إطلاق رصاص وتباين في الآراء .. تعز حملة لرفع أسواق القات إلى أخرى بديلة وبمساعدة أمنية

> «الأيام» أحمد النويهي

>
سوق الزغروري خال من المقاوتة
سوق الزغروري خال من المقاوتة
حالة من المد والجزر شهدتها مدينة تعز أمس الأول بين السلطة المحلية وقوات الأمن من جهة وبين ملاك أسواق القات وعدد من المقاوتة من جهة أخرى، نتيجة عزم السلطة المحلية بالمحافظة للبدء بإخراج أسواق القات من وسط المدينة إلى أسواق أخرى مستحدثة، حيث ألقت ثلاثة أسواق هي (الجهيم - الزغروري - الهلال) وأقامت بدلاً عنها أسواق أخرى وصلت إلى 7 في مناطق بئر باشا وعصيفرة والحوبان.

وقد شوهدت الأطقم الأمنية منذ الصباح الباكر وهي واقفة أمام تلك الأسواق بغية منع المقاوته من ممارسة البيع فيها .. ونحن بدورنا استطلعنا العديد من الآراء حول هذه الإجراءات وخرجنا بالحصيلة الآتية :

لم يتم إبلاغنا

كانت البداية مع طلال عقلان (أحد أبناء مالك سوق الزغروري) والذي قال: «السوق لديه ترخيص وسدد كل الالتزامات، ونحن معتمدون منذ خمس سنوات وسوقنا الوحيد الذي يدفع ما عليه من التزامات للدولة، وفوجئنا قيام الأطقم العسكرية بإطلاق النار على المقاوتة، ولم يشعرونا من قبل، والدولة تريد قطع أرزاق 400 مقوت في السوق ولم يقدموا لنا أي اقتراح لاستغلال السوق والمقاوتة يطالبون بالبقاء، وهذا قرار تعسفي وأملنا في المحافظ لأنه رجل عدل».

أسواق بدت خاوية
أسواق بدت خاوية
نحن متضررون

فيصل عبيد (مقوت) قال: «نحن طالبين الله، معنا أسر والدولة تقوم بأذيتنا والأسواق البعيدة ليست في مصلحتنا».

أما محمد مهيوب وهو مقوت أيضاً فيقول : «هذا سوق الزغروري قريب للمنطقة ونحن متضررون من نقل السوق ونطالب بالإبقاء عليه ورد الاعتبار لصاحبه».

البديل لابد أن يكون أفضل

أما محمد الزنقل مقوت في سوق الهلال، فقد لخص المعاناة بالقول: «نحن لدينا زبائن عندهم ديون، وإذا نقلنا ستضيع فلوسنا وعلى الدولة إذا كانت مصممة على النقل أن توجد أسواق أفضل وأن لاتكون تجارية أي مملوكة لأشخاص، إضافة إلى أن عملية إقناع الزبائن بالسوق الجديد تحتاج إلى وقت وهذا الإجراء حالياً يعرضنا للخسائر».

الامن يراقب المقاوتة
الامن يراقب المقاوتة
نحن مع النظام وبلا ضرر

وفي مبنى المحافظة التقينا مصلح أحمد الجهيم، فقد قال: «نحن مع تنظيم الأسواق بالصورة التي لاتؤثر على المستفيد من كل الشرائح بما في ذلك المواطنين، وإذا كانت هناك معالجات لامتصاص زحمة السير أو ماشابه ذلك، فإنه بالإمكان معالجتها بحيث (لاضرر ولاضرار)، لاتؤثر على أحد أو تؤدي إلى مشاكل أو خسارة لأي طرف»، وفيما يخص سوقه الخاص قال الجهيم: «إلى الآن لم يأتوا لي ببدائل ونحن لا نبحث عن البدائل لأن المستفيد بالدرجة الأولى المقوت، والمواطن والمجاورون للسوق من أصحاب المحلات التجارية، هؤلاء هم المتضررون أولاً ونحن مع النظام والقانون كون القانون لم يوجد إلا لصالح المواطن واستقرار وتأمين مصدر رزقه»، مضيفاً: «نحن نوافق على دراسة الموضوع ومعالجته معالجة صحية وبالطرق التي لاتؤثر على أحد وبما يخدم المصلحة العامة ونشكر كل وسائل الإعلام لتفاعلها مع الحدث ونتمنى أن تنقل الصورة بشكل واقعي وبما يخدم الجميع» .

أسواق القات شوهت مدينة تعز

التقينا بعدها بالأخ نبيل نعمان، مدير عام الأسواق بالمحافظة، حيث أوضح أنه قد «تم إشعار المقاومة وأصحاب الأسواق بالحملة والتي تهدف أساساً إلى تخفيف الزحام عن المدينة وإظهارها بشكل حضاري بما يتناسب معها كون تعز تعد العاصمة الثقافية لليمن، فوجود أسواق القات بداخلها يؤثر على هذه الصورة». وقال: «نحن أوجدنا أسواق بديلة وأعلنا عنها في الصحف الرسمية»، وقال : «إن أغلبية مالكي الأسواق متجاوبون معنا ومتفهمون للأمر ونشكر لهم تعاونهم، ونود أن نقول لجميع المقاوتة عبر صحيفتكم أن عملية نقل الأسواق لايمكن التراجع عنها وعليهم الانتقال إلى الأسواق الجديدة لما في ذلك مصلحتهم».

الأمن يحاول تفريق الناس عند أحد الأسواق
الأمن يحاول تفريق الناس عند أحد الأسواق
ماتم إجراءت مدروسة وهادفة

وكيل محافظة تعز للشؤون الفنية والبيئة والمهندس عبدالقادر حاتم مشرف الحملة، فقد أجاب على تساؤلاتنا بالقول: «إن هذه الخطة مطروحة في المجلس المحلي منذ خمس سنوات، وتتضمن رفع أسواق القات من الشوارع والحارات والأحياء السكنية، وقد قمنا بإجراء دراسة ميدانية عبر مركز دراسة الجدوى الذي يرأسه الدكتور عبدالله الذيفاني، وقد خرجت الدراسة بالصورة الحقيقية التي تسيطر على المدينة، وقدمت الحلول والمعالجات، ونحن الآن نقوم بالتنفيذ وبناءً على توجيهات المجلس المحلي، فعملنا ليس بعشوائية فقد نفذنا المرحلة الأولى بنجاح والمتمثلة برفع المفرشين والباعة المتجولين إلى أماكن وشوارع خصصت لهم وسارت الأمور بشكل ممتاز بتوفير الإضاءة اللازمة لهم، وبما يكفل لهم ممارسة أعمالهم بهدوء.

وفيما يخص أسواق القات فقد بينت الدراسة أن السكان المجاورين لهذه الأسواق أكثر تضرراً منها بل إن إحدى النساء تقوم بإخراج أطفالها في الصباح إلى الشارع للذهاب إلى المدينة وتنتظرهم الظهر بقلق شديد نتيجة الشجارات والخلافات التي تحدث بين الفينة والأخرى في أسواق القات، والتي لاحظنا تواجد الكثير من الشباب أمامها طوال الليل مخزنين وبعضهم يتعاطى (الديزبام) وهذه مظاهر سلبية تؤذي السكان المجاورين لأسواق القات وما أكثرهم، وقد قمنا بإيجاد أسواق بديلة تكفل لهم ممارسة أعمالهم بدون أي منغصات».

وفيما يخص سوق الزغروري الذي شهد حالات إطلاق نار أكد وكيل محافظة تعز أن «هذا السوق مخالف منذ إنشائه، حيث إن الترخيص يؤكد بأن هذا السوق مخصص للخضار والفواكه، وكما نشاهد في شارع جمال يحدث ازدحام شديد بسبب هذا السوق نتيجة وقوف السيارات والدراجات النارية، وكذلك وجود العديد من الشباب الذين كما أسلفت يتعاطون (الديزبام) يتناولون القات على الأرصفة المجاورة للسوق وأحياناً يقومون باعتراض المارة من المواطنين».

طقم عسكري أمام سوق الهلال للقات
طقم عسكري أمام سوق الهلال للقات
وأشار إلى أنه «تم نشر إعلان في الصحف الرسمية يوضح الأسواق الجديدة وهذا يدحض قول الذين يقولون بأنه لم يتم إبلاغهم، وقد تم تحديد أسواق بديلة 3 في بئر باشا و2 في الحوبان ومفرق الذكرة وسوق رئيسي في ماوية وهناك سوق عصيفرة الرئيسي، أيضاً كما طرحنا سوق المجاهد وهو للتجربة وإذا ماتولدت زحمة بسببه فسيتم إلغاؤه».

لن نقطع رزق أحد

وقال: «لقد التقينا بأصحاب الأسواق وعرضنا عليهم أنه إذا وجدت أراضي أوقاف أو أراضي عقارات للدولة خارج المدينة فستكون الأولوية لهم، فيمكنهم من إيجارات لعمل أسواق جديدة بدلاً عن أسواقهم الملغاة والتي ستتحول إلى أسواق خاصة، أما للخضار أو الفواكه أو اللحوم أو الأسماك، فنحن لن نقطع رزق أحد» .

التنفيذ لارجعة عنه

وقال: «لايمكن أن نتراجع عن تنفيذ الدراسات التي أعدت، والتنفيذ يتماشى مع النظام والقانون ومصلحة المواطنين بالدرجة الأولى، ونحن أيضاً سنقوم بتحويل الفرزات الخاصة بالركاب لنقلهم إلى الأسواق الجديدة وهذا سيفتح مجال رزق أمام أصحاب الحافلات والناقلات والدراجات النارية، ونتمنى من الأخوة في الصحافة الرسمية والأهلية والحزبية أن يتعاونوا معنا في إنجاح الحملة كونها ذات أهداف سامية وغير موجهة لأحد أو استقصاد، ونحن مستعدون لقبول أي نقد بناء يخدم الصالح العام» .

مقاوتة مستاؤون من عملية النقل
مقاوتة مستاؤون من عملية النقل
العلاج لدى الجميع

وقد شوهد العديد من المسلحين جوار سوق الزغروري الذي حدث فيه إطلاق نار في الصباح دونما إصابات، كما كانت الأطقم الأمنية متواجدة جوار الأسواق الملغاة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى