الساحلية أثناء الهجرة، ويمكن مشاهدته في البحيرات و الأنهار، حيث إنه طائر مهاجر من بحر قزوين ويمكن مشاهدته بسهولة في الأراضي الرطبة في محافظة عدن أثناء موسم الهجرة، أما فترة بناء الأعشاش فتكون على الأرض بشكل فردي أو جماعي في السواحل الرملية أو الجزر.

الزقزاق شوكي الجناح
الزقزاق شوكي الجناح
والنوع الآخر يسمى الطيطوي أحمر الساقين : Red Shank يبلغ طوله 28 سم وامتداد الجناحين 62 سم، وهو طائر خواض رمادي متوسط الحجم سيقانه حمراء ناصعة، يشاهد أثناء طيرانه خطوط بيضاء على ذيله والجزء الخلفي من منقاره أحمر، له صوت متميز خاصة أثناء الطيران، ويمكن مشاهدته بوضوح وبأعداد كبيرة في الأراضي الرطبة.

الزقزاق شوكي الجناح : Spur - Winged Plover

الطول (26 سم) وامتداد الجناحين (75سم) وهو طائر رشيق وطويل الساقين، غالباً لونه بني رملي من الأعلى، والرأس والأجزاء السفلية سوداء و تتباين مع الخدود و جوانب الرقبة البيضاء، يبدو ثلاثي الألوان أثناء الطيران، كما يظهر شريط أبيض واضح بين الريش الأسود وغطائيات الأجنحة الرملية اللون، حركات طيرانه متأرجحة وصوته صاخب في منطقة التكاثر.

ويوصف نوع آخر قائلاً: «حذف صيفي : Garganey نوع من أنواع البط، الطول(39سم) وامتداد الجناحين (63سم) يميز الذكر خط أبيض عريض فوق عينيه حتى خلف الرقبة، وصدره أسود مبرقش يتباين مع الجوانب الرمادية، وبطنه بيضاء اللون، ومقدمة جناحه رمادية مزرقة، صوت الذكر سريع ومستمر يختلف عن الأنثى .

يتواجد البجع وردي الظهر(PINK BAKED PELICAN) بشكل منتظم في سواحل عدن، حيث يعيش في السواحل والغدران , الشواطئ الرملية والبحيرات الداخلية ، يبني أعشاشه على الجزر الرملية .

النورس أبيض العين
النورس أبيض العين
ويمكن مشاهدته بأعداد كبيرة في الأرض الرطبة في عدن خاصة في فصل الصيف بسبب زيادة الهجرة من إفريقيا.

امتداد الجناحين يتراوح بين( 265-290 سم ) بينما الطول ( 130سم ) و يعتبر أصغر أنواع البجع، الخاصرة و الظهر و العجز يظهر بها صبغة وردية خاصة في موسم التكاثر، بينما بقية الأجزاء تكون بيضاء، أما البالغ فيميل لونه إلى الرمادي.

طير آخر يتواجد بأعداد كبيرة في محمية الحسوة و الأراضي الزراعية المجاورة لها، حيث نشاهده وهو يسير خلف قطعان الماشية (البقر) طوله ( 50سم ) أما امتداد الجناحين ( 85 سم) .

يسمي «بلشون البقر (أبوقردان) Cattle Egret، ويميز من خلال لونه الأبيض ومنقاره القصير، شاحب اللون يميل إلى الأصفر.

الطيطوي أحمر الساقين
الطيطوي أحمر الساقين
أما في موسم التكاثر يغطي اللون المصفر الظهر و الصدر, يطير في جماعات من و إلى المواقع التي يجثم فيها، ويمكن مشاهدته بسهولة على الأشجار المرتفعة أثناء الراحة في عدن .

طير آخر مهدد بالانقراض يدعى (النورس) أبيض العين : White Eyed Gull

يبني أعشاشه على الأرض قرب شواطئ الجزر المنخفضة، لهذا فهو مهدد بالانقراض بسبب سهولة الحصول على البيض من قبل الحيوانات الدخيلة على الجزر مثل القطط و الكلاب، كذلك جمع بيضه من قبل الصيادين أو مواطني المناطق القريبة من جزر التعشيش.

امتداد الجناحين ( 108سم ) وطوله 40سم )، أجنحته رفيعة وطيرانه متزن، ويمكن تمييزه من خلال حلقة العين البيضاء، والتي تتواجد فيه في كل الأعمار، ويمكن مشاهدته في ساحل أبين وبحيرات عدن، وبئر أحمد و المملاح.

طير آخر معرض للانقراض يسمى النحام الصغير (LESSER FLIMENGO). هذا الطير يمكن مشاهدته في بحيرات عدن على امتداد طريق الجسر البحري وفي محمية الحسوة.. يتميز بساقيه الطويلتين التي تساعده على البحث على الغذاء، كما يتميز بلونه الوردي الفاتح والمنقار الداكن، وعند الطيران يلاحظ امتداد رقبته الطويلة وساقيه الطويلتين.

ومن المحتمل أن البعض مقيم في عدن، حيث لوحظ أنه يحاول التعشيش في محمية الحسوة، ولكن لم ينجح بسبب وجود قطعان الماشية والكلاب ونشاط الإنسان.

وهناك عدد كبير من هذه الطيور تأتي من أفريقيا، حيث تعشيشها هناك.

وعدن المكان الوحيد في الجزيرة العربية يحاول أن يعيش فيه هذا الطير، وبما أنه معرض للانقراض يجب المحافظة عليه.

وفي ختام هذا اللقاء الممتع الذي عشنا فيه مع وصف الطيور والذي كان يأخذنا من منطقة إلى آخرى، نراقب الطيور في حركة هجرتها من أقصى المناطق الحارة والباردة لتأتي لمدينة عدن التي استشعرت فيها الأمن والأمان لتتكاثر.. لذا وجب علينا جميعاً المحافظة على هذه الأراضي الرطبة التي تعتبر ملاذاً آمناً للطيور المهاجرة والعابرة والمقيمة، وعلى الجهات المعنية تكثيف البحث لمعرفة المزيد عن هذا الطيور المهددة بالانقراض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى