تقرير:القاعدة تستفيد من النظام اليمني وعلاقاته المبهمة مع الأوساط الجهادية

> صنعاء «الأيام» كريستيان شيز:

> بعد نجاح السلطات السعودية في تقويض القاعدة على أرضها، يبدو التنظيم وكأنه التقط أنفاسه في اليمن المجاور في حين يعبر بعض الخبراء عن خشيتهم من تحول هذا البلد العربي الفقير في جنوب الجزيرة العربية إلى معقل جديد لشبكة أسامة بن لادن.

وقال دبلوماسي أجنبي طلب عدم ذكر اسمه شأنه شأن باقي الدبلوماسيين الذين تحدثوا مع وكالة فرانس برس حول الموضوع أن «جميع المؤشرات تدل على ذلك» وبعد سنوات من الهدوء النسبي، شهد اليمن منذ صيف 2007 وخصوصا خلال 2008، سلسلة من الهجمات التي استهدفت مباني دبلوماسية بما في ذلك السفارة الأميركية مرتين ومنشآت نفطية وسياحا أجانب.

والهجوم الأكثر دموية نفذ في سبتمبر الماضي ضد السفارة الأميركية وأسفر عن مقتل 19 شخصا بينهم سبعة مهاجمين.

ومنذ ذلك الهجوم، حظيت القاعدة مجددا بتغطية إعلامية كبيرة لا سيما مع الإعلان عن اندماج ما تبقى من القاعدة في السعودية مع الفرع اليمني للتنظيم تحت اسم «القاعدة في جزيرة العرب»، وذلك في شريط مصور بث على شبكة الإنترنت في يناير.

ويرى محللون أن إعلان عناصر القاعدة السعوديين ولاءهم للفرع اليمني يعني عمليا أن التنظيم قد تلاشى في المملكة.

وذكر دبلوماسي أنه «من شبه المؤكد أن هناك تدفقا للإرهابيين على اليمن».

وأضاف:«إن الإرهابيين الذين طردوا من أفغانستان يميلون

> إلى اللجوء إلى هنا حيث يجدون ملاذا آمنا، أو على الاقل مكانا يمكنهم الاختباء فيه».

وفضلا عن الطبيعة الجبلية التي تغطي جزءا كبيرا من الأراضي اليمنية، يمكن للهاربين أن يستفيدوا من عدم وجود أي سلطة فعلية تقريبا للسطات اليمنية في المناطق القبلية.

وفي هذه المناطق المبعثرة شرق صنعاء، يختبئ عناصر القاعدة على الأرجح.

وفي أغسطس، قتلت القوات الأمنية اليمنية خمسة عناصر مفترضين في تنظيم القاعدة، بينهم قيادي في التنظيم، وذلك في تريم بمحافظة حضرموت.

في مطلع فبراير، توجه الرئيس علي عبد الله صالح إلى مأرب ، لحث القبائل على عدم دعم القاعدة الأمر الذي يدل على مخاوف لدى السلطة على هذا المستوى.

إلا أن القاعدة تستفيد أيضا من طبيعة النظام اليمني وعلاقاته المبهمة مع الأوساط الجهادية.

فلدى عودتهم إلى اليمن، قدم الجهاديون اليمنيون الذين ذهبوا إلى أفغانستان في الثمانينات لمحاربة الاحتلال السوفياتي، دعما ثمينا للسلطة عندما حاول الجنوب الانفصال في 1994.

ومذذاك، لم تقطع صنعاء قط الجسور مع هذه الأوساط.

واعتبر دبلوماسي أن «السلطات اليمنية ترد بشكل مزدوج على تهديد القاعدة».

وذكر دبلوماسي آخر أن «الحكومة تعتمد مراحل متتالية من المفاوضات والقمع».

وفي الواقع، تفرق السلطات اليمنية بين الجهاديين وبين تنظيم القاعدة.

فهي تعتبر أنه من الممكن إجراء حوار مع الجهاديين.

ولعل هذا التمييز يفسر إقدام السلطات في مطلع فبراير على الإفراج عن مئة موقوف ومسجون بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة.

أما بالنسبة لصنعاء، فإن هؤلاء المفرج عنهم مجرد جهاديين لم يرتكبوا جرائم خطيرة وليسوا أعضاء في تنظيم أسامة بن لادن، وهو نفسه يتحدر من عائلة يمنية الأصل.

إلا أن المشكلة، وبالنسبة للولايات المتحدة خصوصا هي أن هذا التمييز صعب جدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى