ميدفيديف: روسيا ستعيد تسليح جيشها مع توسع حلف الأطلسي

> موسكو «الأيام» ديمتري سولوفيوف :

>
الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف
الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف
قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الثلاثاء إن بلاده ستعيد تسليح جيشها وتعزز قواتها النووية بالرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة لأن حلف شمال الأطلسي الذي تقوده واشنطن يتوسع نحو الحدود الروسية.

وبعثت موسكو باشارات متضاربة إلى واشنطن منذ انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة. ويقول الكرملين إنه يريد تحسين العلاقات مع البيت الأبيض لكنه اتخذ كذلك خطوات للحد من النفوذ الأمريكي المتزايد في دول سوفيتية سابقة.

وقال ميدفيديف في اجتماع سنوي مع العاملين في وزارة الدفاع الروسية "محاولات توسيع البنية التحتية العسكرية لحلف شمال الأطلسي بالقرب من حدود بلادنا متواصلة."

وتصف روسيا خطط الادارة الأمريكية السابقة لمنح عضوية حلف شمال الأطلسي للجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين أوكرانيا وجورجيا ونشر مكونات درع صاروخية أمريكية في أوروبا الشرقية بأنها تهديد مباشر لأمنها القومي.

ورحب ميدفيديف برغبة اوباما في بدء صفحة جديدة في العلاقات لكن الرئيس الروسي الذي سيلتقي بأوباما في لندن في أول ابريل نيسان قال إنه يتوقع من واشنطن أن تقرن الأقوال بالأفعال.

وقال ميدفيديف لكبار ضباط الجيش الروسي إن احتمال توسع حلف شمال الأطلسي مقرونا بتهديد الأزمات المحلية والارهاب الدولي "يتطلب تحديث قواتنا المسلحة مما يعطيها شكلا حديثا جديدا."

وأضاف "المهمة الرئيسية هي زيادة الاستعداد القتالي لقواتنا,وفي المقام الأول قواتنا النووية الاستراتيجية. يجب أن تكون هذه القوات قادرة على انجاز كل المهام الضرورية لضمان أمن روسيا."

وقال الخبير العسكري الكسندر شارافين مدير معهد التحليل السياسي والعسكري في موسكو إن روسيا "يجب ألا يجرفها هذا الخطاب المعادي لحلف شمال الأطلسي."

وأبلغ محطة راديو ايكو موسكفي التي تتمتع بالاستقلال من الناحية التحريرية أن "توسع حلف شمال الأطلسي لا يمثل أي تهديد في ذاته" مضيفا "هذه المنظمة لا تستطيع أن تشكل تهديدا حيث أن لها مصالح متعددة الاتجاهات لأنها تضم أكثر من 24 دولة."

وقال وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف "القيادة الأمريكية ترغب في بلوغ الزعامة العالمية وتوسيع الوجود العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في مناطق مجاورة لروسيا."

ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن سرديوكوف قوله في الاجتماع مع ميدفيديف "طموحات أمريكا تستهدف الوصول إلى المعادن والطاقة وغيرهما من الموارد في كومنولث الدول المستقلة وأيدت بشكل نشط العمليات التي تهدف إلى إخراج روسيا من منطقة مصالحها التقليدية."

وسمحت روسيا وحلفاؤها من الدول السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى بنقل شحنات غير عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي عبر أراضيها الى العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان.

لكن في نفس الوقت تقريبا قررت قرغيزستان الشهر الماضي إغلاق قاعدة جوية أمريكية رئيسية بعدما حصلت على أكثر من ملياري دولار من روسيا في هيئة قروض ومعونات.

وعقب الاجتماع مع ميدفيديف قال قائد القوات النووية الاستراتيجية الروسية إن روسيا ستنشر قريبا أول مجموعة من الصواريخ العابرة للقارات من طراز (آر اس-24) وهو نسخة مطورة من منظومة توبول-ام المتحركة الضخمة.

ونقلت وكالات أنباء محلية عن الجنرال نيكولاي سولوفتسوف قوله إن الصواريخ الجديدة ستدخل الخدمة بعد الخامس من ديسمبر كانون الأول عندما ينقضي أجل معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت-1) التي وقعتها روسيا مع الولايات المتحدة.

وبدأ الكرملين هذا العام تنفيذ خطة إصلاح طموح لتحويل القوات المسلحة ذات المعنويات المتدنية إلى جيش أصغر وأسرع حركة وأفضل تجهيزا برغم الانتقادات الحادة من المعارضة ومقاومة كثير من جنرالات الجيش.

ويقول خبراء إن الإصلاح بات مطروحا بسبب الحرب التي خاضتها روسيا ضد جورجيا في أغسطس اب الماضي واستغرقت خمسة أيام. وكانت القوات الروسية تقدمت بسرعة وسيطرت على مناطق واسعة من الأراضي الجورجية بعدما حاولت تفليس استعادة إقليم اوسيتيا الجنوبية بالقوة.

لكن الحرب كشفت كذلك نقصا في الأسلحة الحديثة مثل القنابل بالغة الدقة ومعدات الاتصالات الحديثة وطائرات التجسس بلا طيار. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى