خفر السواحل في اليمن يحاولون إثبات أنفسهم أمام تحديات عملاقة

> صنعاء «الأيام» كريستيان شيز:

>
صور من الإشيف لرجال خفر السواحل اليمنية
صور من الإشيف لرجال خفر السواحل اليمنية
يضاعف عناصر قوة خفر السواحل اليمنية التي أسست بدعم من الولايات المتحدة الجهود لرفع التحديات البحرية العملاقة التي تواجه اليمن مع أن نصفهم لا يجيدون السباحة وهم لا يملكون ما يكفي من القوارب.

المجتمع الدولي أخذ على عاتقه مهمة مكافحة القراصنة الصوماليين الذين يعيثون في المياه المحيطة باليمن، ذلك لأن اليمنيين لا يملكون ببساطة الوسائل اللازمة لمواجهة هذه الآفة.

إلا أنه على عناصر خفر السواحل في اليمن مواجهة المهربين الذين ينقلون يوميا المهاجرين غير الشرعيين الصوماليين والاثيوبيين اضافة الى مهربي البضائع والممنوعات القادمين من منطقة القرن الافريقي.

وتؤكد هذه القوة أنها تمكنت من مواجهة التحدي الاساسي التي أنشئت من أجله، وهو حماية الموانئ اليمنية من الارهاب.

وجاء تأسيس هذه القوة مباشرة بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف في 12 اكتوبر 2002 المدمرة الاميركية كول في مرفأ مدينة عدن الجنوبية. وأسفر هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة عن مقتل 17 شخصا من طاقم المدمرة.

وبعد حوالى سنتين، استهدف هجوم انتحاري مشابه ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ قبالة شواطئ المكلا (جنوب غرب) ما أسفر عن مقتل بحار بلغاري. والعمليتان أظهرتا هشاشة الوضع بالنسبة للموانئ اليمنية.

ولم تترك الولايات المتحدة لليمن خيارا غير الانضمام الى «حربها على الارهاب». وعندئذ قدمت لصنعاء في نهاية 2002 سبع سفن وبالتالي ولدت قوة خفر السواحل.

وبعد أكثر من ست سنوات، قال قائد القوة العميد علي راصع لوكالة فرانس برس على هامش مؤتمر نظم مؤخرا في صنعاء «تمكنا من ضمان حماية الموانئ».

وعما اذا كان خطر حصول اعتداء مشابه للهجوم على المدمرة الاميركية قد انتفى كليا، رد راصع بحذر ان «حجم الخطر قد خفض بشكل كبير». لكن اليمن ما زال يواجه مشاكل كبرى ليست أقلها القرصنة وان تراجع خطر الارهاب البحري.

فبالرغم من قدراته المتواضعة، على اليمن لعب دور مهم على المستوى اللوجستي.

أما الخطر الآخر، وهو خطر مباشر على اليمن واقتصاده، فهو دفق المهاجرين من منطقة القرن الافريقي، وهو دفق مستمر بنفس القوة.

وتمكن حوالى خمسين الف مهاجر غير شرعي من الوصول الى الشواطئ اليمنية في 2008، فيما تمكن تسعة آلاف لاجئ من بلوغ شواطئ هذا البلد منذ مطلع 2009.

وتشير بعض التقديرات الى ان مئات آلاف اللاجئين، لا سيما الصوماليين يعيشون في جنوب اليمن، مع العلم ان البلد يعد من الأفقر في العالم.

الدول الغربية التي أدركت على ما يبدو الاهمية الاستراتيجية لليمن في استقرار المنطقة، تسعى جاهدة الى تسريع تعزيز قدرات قوة خفر السواحل.

المهمة صعبة، فنصف عناصر القوة لا يجيدون السباحة بحسب أحد المشاركين في المؤتمر في صنعاء.

أما مشكلتهم الثانية فهي النقص في القوارب.

وتملك القوة حاليا حوالى ستين قاربا وزورقا. الا ان الكثير منها قديم، وهي لا تصلح لحماية سواحل اليمن الممتدة على مدى 2500 كلم.

وقال ضابط بحري بريطاني رفيع لوكالة فرانس برس على هامش المؤتمر مفضلا عدم الكشف عن اسمه ان خفر السواحل في اليمن بحاجة الى عشرة طرادات على الاقل بطول يتراوح بين 20 و25 مترا.

إلا ان الضابط رأى ان حصول اليمن على هذه الطرادات «سيتأجل بسبب الازمة المالية الحالية». ويضيف العميد راصع من جهته انه من الضروري ان تحظى السواحل اليمنية ببنية تحتية اذ ان القسم الاكبر من الواجهة البحرية للبلد ما تزال غير مأهولة ومن دون حماية. أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى