بعد عشر سنوات على القصف الجوي الاطلسي .. صربيا لا تزال تعتبره "غير شرعي"

> بلغراد «الأيام» يوفان ماتيتش :

>
عشر سنوات مرت ولا تزال صربيا تعتبر حملة القصف الجوي التي شنتها منظمة حلف شمال الاطلسي عليها لارغامها على رفع قبضتها عن كوسوفو، بمثابة "هجوم غير شرعي"، وفق ما اعلن رئيس وزرائها ميركو تسفيتكوفيتش.

وبدأت مراسم احياء الذكرى العاشرة للضربات الجوية الاطلسية صباحا بلزوم دقيقة صمت في المدارس الصربية، فيما عقدت الحكومة اجتماعا خاصا حول هذا الحدث.

وقال تسفيتكوفيتش في هذه المناسبة "ان الهجوم على بلدنا كان غير شرعي ومخالفا للقانون الدولي وقد تم بدون صدور قرار عن الامم المتحدة".

وتابع "ان الضربات الجوية لم تؤد الى تسوية لمشكلات كوسوفو ولم تساعد في احلال السلام وفي احترام القوانين، بل اثارت عمليات تطهير اتني وانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان وللقواعد الدولية وتوترات جديدة".

وفي تمام الظهر (11:00 ت غ)، دوت صفارات الانذار في بلغراد مذكرة بصفارات الانذار التي كانت تعلن انتهاء القصف العام 1999.

لكن مراسل وكالة فرانس برس لاحظ ان معظم المارة في وسط بلغراد كانوا منهمكين في اعمالهم اليومية وكأنهم لا يبالون بهذه الذكرى.

ويقوم ممثلون عن الحكومة اليوم بوضع باقات من الزهور امام النصب التي اقيمت تكريما لضحايا القصف من عسكريين وشرطيين ومدنيين

وتنظم مجموعة من القوميين المتطرفين بعد ظهر أمس الثلاثاء تظاهرة ضد الحلف الاطلسي في وسط بلغراد.

وقال تسفيتكوفيتش "ان الضحايا وماضي اطفالنا ومستقبلهم، كل ذلك يرغمنا على عدم السماح بتكرار مثل هذه الاحداث".

وذكر بمقتل 1002 من عناصر الشرطة والجيش و2500 مدني، بينهم 89 طفلا، خلال 11 اسبوعا من القصف الجوي، فضلا عن اصابة 12500 شخص بجروح.

واشار الى ان الضربات الجوية تسببت باضرار مادية جسيمة وصلت قيمتها الى 30 مليار دولار (22 مليار يورو)، مؤكدا ان السنوات العشر التي مضت لم تمح اثار كل هذه الاضرار.

وشن الحلف الاطلسي حملة القصف في 24 اذار/مارس 1999 اثر رفض الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش توقيع اتفاق يضع حدا للقمع الذي كانت تمارسه القوات الصربية ضد جيش تحرير كوسوفو، حركة التمرد الالبانية.

وفي نيويورك، تحدث الرئيس الصربي بوريس تاديتش عشية الذكرى عن "حملة عسكرية ماساوية"، خلال اجتماع عقده مجلس الامن الدولي حول الوضع في كوسوفو.

وفي المقابل، اعتبر رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي ان "تدخل الحلف الاطلسي العسكري ضد القوات الصربية العام 1999 حدث تاريخي عظيم بالنسبة لكوسوفو والعالم الديموقراطي".

وقال رئيس كوسوفو فاتمير سيديو ان "الهجوم الذي استمر 78 يوما انقذ شعب كوسوفو من ابادة مخطط لها اعد السيناريو لها في اعلى الدوائر السياسية والاكاديمية الصربية"، مشيدا بعمليات القصف لاعتبارها "فعل انسانية لا مثيل له وليد فكرة سامية تقضي بالدفاع عن الارواح البشرية".

ويرى العديد من المحللين ان تدخل الحلف الاطلسي كان ضروريا لمنع وقوع احداث دموية جديدة كالتي وقعت في سريبرينيتسا (شرق البوسنة) حيث قتلت القوات الصربية حوالى ثمانية الاف مسلم في تموز/يوليو 1995 في احدى اسوأ المجازر التي شهدتها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وانتهى تدخل الحلف الاطلسي في حزيران/يونيو بانسحاب القوات الصربية من كوسوفو ووضع الاقليم بادارة الامم المتحدة قبل ان يعلن استقلاله من طرف واحد عن صربيا في شباط/فبراير 2008.

واعترفت اكثر من خمسين دولة، بينها الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الاوروبي، باستقلال اقليم كوسوفو فيما لا تزال صربيا تعتبره جزءا من اراضيها، تدعمها روسيا في موقفها هذا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى