وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي تحدث إلى «النهار»:المصالحة العربية ومبادرة السلام أبرز ملفات قمة الدوحة واشنطن ترى أن تأجيل الانتخابات تراجع في الديمقراطية لكننا نرى أنها وسيلة وليست غاية

> صنعاء «الأيام» أبوبكر عبدالله:

> أجرى الزميل أبوبكر عبدالله مراسل الزميلة «النهار» اللبنانية حوارا في صنعاء مع الأخ د. أبوبكر القربي وزير الخارجية في عددها الصادر يوم أمس.

حول تداعيات القمة العربية المقررة في الدوحة والمصالحة العربية والقضية الفلسطينية في ضوء المبادرة العربية للسلام، وكذا حول مشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في قمة الدوحة، و الموقف اليمني حيال مذكرة المحكمة الدولية في شأن الرئيس عمر حسن أحمد البشير.. فيما يلي نصه:

> نبدأ من التحضيرات الجارية للقمة العربية في الدوحة، فما هي أبرز القضايا المطروحة أمام القمة؟

- هناك قضيتان رئيسيتان الأولى تتعلق بجهود المصالحة العربية - العربية التي انطلقت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال قمة الكويت الاقتصادية، والثانية تتعلق بالقضية الفلسطينية وتطوراتها وكيف يمكن العرب أن يتعاملوا معها في إطار المبادرة العربية للسلام. وهناك أيضا قضية المبادرة العربية للسلام والتطورات التي نشهدها اليوم سواء تلك الناتجة عن الانتخابات الرئاسية الأميركية أو الانتخابات النيابية الأخيرة في إسرائيل وخصوصا أن هناك الكثير من المتغيرات التي ربما لم تظهر ملامحها حتى الآن وعلى العرب أن يضعوا نصب عيونهم كل الاحتمالات، وكما تحدث العاهل السعودي والكثير من الزعماء العـرب أن المبادرة العربية للسلام لن تظل على الطاولة إلى ما لا نهاية.

والدول العربية متمسكة بها ونحن نأمل في أن تحدد لها فترة زمنية في قمة الدوحة فاذا لم نر نتائج خلال الفترة الزمنية التي سيحددها القادة العرب فعلى هؤلاء أن يختاروا طريقاً آخر.

> التقارب السوري - السعودي - المصري هل يصب في هذا الإطار ؟

- نأمل في أن يصب في اتجاه تعزيز المصالحة العربية وإزالة الخلافات وسوء التفاهم لأن أي مصالحة بين طرفين عربيين ستخدم بكل تأكيد العمل العربي المشترك.

> ألا تتوقعون انقسامات في الدوحة في ضوء التصريحات في شأن دعوة قطر للرئيس الإيراني؟

- أعتقد أن مشاركة أي رئيس دولة من خارج الدول العربية يجب أن يتم بالتشاور مع المجموعة العربية، وهذا يأتي في إطار إقرار جدول أعمال القمة من وزراء الخارجية.

> هل أبلغتم أن الدوحة ستدعو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى المشاركة في القمة؟

- لم نبلغ بهذا الأمر.

المصالحة الفلسطينية

> في جهود المصالحة الفلسطينية في القاهرة هل تتوقعون الوصول إلى تسوية قبيل قمة الدوحة؟

- القضية الفلسطينية أمام مفترق طرق يفرض على الجميع التوصل إلى تسويات في مختلف القضايا. فالخلافات الفلسطينية انعكست على المواقف العربية ووحدة الصف العربي وأثرت فيه، كما أن الخلافات العربية انعكست كذلك على المصالحة الفلسطينية ونأمل في أن يضع ممثلو الفصائل الفلسطينية المصالح الفلسطينية فوق أي اعتبار آخر حتى يصلوا إلى اتفاق على مختلف القضايا سواء تشكيل الحكومة أو الجانب الأمني أم وضع منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من القضايا.

> هل لمحتم خطابا مغايرا في زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حيال السلام والقضية الفلسطينية ؟

- لم يكن في زيارة هيلاري كلينتون للمنطقة أي تغيير، فهي لم تختلف عن زيارات كوندوليزا رايس. ربما اللغة اختلفت لكن ما نريده هو أن يتغيّر الواقع.

> ماالذي تريده المجموعة العربية من الإدارة الأميركية الجديدة؟

- تنفيذ ما وعدت به الولايات المتحدة في قيام دولتين كاملتي السيادة، ووقف المستوطنات، والدخول في مفاوضات جديدة، والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وتنفيذ ما جاء في المبادرة العربية للسلام.

> من سيشارك في قمة الدوحة من الفلسطينيين؟ وهل سيشارك ممثل من «حماس»؟

- سيشارك رئيس الدولة.

> البعض يقول أن ولاية الرئيس عباس انتهت في كانون الثاني الفائت ؟

- ولاية الرئيس محمود عباس لم تنته بحسب التفسير الدستوري للدستور الفلسطيني.

المخاوف من إيران

> التداعيات التي خلفتها التصريحات الإيرانية في شأن البحرين هل ستناقش في قمة الدوحة؟

- إيران عبّرت على لسان مسؤوليها عن الاعتراف بسيادة البحرين وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وزيارة وزير الخارجية البحريني لطهران أظهرت أن الموقف الإيراني يتمسك باستقلال دولة البحرين وسيادتها، ولا أدري إن كانت دولة البحرين ستطرح هذا الموضوع في القمة أم لا.

• ثمة مخاوف خليجية متنامية من إيران، وأخيرا أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما قرارا بتمديد العقوبات عليها، فكيف تتوقعون مستقبل المنطقة في ضوء هذه التطورات؟

- يعتمد ذلك على مواقف دول المنطقة وأدوارها لصوغ مستقبلها، لأننا إن تركنا صوغ مستقبل المنطقة للآخرين فلا يمكننا التكهن بماذا يخطط الآخرون لمنطقتنا ومستقبلها، ويجب أن نتحمل مسؤوليتنا إزاء هذا الأمر من خلال الاتفاق على آليات لبناء علاقات متينة بين الدول العربية والنظر إلى الجوانب الاقتصادية والتنموية والأمنية من منطلق شركة حقيقية، وكذلك تحديد آليات للعلاقات العربية بالآخرين تستند الى احترام خيارات الشعوب وعدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادتها.

> هل تتوقعون تداعيات جديدة جراء قرار إدارة باراك اوباما تمديد العقوبات على إيران؟

- هذا القرار تكرر لسنوات والجديد فيه محاولة الولايات المتحدة الضغط على إيران للدخول في حوار مع الإدارة الأميركية الجديدة بجدية.

> ألا يتناقض هذا الإجراء مع ما أعلنته إدارة أوباما في شأن سياسة الحوار والدبلوماسية؟

- التناقضات يمكن أن تفسّر عند النظر إلى مصالح الدول ونظرتها الى آليات التعامل مع الآخر، والمؤكد أن الولايات المتحدة حاليا تتعامل مع الآخر بسياسة العصا والجزرة جنبا إلى جنب.

قرار المحكمة الدولية

> أعلن اليمن استنكاره لقرار المحكمة الدولية في شأن الرئيس البشير فهل يعني ذلك رفضه تنفيذ القرار؟

- اليمن ليست حتى الآن طرفا في محكمة الجنايات الدولية وتاليا ليست ملزمة بتنفيذ قراراتها. والمحكمة الجنائية الدولية ليست هيئة من هيئات الأمم المتحدة. انها اتفاق بين الأطراف الموقعين له، ونحن في اليمن عبرنا عن رأينا بان قرار المحكمة يتنافى مع الاتفاقات الدولية، وهو تسييس للعدالة الدولية وتاليا اليمن لن تتعامل مع هذا القرار، والموقف العربي واضح فكل الدول العربية رفضت هذا القرار.

> لكن المحكمة كانت مُخولة من مجلس الأمن تحت الفصل السابع النظر في القضية؟

- نعم المحكمة خُولت من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، ولكن الإلزام يكون للدول الموقعة لاتفاق المحكمة والمصادقة على اتفاق روما.

> صادق اليمن على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية ثم أسقط المصادقة عليها في البرلمان لماذا؟ وهل لديكم مخاوف ما ؟

- ليست هناك مخاوف، بل اعتراضات من أعضاء مجلس النواب الذي رأى أن في الاتفاق تدخلاً في السيادة اليمنية وحتى الآن يرفض المصادقة عليها.

> هل ستلتزم اليمن القرار أم سترفضه؟

- إذا كانت اليمن لن تنفذ القرار فهذا يعني أنها ترفضه.

> إلى أين وصلت التحركات العربية لدفع مجلس الأمن إلى تأجيل تنفيذ هذا القرار؟

- هناك تحرك عربي إفريقي مكثف يستهدف الضغط على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن واقناعها من أجل تطبيق المادة الـ16 من اتفاق روما لتأجيل القرار.

> ألا تعتقدون أن رفض السودان القرار سيفرض عليه عزلة دولية ربما تجر إلى أزمات؟

- السودان ليس مرتبطا فقط بالدول الداعمة للقرار، بل هناك ايضاً موقف عربي وإفريقي معارض، والدول العربية والإفريقية إذا ظلت تتعامل مع السودان بطريقة طبيعية وتجاهلت هذا القرار فلا اعتقد أن السودان سيتأثر بالقرار.

انتقادات أميركية

> انتقدت واشنطن توقيع الأحزاب اليمنية اتفاق تأجيل الانتخابات سنتين كيف ترون الموقف الأميركي؟

- واشنطن انتقدت اتفاق الأحزاب من منطلق أن التأجيل يعكس تراجعا في الديموقراطية اليمنية وهذه وجهة نظر الاميركيين حيال الديموقراطية في اليمن، لكننا نحن نرى أنها وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، ويجب أن نضمن نجاحها وألا تؤدي إلى الإضرار بالتعددية وأن تضمن مشاركة كل القوى السياسية الفاعلة في الساحة.

وإذا ما نظمت الانتخابات اليمنية في وقتها المحدد دستوريا في نيسان من دون مشاركة أحزاب في المعارضة، كانت ستثار عليها علامات استفهام كثيرة وستتهم الحكومة بالتعنت، وقرار التأجيل جاء بتوافق بين كل الأطراف السياسيين الرئيسيين في البلد وجميعهم انطلقوا من تغليب مصلحة البلد واستقراره وتجربته الديموقراطية ويجب أن يحترم هذا الخيار.

> اتهامات صنعاء لواشنطن بممارسة الوصاية عليها، هل يعكس مرحلة ركود في العلاقات؟

- لا أعتقد ذلك فاليمن تقول أنها لا تقبل الوصاية من أي طرف على سياساتها الداخلية والخارجية، وهذا حق سيادي لأي دولة وبالتالي عندما تأتي انتقادات من أي طرف نحن ننظر إليها ونبحث في مدى صحتها وما يجب أن نفعله لتصحيح أي أخطاء من منطلق حرصنا على اليمن والديموقراطية، ولكن لا يمكن أن نقبل توجيها من أي طرف كان يؤثّر على استقرار البلد وعلى الديموقراطية، فالخيارات متروكة لنا كيمنيين وليس لأحد حق التدخل فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى