تمرد جنود حرس الحدود يعكس حالة الإحباط التي يشعر بها العديدون في بنغلادش .. العثور على جثة رئيس قوات أمن الحدود في قبر جماعي

> دكا «الأيام» سليم ميا:

>
رجال الأطفاء البنغاليون لدى اخراجهم الجثث من القبر الجماعي  لجنود أمن الحدود من داخل مقر قيادتهم أمس
رجال الأطفاء البنغاليون لدى اخراجهم الجثث من القبر الجماعي لجنود أمن الحدود من داخل مقر قيادتهم أمس
كشف جنود في بنغلادش عن قبر جماعي يضم 38 جثة لضباط كبار من بينهم رئيس قوات أمن الحدود ما يرفع عدد قتلى التمرد إلى 66 شخصا.

وكان الجنرال شاكيل أحمد رئيس قوات أمن الحدود الشبه عسكرية في بنغلادش، من بين القتلى الذين عثر عليهم في القبر الذي اكتشفه الجنود والكلاب البوليسية في أعقاب تمرد قام به حراس الحدود وبدأ في العاصمة دكا الاربعاء الماضي.

وصرح مدير جهاز الاطفاء شيخ محمد شاه جلال انه «تم العثور على جثة رئيس حرس الحدود في وقت متأخر من أمس الجمعة مدفونة إلى جانب العديد. وبدت على جثته التي تحللت آثار إطلاق عدة عيارات نارية».

وأضاف أن «زملاءه تعرفوا عليه».

ولا يزال مصير زوجة أحمد وابنه المراهق غير معروف، حسب شاه جلال.

ومن المقرر أن تجري جنازة مشتركة لجميع القتلى فور انتشال كل الجثث وأعلنت حالة الحداد في البلاد لمدة ثلاثة ايام ابتداء من أمس الجمعة.

كما تم العثور على 28 جثة اخرى من بينها جثث انتشلت من شبكة الصرف الصحي، إلا انه لا يزال مصير نحو 70 من ضباط الجيش غير معروف بعد ان احتجزهم منفذو العصيان.

وفي وقت لاحق من الخميس، استسلم المتمردون وعادوا الى ثكناتهم.

ومن المقرر ان يستمر البحث عن مزيد من الجثث اليوم السبت.

وصرح القائد ابو الكلام ازاد المتحدث باسم كتيبة الرد السريع «لقد اعتقلنا اكثر من 200 من قوات حرس الحدود الذين فروا من ثكناتهم بملابس مدنية. وصدرت لنا اوامر باعتقال المتمردين الفارين».

وقال: « تم نصب حواجز على كافة الطرق المؤدية من دكا والمناطق المجاورة لثكنات حرس الحدود، حيث تم اعتقال اربعة اشخاص يشتبه في انهم متمردون في مدينة بوغرا الشمالية».

واضاف «نحن نفتش الحافلات والشاحنات في محاولة للعثور على اي جنود متمردين».

واستسلم المتمردون الذي طالبوا بتحسين رواتبهم وظروفهم، بعد ان قالت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد «انهم يسيرون على درب انتحاري لا يمكن ان ينتهي الا بسفك الدماء».

وزارت الشيخة حسينة واجد عددا من الضحايا من العناصر العسكرية وعائلاتهم في المستشفى أمس الجمعة وحذرت من ان المسؤولين عن القتلى والجرحى سيواجهون عواقب خطيرة.

ورغم وعدها قبل يوم باصدار عفو عن الجنود الذين يستسلمون، الا ان السلطات قالت ان الضالعين في عمليات قتل لن يفلتوا من العقاب ببساطة.

وصرح الوزير جاهانغير كبير ناناك للصحافيين «لقد تم قتل هؤلاء الضباط الكبار في الجيش بطريقة مخططة ومحسوبة. هذه عملية قتل رهيبة. وسنعاقب هؤلاء المجرمين».

ومع عودة الهدوء الى دكا أمس الجمعة تحدث احد ضباط الجيش الذي كان يحتجزه عناصر حرس الحدود رهينة لوكالة فرانس برس عن فراره بينما كان خاطفوه يطلقون النار عشوائيا.

وقال سيد قمر الزمان «لقد كانت جريمة قتل بدم بارد» مضيفا ان رئيس حرس الحدود قتل امامه. واضاف «لقد كالوا لنا الشتائم وقتلوا اي شخص كانوا يرغبون في قتله. لقد اطلقوا النار نحوي سبع مرات وانا محظوظ لانني لا ازال على قيد الحياة».

واندلع العنف بعد اشهر من الاحتقان بين صفوف قوات حرس الحدود صباح الاربعاء عندما رفض ضباط كبار طلب تلك القوات برفع الرواتب وتوفير دعم مالي لطعامهم ومنحهم مزيدا من الاجازات لكن قائدها الجنرال شاكيل احمد تجاهل تلك المطالب على ما افادت الصحف.

وقبل ذلك بقليل قالت الشيخة حسينة واجد في خطاب متلفز «سلموا اسلحتكم وعودوا الى ثكناتكم فورا والا سأتخذ كل الإجراءات الضرورية من اجل المصلحة الوطنية».

واضافت «لا تختاروا طريقا انتحاريا ولا تجبروني على استخدام القوة. اننا نتفهم مشاكلكم لكن نرجوكم ساعدونا».

وهذه اول ازمة كبيرة تواجه الشيخة حسينة التي حققت فوزا باهرا في الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية ديسمبر والتي كان من المفترض ان تعيد الديمقراطية بعد سنتين من فرض الجيش حالة الطوارئ.

وقال منصور حسن مدير معهد دراسات الحكم في جامعة بي ار ايه سي لوكالة فرانس برس انه «مرت ساعات عصيبة عندما بدا ان حسينة بدأت تفقد السيطرة».واضاف «لقد كان ذلك اختبارا صعبا لها، ولكنني اعتقد انها تعاملت معه بقدرة كبيرة في النهاية».

ويعكس التمرد حالة الاحباط التي يشعر بها العديدون في بنغلادش الفقيرة التي تعاني من ارتفاع اسعار الاغذية وتباطؤ الاقتصاد وانتشار الفساد.

وقد شهدت البلاد التي تعد 144 مليون نسمة، وكانت تدعى باكستان الشرقية قبل استقلالها سنة 1971، عدة انقلابات واعمال عنف سياسية تخللتها فترات ديموقراطية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى