بدأت..!!

> عبود الشعبي:

> لا يهم من أين.. إنما المهم أن نرى انفراجا في هذا الأفق المسدود، وجلاء لقتامة المشهد.. حتى أطراف المعادلة السياسية يشهدون بذلك، لذا تراهم لما تركوا بلا وسيط هذه المرة طال عليهم الأمد.. فراوحوا بين التأجيل والتعجيل، لافرق أيا كان المفاوض.

نحن نريد أن يستقر الوضع ويشمخ الوطن ولو مرة واحدة، ونجعل وراء ظهورنا حسابات الأشخاص والهيئات.

أما الشعب الذي يتنازعونه على طاولة المفاوضات.. كلهم يريد أن يغلق عليه الدوائر، فإنه قد خبر فنون «التغليق» وربما تضطره الأزمات إلى أن يغلق هو على الجميع في محيط دائرته!!

إن المخدوع هذه المرة من يراهن على غفلة الجماهير.. حتى المواطن الذي قدر له أن يوضع في السجن وهو بريء من التهمة سيفتح في نفسه فضاءً يحبب إليه الخلوة فيشحذ الخواطر ويجيش المشاعر ضد السجن والسجان.

لا مجال اليوم لمحاصرة الوعي.. سيدرك الجميع أن روحا وثابة بدأت تدب في الأوساط الشعبية حتى إذا فسد التعليم في المدرسة فالحياة أكبر مدرسة، ولعل أعظم درس أدار محرك العقل وأعطى هذا الوعي زخمه درس «المغالطة» الذي نتلقاه كل يوم ونحن مبتسمون ومتشوقون! والمعلم الذي يعجز عن تقديم الدرس النافع لتلاميذ تراهم يشنفون آذانهم ربما لمعلم يأتيهم من المريخ.. وإذا عرف السبب بطل العجب!!

نحن نفرح إذا فتحت الأبواب الموصدة، وجلس المتحاورون من أجل الشعب، لا من أجل أنفسهم.. من أجل الوطن، لا من أجل مصالحهم.. لأن الأعمال بالنيات.

ولعل أفضل وسيلة وأسهل طريق للوصول إلى المصلحة العليا هو العفو والتصالح بين أطراف اللعبة السياسية، حتى ليتأكد للجميع بحسب كل القرائن والأدلة، أن الدعوة إلى التصالح والعفو ليست بدعة سياسية، إنما هي من ثوابت هذا الدين الحنيف «والصلح خير» وانفراج الأزمات وحدوث التوافقات وتقريب وجهات النظر، دائماً مرهون بالدعوة إلى العفو والتصالح، وإلا فإن البديل هو «الثأر» والعياد بالله، وقد قيل أن «الثار لا يقيم إلا في العقول الصغيرة».

تحية للوطن.. تحية للدولة «الحلم» التي تقيم العدل، فلا يزال في أنفسنا بقية أمل بعودة الوطن الذي نريد والله وحده الهادي إلى سواء السبيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى