رئيس أركان القوات المسلحة كان يردد دائما «إن مصيري مرتبط بمصير الرئيس وإذا مت فسيموت الرئيس» .. مقتل رئيس غينيا بيساو بعد مقتل رئيس الأركان بساعات

> بيساو «الأيام» البرتو دابو:

>
صورة من الأرشيف تجمع رئيس جمهورية غينيا بيساو (يمينا) ورئيس الأركان
صورة من الأرشيف تجمع رئيس جمهورية غينيا بيساو (يمينا) ورئيس الأركان
قتل جنود رئيس غينيا بيساو خواو بيرناردو (نينو) فييرا أمس الاثنين في هجوم انتقامي على ما يبدو ردا على مقتل رئيس أركان القوات المسلحة.

وترددت أصوات الاعيرة النارية في الساعات الأولى من الصباح في أنحاء العاصمة بيساو لكنها خفتت مع ظهور اول ضوء.

وقالت القوات المسلحة انها تتصدى للأزمة وستحترم المؤسسات الديمقراطية في البلاد التي اصبحت من أهم نقاط تهريب المخدرات في غرب افريقيا.

وقال سانجي فاتي وهو ضابط عسكري متقاعد برتبة كولونيل ومساعد مقرب للرئيس الراحل لـ«رويترز» في العاصمة بيساو «تأكد مقتل رئيس الدولة خواو بيرناردو فييرا. زوجته في سفارة انجولا».

وادانت البرتغال والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حادثي القتل ودعوا الى الحفاظ على الأمن والنظام.

وقال فاتي: «إن فييرا قتل رميا بالرصاص داخل منزله بعدما رفض في وقت سابق مغادرة المنزل مع دبلوماسيين من سفارة انجولا أخذوا زوجته إلى مكان آمن». وأكدت مصادر أمنية وسكان يقيمون قرب منزل الرئيس أن فييرا قتل هناك.

وتعرضت غينيا بيساو التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة لعدم الاستقرار على مدى سنوات منذ الاستقلال عام 1974. وتفاقم عدم الاستقرار في السنوات الاخيرة مع تحول البلاد الى نقطة عبور مهمة لمهربي الكوكايين من امريكا اللاتينية الى اوروبا.

وفييرا حاكم عسكري سابق أطيح به في حرب أهلية في التسعينات وعاد للسلطة في انتخابات عام 2005.

وكان على خلاف مع رئيس أركان القوات المسلحة الجنرال باتيستا تاجمي نا واي الذي قتل في هجوم مساء أمس الأول الأحد دمر جزءا من مقر قيادة الجيش.

وقال مصدر أمن: «إن جنودا من جماعة عرقية ينتمي إليها نا واي قادوا الهجوم على فييرا وهو من جماعة عرقية أقل عددا ونهبوا منزله». وقال المصدر :«كان تاجمي يقول دائما إن مصيره مرتبط بمصير الرئيس وإذا مات فسيموت الرئيس».

ووصف الاتحاد الافريقي حادثي قتل الرئيس ورئيس الأركان بانهما «هجومان يتسمان بالجبن والخسة».

وعرضت البرتغال المساعدة في إعادة الحكم الدستوري ودعت إلى اجتماع لتجمع الدول المتحدثة باللغة البرتغالية في لشبونة أمس الإثنين لمناقشة الوضع.

وقال وزير الخارجية البرتغالي لمحطة تلفزيون (سي آي سي): «كنا على اتصال مباشر طوال الليل مع رئيس وزراء غينيا بيساو لضمان ألا ينزلق الوضع إلى صراع شامل».

وتصاعدت حدة التوتر بين المؤسسة السياسية في بيساو وقوات الأمن بعد سلسلة هجمات على الزعيمين.

وفي يناير قالت قيادة القوات المسلحة ان «افراد ميليشيا مكلفين بحماية الرئيس فييرا اطلقوا النار على الجنرال نا واي». ونفت الميليشيا ان اطلاق النار كان محاولة لاغتياله ولكن قيادة القوات المسلحة أمرت رغم ذلك بحل الميليشيا.

وكانت وزارة الداخلية قد جندت هذه القوة المؤلفة من 400 فرد كي يكونوا حراسا شخصيين لفييرا بعد أن تعرض منزل الرئيس لهجوم بالاسلحة الثقيلة في أواخر العام الماضي.

وقال مسؤول بالشرطة إن «جنودا موالين لرئيس الاركان أطلقوا سراح المتهمين في هذا الهجوم في وقت مبكر من صباح اليوم (أمس) قبل مقتل الرئيس. ووفقا للدستور فانه اذا توفي الرئيس يتولى رئيس البرلمان قيادة البلاد حتى اجراء انتخابات جديدة.

وجيش غينيا بيساو ضالع في العمل السياسي منذ وقت طويل بعد حرب الاستقلال الدموية. وقال الجيش أمس الاثنين في بيان ان «الوضع تحت السيطرة وانه سيحترم المؤسسات الديمقراطية».

وقال البيان «شكلت لجنة من قادة الجيش للتعامل مع الأزمة»، دون ان يوضح ما اذا كان يشير الى المسائل السياسة الى جانب العسكرية.

وذكر محللون ان «عدم الاستقرار السياسي زاد خلال السنوات القليلة الماضية بعد ان استغلت عصابات تهريب المخدرات القادمة من امريكا اللاتينية ضعف هيمنة الشرطة على الساحل والمطارات النائية لتهريب الكوكايين عبر افريقيا الى اوروبا».

وقالوا أيضا ان «عصابات التهريب ذات الموارد الهائلة والمسلحة تسليحا جيدا وتملك زوارق سريعة وطائرات تمكنت من شراء تعاون بعض كبار المسؤولين في الجيش والحكومة في واحدة من أفقر دول العالم» . رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى