عندما يعبر الكاتب عنك

> صالح الوحيشي:

> يندر في زماننا- الذي يروج فيه الركيك والسطحي والغث من الكتابات- أن يظفر القارئ بقلم رشيق يجمع صاحبه بين السلاسة والتشويق والسهل الممتنع، مع عمق في المضمون وغزارته.

بحيث يقرأه باهتمام أقوى من ذاك الذي يشتت تركيزنا وانتباهنا بتأثير هموم العصر، بل ثم يعيد القراءة مرات ومرات ليكتشف المزيد من الأفكار والمعاني في كل مرة.

إنني مع قراء «الأيام» الغراء في الداخل والخارج، فقد ظفرت «الأيام» بما عز وندر في هذا الزمن الصعب،مثل ثمرات قلم السيدة المهندسة ريم عبدالغني.. ما تنشره هذه السيدة الفاضلة على صفحات «الأيام» في سلسلة تحت عنوان (من ذاكرة اليمن السعيد) يصر على أن يحفر لنفسه مكاناً خاصاً حصيناً في ذاكرتنا ثم نستحضره - بوعينا - كلما داهمتنا الخطوب أو صادفتنا تجارب حياتية مثل التي طرقتها وتناولتها المهندسة ريم في عدد «الأيام» (5636) الصادر يوم الخميس الموافق 2 فبراير 2009م (نبكي.. الضمير العربي) وحتى قبل ذلك من مواضيعها السلسلة الشائقة عن الحياة في اليمن.. لماذا؟؟

لأنه ربما ببساطة وبصدق (يعبر عنا أولاً) بقوة وتميز ثم لأنه مفعم بالمعاني السامية التي توقظ فينا الشعور بالانتماء لأمة العرب.. وثالثاً فإن ما تكتبه يخاطب العقل فينا ويحرك الوجدان.. ويسهم في صيانة الهوية.

فيبدأ العقل بعدئذ مناقشة هادئة مع الذات (ومع الغير) للمضمون فتنفتح أبواب التأمل على مصراعيها.. الأمر الذي يقود إلى الاستنتاج الصائب بالضرورة ويفضي إلى تراكم الوعي، بل من الإنصاف القول: إن السلسلة التي تجود بها علينا السيدة الفاضلة هي أبلغ من عشرات المحاضرات والخطب الطنانة والمقالات الجوفاء والبيانات المملة العقيمة.

إنه السحر الكلامي بكل معنى الكلمة، يضاف إليه المضمون العميق والأفكار الجادة المعبرة عما يدور في خلد الإنسان العربي..

أيتها السيدة الفاضلة صاحبة العبارة الرشيقة: أناشدك ألا تبخلي علينا بثمار قلمك، فما تكتبين يروي عطشنا ويضع في قلوبنا ووجداننا وعقولنا صنع الغيث في التربة الكريمة العطشى.. برعت والله وأجدت.. وعبرت عنا وأجدت.. أما أنا فأحتفظ بكل أوراق السلسلة وأعيد قراءتها كلما افتقدت ما يروي الظمأ من كتابات في عصرنا.. كنت معك في أيام عدنية في أزقة عدن وشوارعها، وكنت معك في (أمفرعه) بمودية.. وسأكون معك في قراءات أخرى لأوراقك (أيام من ذاكرة اليمن السعيد) والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى