خواطر منتصف الليل

> «الأيام» شيماء صالح باسيد /الحوطة - لحج

> كل ليلة لا أنام تقض مضجعي تساؤلات جمة لتجعلني أحلق مع النجوم.. أطالع وجه القمر فأدفن رأسي في وسادتي وأبكي، لأن حزني كبير وألمي شديد.. أقرر الرحيل.. أقرر أن أخرج من بيتي.

وأصرخ في الطريق: من يشتري حزني؟ من يشتري حزني؟ استوقف الناس حولي.. أصرخ في وجوههم.. هل شاهدتم شيئا يباع في بلادي بالمجان... نعم إنه حزني فاشتروه رجاء.. وأريحوني منه ودعوني أحيا بسلام.

لكن لا من مجيب الكل يخافني.. يخاف حزني ويتحاشاه.. الكل يتخلى عني فأعود لبيتي ولوحدتي، وأدفن رأسي مجددا في وسادتي وأبكي بحرقة الصغار.. فأقرر أن أدفن حزني بين أحزان القمر فأدفنه، لكن كل مساء حين لا أنام أرى وجه القمر فأرى حزني يلوح لي في ذلك السواد!! فأعود للبكاء من جديد وأشعر بندم شديد.. كيف فكرت يوما أن أبيع حزني؟ كيف فكرت بالبوح به؟ لا بل لما قد بحت به.. ولم يصدقني أحد.. هل أخطأت بذلك البوح؟ كيف ذبحت نفسي بخناجر البوح؟ ولكن نفسي قد ذبحت بخناجر الصمت.. إذن في الحالتين ألمي شديد ولم يزل.. أين أهرب؟ أي جدار سأحتمي تحته دون أن يسقط فوقي؟ أي قلب سيفهمني وسيحطم قيود الخوف داخلي؟ هل سأصمت مجددا، لكن هل ينتهي الحزن بالصمت؟ أم إن للصمت ضجيج سيطحن عظامي ويفتك بجسدي المتعب، إنها الساعة تدق معلنة أنه منتصف الليل.. وهاهي الغرفة تضيق بي وقد تلتهمني يوما ما... فأنا في خضم الحياة أشعر أن الموت قريب مني. وفي زمان الثرثرة كرهت كل الكلام وفي ظلمة الليل الحالكة أحاول بشتى الوسائل حتى لا يهزمني النوم، فأنا لا أريد أن أرى الشمس، بل حين تشرق سأنام لأنهض في منتصف الليل... فأكتب خواطري ليوم لم أعش تفاصيله، لكني بالتاكيد أحفظها عن ظهر غيب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى