يا أزمة اشتدي تنفرجي

> محمد عبدالله باشراحيل:

> قد يتبادر إلى ذهن القارئ من عنوان المقالة هذه أنني بصدد الحديث عن الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على الاقتصاد اليمني.

أو قد يتوقع القارئ أنني سأخوض في أزمة القضية الجنوبية التي ازدادت تفاقما مع ازدياد تهميش أبناء الجنوب وعدم توقف المتنفذين عن عمليات نهب الأراضي، وخاصة في عدن وحضرموت.. أو ربما يتوقع البعض من هذا العنوان - خاصة بعد عودتي من حضرموت - أن أتناول أزمة المتضررين من السيول في محافظتي حضرموت والمهرة، وفضائح المعونات المالية والعينية المخصصة للمتضررين ومارافقها من نهب وتوزيع لغير مستحقيها من خارج المحافظتين، وتجريد المحافظتين وإفراغهما من الإمكانيات والموازنات اللازمة، بغية إضعافهما بقصد تمكين جهات أخرى من التصرف في تلك المعونات.. أو كما قد يخطر ببال القارئ من ذلك العنوان أنني سأتطرق إلى إحدى الأزمات الراهنة في البلاد وما أكثرها، على سبيل المثال أزمة الانتخابات والفساد وإستراتيجية الأجور والديمقراطية والأحزاب السياسية.

ما قصدته من عنوان المقالة وما أردت أن أذكر به هي أزمة إنسان مظلوم عرف بشجاعته وصدقه ونبله ودماثة أخلاقه وحسن أصله ومنبعه، إنه البطل أحمد عمر العبادي المرقشي الذي يقبع ظلما في السجن المركزي للعاصمة اليمنية صنعاء لأكثر من عام في محاكمة ليست لها بداية كما يبدو، ولا يرغب الظالمون في أن تنتهي، كما لا يرغبون في أن تظهر الحقائق كما هي، حتى تلك التي أشار إليها ملف التحقيق.. إضافة إلى تجاوزات قانونية للسلطة قام بتوضيحها الزميل العزيز والمحامي القدير بدر سالمين باسنيد في مقالته المنشورة في صحيفة «الأيام» العدد (5641) يوم 17 فبراير 2009م.

إن تلك الممارسات المشينة تتعارض مع الدستور اليمني، وكذا مع الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان، حيث نص البند (3) من المادة (9) على أنه «يجب تقديم المقبوض عليه أو الموقوف بتهمة جزائية فورا أمام القاضي أو أي موظف آخر مخول قانونيا بممارسة صلاحيات قضائية، ويكون من حق المقبوض عليه أو الموقوف أن يقدم إلى المحاكمة خلال زمن معقول أو أن يفرج عنه».

أيها البطل أحمد العبادي- كما تعلم- إننا في دولة لا تحترم دستورها ولا قوانينها ولا المواثيق الدولية، وثق أن الباطل لن يدوم وسيظهر الحق حتما.. مصيبتك أنك تعمل مع صحيفة «الأيام» التي تصدر من عدن والتي بمصداقيتها وحرفيتها وطرحها للحقائق وانتشارها الواسع داخليا وخارجيا، تزعج كثيرا من المتنفذين الفاسدين، وهي أيضا صوت المظلومين والمهمشين من أبناء الجنوب.. لذلك يا أخي أحمد مايصيبك يصيبنا، وهي نكاية بـ«الأيام»، ولكن عليك بالصبر أيها البطل فكلنا معك، واعلم أنه «لا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر».. وتأكد أن أزمتك وأزمة الكثيرين من أمثالك الذين نهبت أراضيهم ستنفرج بإذن الله لأنها تجاوزت حدودها واشتدت، ومع كل أزمة تواجهنا.. يقول سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:«يا أزمة اشتدي تنفرجي»، ويقول تعالى: (فاصبر صبرا جميلا إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) صدق الله العظيم.. ونحن واثقون كل الثقة أن الفرج قادم لا محالة إن شاء الله.

* كبير خبراء سابق بالأسكوا- الأمم المتحدة

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى