عودة «الطفل متقلب المزاج» تمثل أول بصمات هيدينك في تشيلسي

> لندن «الأيام الرياضي» متابعات :

>
«إذا كنت تريد دليلا على مدى ما يمكن أن تصل إليه طفولة وتقلب مزاج لاعبي الكرة، فإن ديديه دروجبا وفر هذا النموذج».

كانت العبارة السابقة هي مقدمة عمود قصير نشرته صحيفة «ذا ديلي ميل» عن قائد منتخب كوت ديفوار بعد ساعات من قيادة تشيلسي لإسقاط يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا..وسجل دروجبا الهدف الوحيد لتشيلسي في ذهاب دور الـ16 على ملعب «ستامفورج بريدج»، وقدم أداء حماسيا على المستويين الهجومي والدفاعي استحق عليه لقب رجل المباراة الذي يمنحه موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يوفا) بناء على تصويت آلاف من متابعي المباريات على الهواء.

نشاط دروجبا الملحوظ يختلف تماما عن حالة اللا مبالاة والكمون التي ميزته في الفترة الأخيرة ، والتي خلفتها الغيابات الكثيرة عن تشكيل تشيلسي سواء بسبب الإصابة أو بقرار من المدير الفني السابق لويز فيليبي سكولاري.

وأعلن سكولاري في أكثر من مناسبة أنه لا يفضل الاعتماد على دروجبا والمهاجم الفرنسي نيكولاس أنيلكا في التشكيل الأساسي لأن وجودهما معا يؤثر على الكفاءة الدفاعية لمنتصف الملعب.

ومع المستوى المبهر الذي يقدمه أنيلكا، والذي أهله لتسجيل 21 هدفا هذا الموسم لتشيلسي في مختلف المسابقات، تراجع دور دروجبا مع «الزرق».

ولكن جاء قرار إدارة تشيلسي بإقالة سكولاري وتعيين جوس هيدينك مديرا فنيا حتى نهاية الموسم كقبلة الحياة للمهاجم القوي وإشارة البدء لعودته إلى حيث ترغب جماهير ستامفورد بريدج المستطيل الأخضر.

ولكن كيف توصل هيدينك إلى الخلطة السحرية التي تسمح بوجود أنيلكا ودروجبا معا في التشكيل الأساسي ولا تؤثر في الوقت نفسه على الكفاءة الدفاعية لمنتصف الملعب؟

تمثل الحل الذي قدمه المدرب الهولندي المخضرم في شقين: الأول هو تغيير طريقة لعب تشيلسي والثاني هو إعطاء تعليمات مختلفة لأنيلكا ودروجبا ، اللذين وصفهما هيدينك بأنهما يشكلان «ثنائيا مطيعا».

وكخطوة متوقعة من مدرب هولندي، لجأ هيدينك إلى اللعب بطريقة 3-3-4 فور توليه مسؤولية الفريق وفي أولى مبارياته أمام أستون فيلا على ملعب الأخير، واضعا دروجبا في مركز رأس الحربة فيما يسانده يسارا أنيلكا ويمينا سولومون كالو.

وفاز تشيلسي باللقاء بهدف سجله أنيلكا، أعلن به حصول تشيلسي على ثلاث نقاط صعبة في مشوار الدوري الانجليزي إضافة إلى إمكانية التعاون المثمر مع الفيل الإيفواري العنيد.

ودفع هيدينك بالتشكيل نفسه أمام يوفنتوس ليحصل من الثنائي المطيع إضافة إلى كالو على أداء متميز وانتصار بالنتيجة نفسها وإن كان من توقيع دروجبا نفسه هذه المرة.

وقال هيدينك بعد الفوز على يوفنتوس: «دروجبا لعب مباراة متميزة ومن المهم أن نحصل على خدماته في مركز رأس الحربة لأنه من الصعب على أي مدافع أن يلعب أمامه».

وتابع:«هو وأنيلكا يشكلان ثنائيا مطيعا وينفذان كل ما يطلب منهما..لم أشعر بالحاجة لتحفيز دروجبا على الاجتهاد في التدريب أو المباريات لأنني وجدته متحمسا منذ اليوم الأول لي في تشيلسي».

حماس دروجبا ونشاطه كانا عاملا أساسيا في اتخاذ هيدينك قراره بالاعتماد عليه في مركز رأس الحربة، مع نقل أنيلكا إلى الجانب الأيسر من منطقة الجزاء، على الرغم من أنه ليس من المراكز المفضلة للمهاجم الفرنسي «متقلب المزاج» أيضا.

وفسر هيدينك نجاح خطته والتعليمات الجديدة التي أعطاها لأنيلكا ودروجبا بعد مباراة أستون فيلا في الدوري..وقال الرجل الذي يتولى تدريب المنتخب الروسي بالتوازي مع مهمته في تشيلسي:«عدم صلاحية أنيلكا ودروجبا للعب معا أمر ينتمي إلى الماضي وإلى أسلوب مدرب آخر في إدارة الفريق.. الآن نتحدث عن المستقبل».

مستقبل تشيلسي بثلاثة مهاجمين تمثل في تعليمات هيدينك لأنيلكا وكالو ودروجبا بالضغط العرضي على مدافعي أستون فيلا وعدم منحهم المساحة والوقت لبناء الهجمات والتقدم لمساندة خط الوسط، حتى لا يتعرض ثلاثي وسط «الزرق» إلى ضغط مكثف في الحالة الدفاعية.

وأوضح هيدينك:«يعلم دروجبا وأنيلكا تماما أنهما الخط الدفاعي الأول للفريق، وتعاونا جيدا في مباراة أستون فيلا (لتحقيق الضغط الدفاعي) وهو لقاء كبير لا مجال فيه للاسترخاء أو التقاعس».

وأضاف:«إذا استمرا في الأداء بهذه الصورة، فلا يوجد مانع في الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الأمام يمتلكون مهارات هجومية كبيرة».

وجود الثلاثي الهجومي وفتح مساحات عرضية في الملعب أتاح أيضا فرصة كبيرة للاعب الوسط الانجليزي الدولي فرانك لامبارد في توزيع مزيد من التمريرات في الأجناب أو العمق أو حتى التقدم بين قلبي دفاع المنافس في الحالة الهجومية .. وهو ما حدث تماما في هدف تشيلسي الوحيد أمام يوفنتوس.

ولكن تألق دروجبا وتوقف شكواه من الإصابة منذ التاسع من فبراير – تاريخ التعاقد مع هيدينك – لم يمر بسهولة على بعض وسائل الإعلام الانجليزية التي وجدت في لا مبالاة اللاعب السابقة نوعا من عدم الاحترافية.

وقالت صحيفة «ديلي ميل» في تعليقها على التغيير الذي حدث لدروجبا:

«الحماس المفاجئ واختفاء الإصابات بمجرد رحيل المدرب السابق لويز فيليبي سكولاري ليس سلوكا احترافيا من لاعب يتقاضى 90 ألف جنيه استرليني في الأسبوع».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى