«الأيام» تنفرد بأول حوار مع رئيس نادي التلال الجديد عارف الزوكا:إنقاذ الفريق من الهبوط من أولوياتنا لكنه ليس كل أهدافنا واللاعبون قادرون على إحداث صحوة لإبقاء العميد في الأولى

> «الأيام» عادل الأعسم :

> أخيرا..انتهت أزمة الرئاسة التلالية، ووجد نادي التلال رئيسا بعد أن ظل يبحث عن رئيس ناد منذ استقالة إدارته السابقة قبل نحو ثلاثة أشهر..أخيرا وجد التلاليون ضالتهم ، حيث تم الاتفاق يوم الأحد الماضي على أن يتولى الأخ عارف عوض الزوكا رئاسة النادي، والأخوين حافظ معياد وياسر حوشب نائبين لرئيس النادي.

«الأيام» انفردت بإجراء أول حوار صحفي مع رئيس نادي التلال الجديد ، وطرحت على طاولته عددا من القضايا والأسئلة التي يبحث لها التلاليون عن إجابات..عن ماذا يحمل الرئيس القادم في جعبته لانتشال الكيان التلالي من حالة انعدام الوزن ، وعن خطط وأهداف إدارته للنهوض بالنادي العريق، وكيفية قيادته إلى بر الأمان..عن حاضر التلال ومستقبله:

> أستاذ عارف..كيف جئتم لرئاسة نادي التلال؟!..ولماذا قبلتم المهمة في هذه الظروف الحرجة والتوقيت الصعب في الوقت الذي اعتذر فيه كثيرون عن رئاسته؟

- أن نتحمل مسؤولية رئاسة نادي التلال كان هذا الأمر مستبعدا جدا بالنسبة لنا، ولم يخطر على بالنا يوما ما، لكننا وجدنا أنفسنا مضطرين لقبول هذه المهمة أولا: لما يمثله نادي التلال من قيمة كبيرة وريادة وعراقة ومكانة في الساحة الرياضية اليمنية، وثانيا:انطلاقا من قناعتنا بأن النادي في هذه المرحلة والظروف بالذات بحاجة إلى التفاف الجميع حوله ، وتم التواصل معنا من قبل شخصيات عديدة قيادية ورياضية وقيادات تلالية، وبعد مشاورات واتصالات ونقاشات عديدة من كل الجهات والشخصيات والأطراف التي يهمها الشأن التلالي وعلى رأسها الأخ أحمد علي عبدالله صالح رئيس مجلس الشرف الأعلى للنادي الذي يهتم بالشأن الرياضي عامة ، ويتابع عن كثب أوضاع التلال خاصة، ويحرص على وضعه في المكانة اللائقة والمناسبة التي يستحقها، وجدنا أنه لا مفر من قبول مسؤولية رئاسة النادي ، لأنه من غير المقبول والمعقول أن نتحدث كلنا عما يعانيه النادي، وعن حاجته لتكاتف وتعاون الجميع ، وفي الوقت نفسه نتهرب من العمل في إدارته، وطالما أننا مقتنعون أن التلال بحاجة للجميع فلا بد أن نضغط على أنفسنا للمساهمة في إنقاذه مهما كانت ظروفنا وانشغالاتنا، ومهما كانت الظروف حرجة والتوقيت صعب.

> يتساءل البعض..كيف اعتذر الأستاذ حافظ معياد عن عدم تولي رئاسة التلال وقبل الآن أن يكون نائبا لكم؟!

- الأستاذ حافظ معياد شخصية رياضية معروفة وفاعلة وفاهمة وواعية وداعمة، ويهمه نادي التلال مثلما يهم التلاليون أنفسهم، وعلى الرغم من ظروف عمله ومشاغله وارتباطاته الكثيرة والمتعددة إلا أنه رضخ أيضا للضغوطات ، خاصة في ظل حماس الجميع لأداء ما يمليه عليهم الواجب والمسؤولية تجاه نادي التلال، وقبل العمل معنا في قيادة النادي، وأعتقد أن قبوله منصب نائب الرئيس يحسب له وليس عليه، وهذا دليل على أنه يرغب فعلا في خدمة التلال من أي موقع وليس فقط من منصب رئيس النادي، ووجوده معنا في الإدارة التلالية، بما يملكه من حنكة قيادية وكفاءة إدارية وخبرة رياضية وعلاقات واسعة سوف يساعدنا كثيرا على العمل والنجاح في مهمتنا.

> أنتم مازلتم رئيسا لنادي تضامن شبوة..هل ستتركون العمل فيه بعد أن توليتم رئاسة التلال؟!

- عندما وافقنا على تولي رئاسة نادي التضامن كان ذلك في ظروف قريبة إلى حد ما بالظروف الحالية التي قبلنا فيها تولي رئاسة نادي التلال، ولدينا مسؤولية رياضية والتزام أخلاقي تجاه التضامن، ولن نتركه حتى يقف على قدميه، وتستقر فيه الأمور تماما.

> معروف أنكم عشتم جزءا من طفولتكم في مدينة كريتر معقل التلال..ويقال أنكم تلاليون أو أن ميولكم تلالية منذ الصغر..هل هذا صحيح؟

- بصراحة..أنا لست منتميا ولا متعصبا لأي ناد، وأنظر لكل الأندية اليمنية بنظرة متساوية، لكن إذا تحدثنا عن البدايات الأولى، فيمكن القول أن ميولي تلالية، وأعتبر نفسي تلاليا بحكم أن معظم أفراد أسرتي سكنوا وعاشوا في مدينة كريتر، وكنت مشجعا للتلال منذ كنت طالبا، وأظن أنه شرف كبير لأي شخص أن ينتمي للتلال وليس العكس.

> متابعون كثيرون وقريبون من التلال يعتقدون أن مشكلة النادي إدارية وفنية وليست مالية بالدرجة الأولى..برأيكم أنتم ما هي مشكلة التلال الحقيقية؟

- لم يتسن لي الغوص في التفاصيل، إنما من خلال متابعتي لمست أن التلال عانى خلال الفترة الماضية من الجوانب الإدارية التي عكست نفسها على الجوانب الفنية..وربما أن ما يعاني منه التلال موجود في معظم الأندية اليمنية، لكن المشكلة أن مستوى الأندية إداريا وفنيا يقاس بلعبة كرة القدم ولولا أن فريق كرة القدم الأول بالنادي قد هبط الموسم الماضي، وعانى هذا الموسم من شبح الهبوط، ربما ما ظهرت معاناة التلال ومشاكله بالصورة التي نجدها في الشارع الرياضي ونتابعها في وسائل الإعلام.

عموما لا يمكنني الآن أن ألخص مشكلة التلال وأسبابها بشكل منهجي وموضوعي إلا بعد الاطلاع على كافة التفاصيل وفي مختلف الجوانب والأنشطة، وقد طلبنا تقارير واضحة ووافية من الهيئة الإدارية، وسنقوم بالاجتماع بها وتلمس الأوضاع عن قرب وعلى أرض الواقع، وبعدها بالتأكيد سنصل إلى لب المشكلة، ومهما كانت إدارية أو فنية أو مالية سنضع لها الحلول والمعالجات المناسبة.

> لمسنا ترحيبا واسعا بين الأوساط التلالية،خاصة والرياضية عامة بقدومكم مع صديقكم الأستاذ حافظ معياد لقيادة نادي التلال لاسيما وأنه معروف عنكما أن النجاح دائما حليفكما في كل الميادين التي خضتماها والمناصب والمهام التي تقلدتماها سياسيا ورياضيا وحكوميا، ويعتقد أنصار ومحبو التلال أنكم جئتم لإنقاذ الفريق الأول لكرة القدم من الهبوط مجددا؟!..فهل جئتم فعلا لهذه المهمة فقط؟!..أم للاستمرار في قيادة النادي بغض النظر عن البقاء والهبوط للعمل على استعادة مكانته وريادته؟

- نحن نقدر ونعتز بثقة التلاليين فينا، لكن كل من يعتقد أننا جئنا فقط لإنقاذ التلال من الهبوط للأسف لديه فهم قاصر للعمل الإداري ولمعاني الرياضة وأهدافها ، بلا شك سيكون من أولوياتنا العمل بكل ما أوتينا من جهد وإمكانيات لكي يتجنب الفريق الهبوط إلى الدرجة الثانية، ولدينا أمل كبير في بقائه، وهذا سيكون هدفنا الأول حاليا ، لكنه ليس كل أهدافنا ، وطموحنا هو مستقبل التلال، وكيف نرسي أسس العمل المؤسسي فيه، وهذا يتطلب عملا شاقا وتعاونا من الجميع حتى يستعيد نادي التلال مكانته وريادته، ولن يتحقق ذلك بين يوم وليلة، وإنما بحاجة إلى وقت وصبر وجهد وعمل دؤوب..وإذا تطرقنا إلى وضع الفريق الأول لكرة القدم، فإن إعادته إلى طريق البطولات ومنصات التتويج لن يكون فقط بإنقاذه من الهبوط وبقائه في الدرجة الأولى، بل يحتاج إلى عمل وبناء من القاعدة من خلال الاهتمام بالفئات العمرية شباب وناشئين ، ومنهم ستعود النجوم المتألقة تتلألأ في سماء التلال، وبهم سيعود للتلال بريقه ووهجه المفقود.

> ما هي أولوياتكم حاليا في قيادة النادي؟!..وهل تعتقدون أنكم قادرون على تحقيق الآمال التلالية الآنية والمستقبلية؟!.

- مثلما ذكرت لك سابقا يمثل إنقاذ الفريق الأول لكرة القدم من الهبوط أولوية آنية وسريعة، بالنسبة لنا..الفريق بحاجة إلى هزة معنوية، وهؤلاء اللاعبون هم أنفسهم أو معظمهم هم الذين حققوا بطولة الدوري وكأس الرئيس للتلال ، ونعتقد أنهم قادرون على إحداث صحوة ونقلة نوعية في أداء ونتائج الفريق خلال ما تبقى من أسابيع الدوري للخروج من براثن الهبوط والبقاء في الدرجة الأولى، والأمل في ذلك مازال موجودا، قد يكون صعبا لكنه ليس مستحيلا، الشيء المهم يجب أن يشعر الجميع إداريون ومدربون ولاعبون وجمهور أننا سنبدأ مرحلة جديدة ، وأن هناك تغييرا جذريا في الفكر والانضباط الإداري والفني والمعنوي للنادي، وأن النادي فعلا لا قولا بحاجة إلى جميع أبنائه ومحبيه، ومن هنا ستكون البداية الصحيحة..إن شاء الله، ومن أولوياتنا وضع آلية ونظام واضح إداريا وماليا، ووضع تصور كامل بما يحتاجه النادي حاليا، ومعرفة أماكن القصور للبدء في معالجتها، ووضع الحلول المناسبة لها..ثم وضع إستراتيجية مستقبلية لكيفية الحفاظ على أرشيف النادي وممتلكاته، وإعادة بنائه وتطور بنيته التحتية، وإرساء أسس النظام والعمل المؤسسي المرتبط بكيان النادي، وليس بالأشخاص، بحيث عندما تذهب إدارة وتأتي إدارة أخرى تجد أسس نظام موجود تبدأ منه وبموجبه عملها ، وتعمل على تطويره لا أن تبدأ من نقطة الصفر،ولا نريد أن نفرط في الوعود والالتزامات ، لكننا نؤكد أننا سنعمل بكل ما نستطيع وحسب الامكانيات المتاحة لكي يكون نادي التلال كما يفترض به أن يكون مثلا يحتذى به.

ولكن قبل هذا وذاك نؤكد أننا لن نستطيع تحقيق شيء مما نطمح إليه من دون تفاعل وتعاون والتفاف كل التلاليين، فهم أساس عملنا لتحقيق كل الطموحات والآمال المنشودة ، ولا سيما في ظل الاهتمام والرعاية التي يلقاها النادي من رئيس مجلس الشرف الأعلى ومساندته لنا في عملنا.

كما لا ننسى أن محافظة عدن زاخرة بكوادر وخبرات وكفاءات على أعلى مستوى، ومنها التلالية ، وهؤلاء سنحتاج إليهم للاستنارة برؤاهم والاستفادة من خبراتهم ، كما إننا بلا شك سنكون بحاجة إلى دعم وتعاون ومؤازرة وزارة الشباب والرياضة وقيادة محافظة عدن ممثلة بالمحافظ والأمين العام والمجلس المحلي.

> أنتم مقيمون في العاصمة، حيث تتولون مهام حزبية وتنظيمية رفيعة المستوى في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام..كيف ستوفقون بين كل مهامكم ومسؤولياتكم وقيادة نادي التلال الموجود في عدن؟

- نعترف أن لدينا مهام، وربما يكون وقتنا ضيقا أحيانا، لكن طالما قبلنا المهمة، ونحن نعتبرها تحديا لا بد أن ننجح فيه، ومتى ماعرفنا كيف ننظم وقتنا ونوفق بين القيام بمهامنا، أعتقد إننا لن نواجه أية مشكلة، ثم إننا مؤمنون أن العمل الإداري جماعي، وكل عضو في الإدارة مكمل للآخر، ولا يعتمد على رئيس النادي وحده، وسنعمل على وضع نظام إداري واضح وسليم يمكن لكل عضو أن يقوم بمهامه واختصاصه وواجباته كما يجب، وسنحرص دائما على أن نكون قريبين من النادي سواء أكنا في صنعاء أم في عدن.

> بعض التلاليين لديهم تحفظات على بعض أعضاء اللجنة الإدارية المؤقتة الحالية للنادي..هل ستقومون بأي تغييرات إدارية أم ستبقون على الأسماء الموجودة؟!

- نحن جئنا للعمل في التلال ولخدمة التلال كجزء من مسؤوليتنا تجاه الرياضة اليمنية عامة، وليست لدينا مواقف أو أحكام مسبقة من أحد أو ضد أحد سواء في الإدارة الحالية أو خارجها، لذلك نعتقد أنه لا داعي لأي تغيير، والمطلوب منا جميعا العمل كوحدة واحدة ، وبعد فترة سيكون هناك بالتأكيد تقييم منصف وموضوعي لأداء جميع أعضاء الإدارة، وإذا أثبتت الأيام القادمة أن أحدهم أو بعضهم ليس في مستوى المسؤولية، ولا يقوم بمهامه وواجباته كما يجب فسيكون لنا كإدارة متكاملة رأي آخر بما يصب لمصلحة النادي وليس أهواء ورغبات فلان أوعلان.

> في ناد كبير مثل التلال معروف دائما أن هناك (سلطة) و(معارضة) يعني أن الذين يخرجون من الإدارة يتحولون إلى معارضة في المقاهي والمقايل والمنتديات..ويقال أن في التلال دائما إدارة رسمية معلنة في الواجهة وهناك إدارة أوإدارات تظل تقود وتوجه من خلف الكواليس، كيف ستتعاملون مع هذا الوضع؟..وهل تعتقدون أنكم قادرون على توحيد الصف التلالي لمصلحة النادي أولا وأخيرا؟!.

- شخصيا لست مؤمنا بوجود سلطة ومعارضة في الإطار الرياضي، ولكن هناك رأي ورأي آخر، ونحن سنفتح صدورنا وسنمد أيدينا للجميع، وسنعمل بشفافية ووضوح، وسنتعامل مع الجميع وسنستمع للجميع، لكننا في الوقت نفسه سنكون إدارة مسؤولة عن تسيير أمور وشؤون النادي، ولن نقبل بالطبع أن يسيرنا أحد، ومن أراد العمل وخدمة النادي عليه أن يساعدنا بالتعاون معنا،وسنكون مكملين لبعضنا البعض من داخل الإدارة وخارجها، وأعتقد أنهم يعون ويدركون جيدا حاجة ناديهم إليهم، وسيعملون جميعا لمصلحته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى