هل يستمر الدعم القطري لمشاريع الطرق باليمن ؟

> «الأيام» هائل محمد الصلوي:

>
مما لاشك أن العلاقات المتميزة الأخوية بين الشعبين القطري واليمني بزعامة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد مثلت في تجسيدها عوامل التفاهم والتشاور وتعزيز التعاون القائم في شتى المجالات المختلفة والتي أفضت هذه العلاقة الطيبة لتشكل نموذجا رائعا يحتذى بها على صعيد العلاقات الثنائية والتعاون المثمر تحت مظلة العمل العربي المشترك.

ولقد أكدت كذلك الزيارات المتبادلة بين قيادة البلدين الشقيقين بإجرائها المباحثات الملموسة على أرض الواقع وتأكيدها لأهمية تعزيز الارتقاء والنهوض الإيجابي بهذه العلاقة النموذجية الجيدة وبرسمها لسياسات التواصل وآفاق التعاون والتشاور بين الجانبين لكل ما يتعلق بشأن القضايا الإقليمية التي حظيت خلالها اهتماما كبيرا من قبل قيادة الشعبين الشقيقين.

وفي الواقع أن العلاقة القطرية اليمنية لها خصوصياتها ولم تأت من فراغ بل كانت مليئة بالرغبة المنسجمة بين الشعبين القطري واليمني وتنطلق أيضاً من نتاجات أعمال متواصلة وبإشراف خاص من قبل قائدي البلدين فضلاً عن ذلك الالتزام الداعم والمبدئي والثابت من قبل دولة قطر الشقيقة والمتمثل بتقديمها الدعم لليمن على مختلف الأصعدة وهو ما بات يؤكده ويظهره كافة المسؤولون اليمنيون عبر أحاديثهم وخطاباتهم وتصريحاتهم في مختلف المستويات، إذ أن اليمن لم ينس يوماً المواقف القطرية الشقيقة المؤيدة والداعمة لوحدة اليمن وبالنهوض والعمل من أجل استقراره في كل الأزمات والمشكلات التي تعرض لها خلال السنوات الماضية، حيث ازدهرت أواصر العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين بمستوى متميز وفاعل ومضطرد بسبب وجود العناصر القوية لهذا التفاهم البالغ العمق.

وفي الحقيقة أن الشعب اليمني سيظل يقدر غالياً لدولة قطر الشقيقة دعمها المتواصل لجهود التنمية باليمن، والتي أكدت من خلالها بالقيام بتوسيعها أواصربهذه العلاقة التعاونية في عملية الإسهام بتقديمها الدعم المطلوب لمسيرة التنموية باليمن بشكل مباشر أو عبر الدعم السخي الذي باتت تقدمه دولة قطر الشقيقة عبر محافل المؤتمرات للمانحين سواء كان من خلال مؤتمر لندن أو مؤتمر الفرص الاستثمارية أو من ثمرات التعاون والمساهمة في تمويلها للعديد من مشروعات التنمية وتوقيعها بهذا الجانب لاتفاقيات لتنفيذ احتياجات عدد من مشاريع البنى التحتية الذي يأتي في إطار الدعم القطري لليمن، و أصبح اليوم يجسد واقعا حقيقيا ومن رغبة طيبة راسخة وكبيرة من قبل دولة قطر الشقيقة التي ظلت وستظل تدعم دوما اندماج اليمن إلى منظومة الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي وبأنها أيضا أكثر حرصا على تعزيزها وبتقديمها كل الخطوات التي تؤكد تحقيق هذا الاندماج عبرالمشاركة الفعالة تجاه التعاطي الإيجابي مع العلاقات الثنائية التي تعمل برسوخ وقوة وبدفعها لهذا التعاون بين البلدين الشقيقين قطر واليمن.

ومن نافلة القول أن المساهمة القطرية الشقيقة من خلال دعمها المستمر والسخي الذي يقدمه سمو أمير دولة قطر الشقيقة لليمن الشقيق من خلال تمويل اعتمادات تكلفة تنفيذه عدد من مشاريع الطرقات والمشروعات الأخرى ومنها المشاريع الحالية التي تجرى الأعمال التنفيذية فيها على قدم وساق وبخطوات جادة وثابتة، ونذكر على سبيل المثال مشروع طريق العدين «الجراحي الذى يربط محافظتي إب والحديدة وكذلك الطريق الفرعي القهرة» حيث وذلك في إطار مشاريع الطرق المقدمة من دولة قطر.

و يعد طريق العدين «الجراحى من المشروعات الحيوية التى تمولها دولة قطر بالجمهورية اليمنية ويبلغ طوله 111 كيلومتر فيما تصل كلفته إلى 18.340.000» دولار أمريكي وتستغرق فترة تنفيذه 24 شهرا، وكذلك تنفيذ مشروع طريق باتيس رصد معربان بمحافظتي أبين ولحج بطول 96 كيلو مترا وبكلفة 42 مليون دولار، بتمويل من دولة قطر الشقيقة إلى أهمية هذا الطريق الاستراتيجي الذي يخدم مناطق ذات كثافة سكانية عالية في محافظتي أبين ولحج.. والذي يحرص فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على متابعة تنفيذه لكونه يمثل من المشاريع الحيوية والاستراتيجية الهامة في اليمن.

ويأتي هذا المشروع في إطار مشاريع الطرق التي تمولها دولة قطر الشقيقة بموجب المنحة المقدمة لليمن بكلفة 90 مليون دولار، التي تعهدت بها قطر خلال مؤتمر المانحين في باريس في منتصف أكتوبر من العام 2002م.

كما يعد مشروع طريق باتيس رصد معربان من أبرز المشاريع الحيوية ويأخذ فترة تنفيذ المشروع 36 شهرا, ويشرف على تنفيذه شركة «أرابتك جردانة» العالمية, ويتكون المشروع من طريق اسفلت بعرض 7 أمتار وسماكة 5 سنتيمترات أسفلت وأكتاف تتراوح بين ( 50، 1 1 متر) بالإضافة إلى الأعمال الإنشائية وأعمال الحماية ومنشآت تصريف المياه.

وكذا تنفيذ مشروع طريق الخط لساحلي المخا الحديدة البالغ طوله 170 كم والذي تؤكد الدلائل والمؤشرات الرئيسية بأنه يخدم الطريق كثافة سكانية كبيرة، حيث يستفيد من خدماته عامة اليمنيون في عملية تسهيل تنقلاتهم وتحركاتهم بكل سهولة ويسر وأمان على مستوى محافظة الحديدة، بالإضافة إلى محافظة عدن-تعز-الحديدة، وممن يساعد كذلك في عوامل انسياب الحركة للعديد من المتنقلين والزائرين من القادمين من بعض المحافظات الأخرى.

ويأتي تحقيق وإنجاز مشروع طريق الخط الساحلي المخاء الحديدة والذي وقع في العاصمة القطرية الدوحة على عقد تنفيذه بتكلفة (36مليون دولار) بتمويل من دولة قطر الشقيقة، حيث تبين الإنجازات المتواصلة الجارية للأعمال المنجزة لهذا المشروع، والتي بلغت المرحلة الأولية فيما تم الانتهاء العمل منه بالجزء الأول والثاني بواقع (113)كيلومتر إضافة إلى ما تم تنفيذه أيضا من المرحلة بالجزء الثالث فيه بمايقارب (11) كيلو متر إسفلت و (11) كيلومتر آخر من القطعيات والردميات والذي من المتوقع أيضا أن يتم استكمال العمل في جميع الأجزاء المتبقية الأخيرة لهذا المشروع خلال الفترة الستة الأشهر القادمة، إلا أن هناك للأسف الشديد بعض المعوقات المستقبلية مما قد تجعل هذا المشروع الحيوي الهام الذي يخدم مناطق سكانية أكثر كثافة للأسف الشديد مبتورا ودون جدوي من عملية إنجاز تحقيقه إذا لم يتم بشكل متكامل وبصورته النهائية فيما يخص الأجزاء الأخيرة المتبقية ابتدأ من مدخل مدينة المخاء وباتجاه المشروع بطول (3)كليو متر وأيضا فيما يخص المدخل الآخر الذي يبدأ من مدينة الحديدة وباتجاه المشروع ويبلغ طوله (150) متر سيظل متروكا من غير تنفيذ وهو مايواجه بالوقت الحالي عدة أسباب تتمثل بمعطياتها من يتولى تمويل هذه المسافة البسيطة المتبقية في حالة إذا اعتذر الجانب القطري عن مواصلة إنجازه وتمويله.

كما تشير المعلومات الأولية بأن تقوم وزارة الأشغال العامة والطرق بالبحث حاليا عن مصادر لتمويل هذه المسافة المتبقية وبتكليفها أيضا مقاولا آخرا لغرض استكمال تلك المسافة المتبقية، وهو مما قد يجعل ذلك المشروع الاستراتيجي الحيوي مشلولا من عوامل اكتماله وفقا للدراسة الطبيعة المطلوبة للمشروع ذاته.

وبالرغم من ذلك فإن ما تقدمه دولة قطر الشقيقة من البصمات الواضحة من خلال اهتمام صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر من دعم مجهود لمشاريع الطرقات باليمن، وفي صدارتها المتمثلة في تقديم المساعدات من أجل النهوض بعوامل التنمية الاقتصادية لليمن ويتمثل بتمويل المشروعات التي تعد من الأولويات التي ينبغي التركيز عليها بالدفع بعجلة الأعمال وكذا التسريع للإنجازات لهذه المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية، والتي تبنتها الخطط الاستراتيجية اليمنية المرتبطة بتفعيل متطلبات التنمية في إطار المؤتمرات للمانحين والتي أصبحت هذه المواقف الطيبة من جانب الأشقاء في دولة قطر في ظل رعاية مباشرة من قبل صاحب السمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني محل إعجاب جميع اليمنيين.

وتؤكد شواهدها المكللة بالوفاء والتقدير في ذكرياتهم عبر التاريخ ومؤكدين بنفس الوقت تسجيل امتنانهم بالشكروالعرفان لصاحب السمو أمير قطر وللأشقاء جميعا في دولة قطر الشقيقة على مايقدمونه لليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى