د. أحمد صالح منصر روح إنسانية قل نظيرها

> د.عيدروس نصر ناصر:

> فجأة وبدون استئذان غادرنا علم من أعلام العمل الأكاديمي والإداري في جامعة عدن وفي اليمن بعامة هو د. صالح منصر الأمين العام لجامعة عدن عميد كلية الاقتصاد والإدارة سابقاً والشخصية الأكاديمية والعلمية المعروفة.

كان د. منصر عَلماً إدارياً وأكاديمياً يصعب تعويضه، فقد نذر روحه وعمره للعمل الجامعي والإداري في إطار جامعة عدن وتمكن من صنع جيل تجاوز تعداده المئات إن لم يكن قد بلغ الآلاف من الخبراء الاقتصاديين والمحاسبين والإداريين، فضلاً عن عمله في الجامعة كأمين عام وحرصه على توطين التقاليد الإدارية المعاصرة في هذا الصرح العلمي والأكاديمي .

عندما تزور د. منصر في مكتبه لم تكن لتشعر بتلك النزعة البيروقراطية التي تشعر بها وأنت تتعامل حتى مع صغار الإداريين، بل كنت تحس بالألفة والحميمية وبقدر نادر من التعامل الإنساني الرفيع الذي قلما تجده عند الكثير من مسؤولينا مهما تضاءلت مكانتهم.

حكى لي أحد الأصدقاء العاملين في جامعة عدن بأنه كان ذات يوم في ورطة مالية تقدم بطلب قدمة على حساب راتبه وقدم شرحاً للمبررات التي جعلته يستدين هذا المبلغ، وهي ظروف قاهرة لايمكن مجابهتها إلا بمعجزة، وعندما قدم الطلب للأمين العام (د.أحمد صالح منصر، بطبيعة الحال) قال له د. منصر : «لكن المبلغ الذي طلبت قليلا وقد يسد نصف حاجتك!»، فقال له الزميل: «أنا لا أرغب في التورط بديون كبيرة أعجز عن سدادها»، فوجه له د. منصر بضعف المبلغ على أن يتم تقسيط الاستقطاعات على ضعف الفترة التي كان الزميل قد اقترح التقسيط عليها.

لايمكنك دائماً أن تجد من يفكر بهمومك كأنها همومه ولا من يفكر في مساعدتك على الخروج من الورطة، وكأنه هو الواقع فيها، إلا في حالات نادرة جداً، ومن هذه الحالات يأتي د. أحمد صالح منصر .

رحم الله فقيد جامعة عدن وفقيد الحياة الأكاديمية اليمنية، د. أحمد صالح منصر، وعوضنا عنه خيراً، وعزاؤنا إلى أهله وذويه وأحبابه ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

برقيات:

الزميل الأديب والقاص المبدع ميفع عبدالرحمن: لم تكن بحاجة إلى عرض خلافك مع د. سلطان الصريمي على الحزب الاشتراكي لأن الحزب حسب علمي أولاً ليس وصياً على اتحاد الأدباء والكتاب ولا على د. سلطان، ولا على ميفع عبدالرحمن بطبيعة الحال، وليس بالضرورة أن كل من لم يكن معك هو مـع المؤتمر الشـعبي العام أو العكـس .

مايزال القادة العرب يسعون إلى تنقية الأجواء العربية دون أن يقولوا لنا من لوث هذه الأجواء، لقد لوثوا أجواء العلاقات العربية -العربية بخلافاتهم التي لاتعلم الشعوب لماذا اختلفوا ولماذا يتفقون، لأن الشعوب ليست طرفاً لا في خلافاتهم ولا في اتفاقاتهم .

يقول شاعر الحكمة زهير ابن أبي سلمى أحد شعراء المعلقات:

ومهما يكن عند امرء من خليقة

وإن خالها تخفى على الناس تعلم

ومن يغترب يحسب عدواً صديقه

ومن لايكرِّم نفسه لايكرَّم

عضو مجلس النواب، أستاذ مساعد بجامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى