انتظار .. الأضواء

> «الأيام» إيضاح قاسم عسكر جبران /مدينة الشعب

> مازال ذلك الطيف يتذكرني بالرغم من محاولة نسيانه إلا أنه صار يلازمني.. يتحرك بروح النسمات وأشعر بوجوده كلما تحركت وريقات الشجر.. يتنفس بعمق ومع احتضار تلك الذكريات إلا أنه يذكرني بها باستمرار.

قد لمع طيف البدر في السماء وتحركات السحب بخفة نحو المجهول مع ريح خفية أنعشت تلك الأوراح التائهة لترشدها إلى عالمها النقي، لحظة سقوط الكتاب من يديه وانطفأت الأنوار من حوله أدرك أنه يوجد شيء خفي بانتظاره، وسط ذلك الظلام المنبعث من المجهول حاول مد يده إلى مكتبته الصغيرة، محاولاً البحث عن عود ثقاب ليضيء الشمعة الصغيرة الدامعة، لكنه لم يجده فتنهد وقال في نفسه: لا بأس سوف أطل من على النافذة وأنتظر إلى أن تشتعل الأنوار، أطل برأسه الذي بحمل به ملامح الحزن وبصيص أمل صغير..

الشارع كله مظلم هكذا حدث نفسه رفع رأسه إلى السماء، وظل يحدق بذاك الأفق المجهول، وبذكريات حاول نسيانها عادت لتطل عليه ابتسامة حزينة لتتربع ذلك الوجه الذي يحاول التشبث بالحياة ولو بخيط رفيع..

في تلك الليلة كان القمر قد طغى بضوئه البحيرة التي تبعد عن منزله بضعة أمتار من مكان لا يعلم أحداً أين هو قد أطربت أذناه بموسيقى سحرية..

وبين لحظة وأخرى ظهر خيال طفلة جوهري تتراقص على أنغام الناي السحري وحولها تتطاير وريقات ورد الحديقة المجاورة لتصير لوحة عجز عن رسمها فنان بارع..

كان منبهراً ومذهولاً ولكنه أحس براحة وسعادة كبيرة، وفي لحظة فتح باب الغرفة.. وقال صوت: ماذا تفعل وحدك؟ تبسم بسعادة وقال: أشاهد حلما.. ثم إنني أنتظر أن تضاء الأنوار، بعدها قال الصوت باندهاش: ولكن.. الأنوار مضاءة!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى