الأسقف المنخفضة

> «الأيام» حسين صالح الحنشي /عدن

> تحضرني في كل لحظة أهم فيها بالكتابة قصيدة للشاعر العربي أحمد مطر يتحدث فيها كيف أنه فكر ذات يوم أن يكتب قصيدة لاتجرح الرقابة، ولكنه فشل في أن يجد موضوعا لايجرحها ..

مطر عدد في قصيدته أسباب امتناعه عن الكتابة بينما أنا هنا أريد أن أعدد أسباب توقفي عن الكتابة عند سطرها الأول والتوقف عند البسملة والانتظار لنصف ساعة دون كتابة حرف واحد واللجوء فيما بعد إلى هواية الشخبطة أو أن أخط حروف اسمي بصورة مجمسة وهو ما تعودت عليه منذ الصغر.

بداية تبدأ الفكرة بإغراء النفس أن كتابة مقال تعني للشخص ظهور اسمه في صحيفة وهو سبب كاف لأن يكون الشخص مشهورا في حدود المعقول، وهذه الشهرة المنتظرة تغري الشخص أن يبحث عن ورقة وقلم لكي يخط مقالا ينطلق به إلى عالم الشهرة الموعود.

وما أن تبدأ رحلة الإمساك بالقلم حتى تبدأ معاناة أخرى، فسقف الحرية الممنوحة لهذه الصحيفة في حدوده الدنيا ولايمكن لنا الحديث عن السياسية بشكل مطلق فرئيس تحرير «الأيام» لايزال ضيفا على المحاكم كل أسبوع. إذا فالحالة لاتحتاج أن نضيف إلى مشواره الأسبوعي مشوار آخر.

إذن فلأترك السياسة واتجه إلى الفكر والفلسفة وسأقتدي بخطوات أفلاطون وسأستخرج الأسئلة من الأسئلة ذاتها وإن نجحت في كتابة مقال عن الفلسفة وأخذ طريقة إلى النشر قد تأخذني حماسة الفلسفة، وأخرج إلى الناس في رابعة النهار، حاملا مصباحي، باحثا عن «الحقيقة» في مجتمع يحرم الحديث عن الأمل ولكنني قد اتهم بالزندقة والجنون وقد تنصب لي محاكمات تطول وتطول.

إذن فلأترك الفلسفة طالما وهو هكذا حالها، وأكتب عن الأدب صنعة العرب الأولى سأكتب أدبا جديدا، وسأختار مجال القصة لكي أكتب عنه سأكتب قصة قصيرة على طريقة أدباء أمريكا اللاتينية، وستكون قصتي من صميم الواقع مهما كانت مزعجة ولكنني سأصطدم في ذلك في أن واقعنا شديد البؤس، بينما نحن نحب النهايات السعيدة، و أنا أصمم هذه اللحظة على أن أكتب قصة تكون أكثر بؤسا من بؤساء فيكتور هوجو فما العمل إزاء ذلك ؟

إذن فلأترك الأدب لأهله والفلسفة للفلاسفة والسياسة لمن يريد أن يزور نيابة الصحافة والمطبوعات.. ثمة شيء يخطر على بالي هذه اللحظة لعلكم أدركتموه سأرسم صورة وأخربش على هذا البياض وأرتاح من كل هذا الوجع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى