مصارحة حـرة .. يا صفية

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> لا يختلف إثنان على أن هناك حركة في جانب المنشآت الرياضية تشرئب لها أعناق المتطلعين والراصدين للبركة.

لكن ما يؤخذ على هذه المنشآت أنها تنفذ تحت ضغط الحاجة لإرضاء «زعطان» وتحريك سوق المقاول «فلتان»..بمعنى أن المنشآت تشوبها عيوب تستطيع العين «الحسيرة» أن ترصدها وتحدد مواقعها والسبب الذي قد يبطل العجب قبل سماع أغنية «الدلوعة» هيفاء وهبي «رجب صاحبك جنني».

إن الدراسات العامة ناقصة تبحث عن «الجزئيات» وتهمل «الكليات»، ثم إن غياب مقص الرقابة على «ما يطلبه المقاولون» ترك لهم الحبل على الغارب..وقبل أن يقطب أحدكم جبينه ويسأل بنبرة أهل بيزنطة الذين انغمسوا في جدلهم العقيم فسقطت المدينة في قبضة المغيرين..عن الجديد الذي يدفعني إلى تكرار ما لا يعلم الشطار أسارع بتبرير موقفي قائلا:«قبل أن تتمخض دراسات المهندسين في الوزارة وتولد مخططا لاستاد «الوحدة» الذي سيستضيف خليجي 20 ، والله وحده يعلم هل نحن جادون في الاستضافة أم إننا نمارس على الناس الكذب الأبيض قبل حلول شهر «الزنط»..كنت قد قدت حملة صحافية توعوية لفت من خلالها نظر اللجنة العليا للبطولة على أننا نحتاج فقط لملعب قانوني عليه القيمة يقترب من ملعب نادي السد القطري، ولسنا في حاجة إلى «مضمار» وملحقاته على أساس أننا سنستضيف بطولة تلعب بالأقدام في وقت لدينا استادات رياضية بمضامير جاهزة في محافظات الثقل بما فيها عدن وأبين..بالنظر إلى هذه الحقيقة التي غابت عن أذهان اللجنة لغرض في نفس يعقوب، فإن الإصرار على تشييد ستاد دولي يلفه مضمار طويل عريض خطأ فرضته أمزجة من يبحثون عن تكلفة بأرقام فلكية في ظل حسبة «برما» التي أدمنا متاهاتها ومنحنياتها البيانية..وحتى الآن لم تقدم لنا اللجنة أو حتى من صوتوا للمضمار عن جدوى ذلك..هل هناك شرط خليجي يلزمنا بالتعصب للمضمار أم أن ذلك يندرج تحت بند أن عداء عالميا بحجم هشام الكروج أشار إلينا بحفر الخندق..عفوا بتسوير الملعب بحزام مضمار؟..ثم ما حاجتنا إلى رفع التكاليف طالما أننا نمتلك بدل المضمار عشرين مضمارا ؟

كنت أتمنى على اللجنة العليا أن تكون «ديمقراطية» وأن تسأل أهل الشأن عن طريقة بناء الملعب..ليس عيبا أن نستعين بجهات أجنبية متخصصة في هذا العمل بدلا من الارتماء في أحضان أربع شركات محلية..فحتى سيف بن ذي يزن يذكره التاريخ على أنه استعان بالفرس لطرد الأحباش..فهل لدى شركاتنا «العقلية الاحترافية» التي من شأنها أن تقدم لنا مجسما حقيقيا ينسجم مع الرسومات التي استعرضتها الصحف، أم أن إنجاز المشروع سيأخد طابع (من الخارج الله الله ومن الداخل يعلم الله).

بصراحة حاولت سجن مخاوفي والاحتفاظ بها لنفسي الأمارة بالسوء لولا أني تذكرت- وذاكرتي ولله الحمد حديد- أن شركاتنا ومقاولينا سلموا لنا استادات «مجازية» بعيدة كل البعد عن المواصفات الدولية فحتى ملعب الفقيد علي محسن المريسي الذي نراه (غزالا) في عيوننا صدر ضده قرارا من الفيفا بأنه يفتقد لشروط قانونية كثيرة يجب أن نستوفيها في أقرب فرصة ما لم فإن الفيفا قد يصدر فرمانا بمنع منتخباتنا من اللعب على أرضنا..وطبعا فرمان عمنا «بلاتر» نافذا ، ولن تجدي معه (دبب العسل) و«عمائم» الشيوخ الركع وتوسلات الأطفال الرضع.

مشكلة مسؤولينا أنهم يفكرون على قدر عقولهم وكل همهم أن يكون الملعب جاهزا لوقت محدد إلى أن تنتهي بطولة الخليج وعندها لا مانع من عودة «حليمة» لعادتها القديمة، وليذهب الملعب بمضماره إلى الجحيم.

هذه عقليتنا مع الأسف نفكر ونصب اهتمامنا المؤقت في «اليوم» ولا نؤسس لرياضة «الغد» ، فنخلق بهذا التفكير السطحي جيلا «ساندوتشيا» طالما وأننا مازلنا نتعامل مع بناء الملاعب على أنها (وجبات هامبورجر) .. وإلى أن يلهمنا الله عقولا رياضية لا تدار بعقلية تجار السوق السوداء اختتم عمودي المزعج هذا بما قاله سعد زغلول ذات مرة: (مافيش فائدة يا صفية).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى