لنتقن فن المقاومة

> «الأيام» محمد غانم علي / تعز

> تتبلور إلى أذهاننا حقائق عدة ونحن نعايش اليوم أحداث الاعتداء الصهيوني الغاشم على غزة وقد اتسعت دائرة المأساة.. فعلاً لاشي بعالمنا يعلو.. سوى صوت الذل.. لاشيء بغزة يهتف سوى الـجوع والـبرد والقتل .

إنها حقيقة مرة لواقعنا اليوم..لقد ارتبطت ثقافة مقاومة العدوان كخيار استراتيجي لابديل عنه، وكرهان حقيقي تبنى عليه آمال عظام وحياة أمة، حيث تعايش هذه المقاومة الإحتفاء بالعام الهجري الجديد (الهجرة) والتي رسمت خطاً ثابتة لإرساء قواعد هذا الدين، والتي جسدت أشد وأقوى صور المقاومة في وجة المشركين الظالمين.

عام مضى.. عام أتى.. لاشيء يذكرنا سوى جرح مضى ودم أتى.. !

ماذا ننتظر..؟ فقد ولى زمن المعجزات، ماذا ننتظر..؟ شح مطاع وهوى متبع أم الساعة.. أم الدجال فشر قادم ينتظر.

كيف نتقن فن ثقافة المقاومة كخيار وحيد؟ على مستوى الفرد والأسرة والدولة والمجتمع الكبير.. وكيف نعلم أبناءنا في ظل مناهج التعليم الحالية الهشة، والإعلام الهابط.

هال سألت يوماً ولدك أو ابنتك الذي أنهى المرحلة الأساسية من خلال تسع سنوات من التعليم ولا يستطيع التفرقة بين الضاد والظاء، وذاك خريج الثانوية العامة لايستطيع التمييز بين همزة الوصل والقطع، بل لايعرف أين يضع الهمزة.

تصدق عزيزنا القارئ أن طالباً جامعيا لايحسن أن يفرق بين فرض العين وفرض الكفاية حينما سئل عن فرض صلاة العصر فرض عين أم كفاية.. !

لقد ناضل الأعداء من أجل إيصال ثقافتهم لتشويه تاريخنا وثقافتنا.

ترى أين الكرامة؟ أين العزة في الحكام؟ ما ذنب أولئك الأطفال والشيوخ والنساء، يحاصرون ويجوعون، ودماؤهم تسفك؟، تخيل كيف تحققت العزة لعمورية بصرخة امرأة.. وامعتصماه.

غزة تصرخ وتتألم، وتئن.. هل من مغيث بين النار والجوع والبرد؟!

فقط يبقى أن في الحياة أمل فلعل هذه الدماء أن توقظ الحٌكام، فلربما توقد هذه الدماء الأحاسيس والمشاعر، فقد يخرج العز والانتصار من رحم المذلة والإنكسار، كما يخرج الصبح من جوف الليل والظلام.

حقيقة علينا أن نصدقها، إن لم نتقن فن وثقافة الكرامة والمقاومة والانتصار لدينا، فستوقد مقاومة من نوع آخر هي ثقافة الاستسلام والخضوع والمهانة والانكسار لإنها طرفي معادلة.

هناك ملفات مغلقة يجب أن تفتح وهناك طرق لطالما أغلقت طويلا وهناك عقولا وقلوبا طغى عليه الوهن وهناك وهناك..

من هنا تتجلى أمامنا أيَ ثقافة نبغي، وأيَ مقاومة نريد، وأي انتصار نحتاج، وأي وسائل نختار أو نسلك.

فطوبى للشهداء وهنيئاً للمخلصين الأوفياء، الصامدين في الاعتداء ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى