وضعنا الاقتصادي.. والقرارات العشوائية

> عبدالرحمن خبارة:

> لأول مرة تتخذ الحكومة قرارا بخصم %50 من موازنتها لعام 2009م، وجاء تفسير ذلك بسبب انخفاض أسعار النفط، وكنا نتمنى أن تأتي بتفسير علمي وواقعي بدلا من العشوائية التي نمارسها في كثير من قراراتنا وقوانيننا الصادرة.

> وكان الأجدر أن تبدي أحزاب المعارضة موقفها من هذا القرار الخطير بدلا من الصمت، وكأن القرار الحكومي فيه الصواب والحكمة، لأن نتائج هذا القرار سيصحبها الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي سنلمسها في نهاية العام والأعوام القادمة

> وكان المفروض أن تستثنى بعض المؤسسات وخاصة الكهرباء والمياه حيث العجز يزداد يوما بعد يوم ويلمسه المواطن في المدن الكبرى .. ولم يحدث أن تكرر انقطاعات الكهرباء في الشتاء إلا في هذا العام.. ويعود ذلك إلى الهوة الواسعة بين الاحتياجات الفعلية وماهو في الواقع.

> وفي بلد يملك أكثر من عشر جامعات ومعاهد عدة، ومع زيادة حدة البطالة التي تصل إلى %35 وتراكم عدد الخريجين.. فليس أمام خريجي هذا العام إلا الشارع كباقي الخريجين في السنوات الخمس الماضية، ناهيك عن الأعداد الأخرى، وكان المفروض أن تستثنى التربية والتعليم والصحة أيضا، فموازناتهما متدنية مقارنة مع الوزارات والمؤسسات الأخرى المتضخمة.

>ولاندري كيف تتخذ القرارات، وهي بالفعل تتم بغير الدراسات المتأنية، وكم كنا نتمنى أن تخفض سياسات الهدر والعبث وتقلص الموازنات التي تشكل عبئا على الشعب وتتسبب في زيادة جوعه وفقره وبطالته.

> وكان المفروض أن يصحب هذا القرار غير الصائب التركيز على محاربة الفساد والإفساد الذي أصبح «ظاهرة» وباعتراف الحكومة نفسها، ورغم إنشاء الهيئة العليا لمحاربة الفساد إلا أنها عاجزة تماما لأنها لاتملك الاستقلالية ولا حرية اتخاذ القرار، فوجودها وعدم وجودها سيان.

> وتمتد سياسة الهدر إلى انعقاد الكثير من اللقاءات والاجتماعات العربية والدولية، حيث يصرف الكثير على هذه اللقاءات والاجتماعات التي تتم في بلادنا ناهيك عن كرم الضيافة.

>وقد اتخذ قرار بتقليص الأعداد الكبيرة في العمل الدبلوماسي، غير أن الحكومة تراجعت مؤخرا ويعرف الكثيرون الأموال التي تصرف عبثا في هذا المجال.

> وما أحوجنا عند اتخاذ القرارات الحاسمة إلى التأني والدراسة المستفيضة والشاملة ومعرفة نتائج سير الأمور وماتسببه من كوارث وأعباء، أكانت اقتصادية أو اجتماعية وكيفية مواجهتها ومعالجتها.

> خسرت السلطة المليارات من الريالات في حربها الخامسة في صعدة بدلا من استخدام لغة الحوار، وتكرر فشلها في مواجهة الحراك الجنوبي، وكان الأجدر بها استخدام لغة الحوار وهي الأحرى. إن الإيمان بتطبيق سياسة القوة لن يقود إلا لمزيد من الفساد والمزيد من الفشل والمزيد من الخسائر.

> إن ظروف الوضع الاقتصادي المتأزم تتطلب وبالذات من وزارة التخطيط الاستفادة من القروض والهبات والمنح التي رصدها مؤتمر لندن للمانحين لدعم الاقتصاد اليمني بأكثر من أربعة مليارات ريال..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى