رحيل بطعم الفاجعة قاسم البطر ..سلام يا صاحبي

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> ليس هناك ما هو أشد وطأة على النفس من أن تنعي صديقا .. وليس هناك ما هو أشد قسوة من أن تكتب رسالة وداع لأخ لم تلده أمك

آه يا قاسم..كيف أبكيك وقد جفَّت ينابيع دموعي

آه يا قاسم..كيف أنعيك وقد استشهدت مفردات الرثاء

آه يا قاسم.. كيف أودعك والنفس مصابة بقاسمها

آه يا قاسم..كيف أرثيك وقد ماتت عندي القافية الشعرية

آه يا قاسم..غيلة انتزعتك ولم تمهلك

آه يا قاسم..كنت تتأوه..وكنا خلف مكاتبنا نحرق البخور لمن يتاجرون بروائع أبطال الرياضة

آه يا قاسم..كانت أحشاؤك تتمزق

وكنا هناك نراقب (جوزاء) لم تأت أبدا

انكسرت (الريشة) في داخلي

آه يا قاسم..معذرة إذا كنا قد غمسنا في دمائك فتات نسياننا

عشت بكبد مثقوبة..تُصدَّر لإحشائك عويلا لا ينتهي

آه يا قاسم..القذى يدمي العيون

آه يا قاسم..فاجعتك تدمي القلوب

آه يا قاسم..ودعتك وفي قلبي يا صديقي موضعك

يومي بلا بكرة

وليلي ما طلع له نهار

كيف أبكيك وقد تاهت أمامي معالم العويل

آه يا قاسم..القلب مفجوع..والعقل موجوع

تذكرناك بعد فوت الأوان

يا قاسم..طال صمتك

ظنناك على سجيتك وعلى عادتك

قليل من الكلام كثير السلام

عاش كريما عفيفا عزيزا

إنتاجه الكروي دائم

وعقله التدريبي هائم

حياته قصة طويلة

من لاعب خلوق إلى مدرب مرموق

عاش بقلب مفتوح

الصراحة عنده راحة

كان يقولها ولو على نفسه

لا يلتجئ إلى الحلين

الأبيض عنده أبيض..والأسود أسود

خفيف الظل..سريع البديهة..يوزن الكلام كما كان يزن الفراهيدي بحوره الشعرية

لا يخلط بين الجد والهزل

لكل مقام مقال

كان أحيانا يبدو قاسيا على اللاعبين

لكنها قسوة أب يعشقها اللاعبون

سلوا البارك والصارطي وغرامة عن حكايته

سلوا من زاملوه

فضيل..الراعي..درعان فعندهم الخبر اليقين

قلب قاسم أبيض مثل لبن الحليب

يزعل منك في ثانية

وقبل أن تمضي الثانية التالية يصالحك

كمبيوتر كروي يمشي بقدمين

كان عقله يبرمج أعماله

كلما ومضت في رأسه فكرة نفذها بحذافيرها

قدم للعالم باقة من روائع عرفان

ثم كسر المعادلات بزارة الفنان

ومع فريق الأحلام أطلق العنان

آه يا قاسم..تظن دموع العين إنها سترجع الماضي

لا يا قاسم..رحلت بكبريائك

خلَّدت ذكرياتك في أرشيف القلوب

يااااه مريرة هي وداعية النحيب

مالحة هي المفردات في فمي

كتبت مشهد الوداع

ولم يبق لنا سوى الصداع

ودعتك وفي قلبي يا صديقي موضعك

القلب مكلوم

البال مهموم

والوداع مُر..مُر في مرارة العلقم

ما أضيق العيش يا قاسم لولا فسحة الأمل

وأملنا في أبنائك

في أن يحملوا جينات سجاياك

وفي تراثك الكروي الذي ستتناقله الأجيال

عرفتك..مدربا صارما لا يهادن

وعرفتك..إنسانا رفيقا لا يساوم

عرفتك.. تربويا بعاطفة أب حنون

آه يا قاسم..أذكرك والقلب يتقطع ألما

آه يا قاسم هجرتنا والعين ستبكيك دما

في القلب حرقة

في العين أنهار من الدموع

في الحلق غصة وداع

هويتك وحبيتك وفي القلب خبيتك

هكذا ردد تلاميذك في المدارس

وهكذا سيرثيك فنانو الملاعب

آه..خلق الإنسان في كبد

آه..تعب كلها الحياة

واقاسماه..واقاسماه..أفقدتنا لذة الحياة

الموت خبز وكل الناس آكله

رحمك الله..وأسكنك فسيح جناته

وأخيرا أقول قول المؤمن الصابر الذي إذا أصابته مصيبة قال:«إنا لله وإنا إليه راجعون».

مدرب رياضي في أبين-توفي مؤخرا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى