قمةالدوحة ومصير الأمة

> مقبل محمد القميشي:

> 26 قمة خلال 46عام منذ نشأة الجامعة العربية تلك القمم كانت ولازالت تدور في حلقة واحدة خلال هذه السنوات وهي عدم الثقة بين هذه المجموعة.

والتي تسمى في ما بعد الأمة العربية مصيرها واحد ودينها واحد وهدفها واحد، لكن قلوب وتوجهات قاداتها مختلفة في كل شيء تقريبا في ما مضى وكلاً يعتبر نفسه على حق.

قمة الدوحة 30 مارس

هي قمة المصير - قمة بكل المقاييس والمعايير- قمة تعقد تحت عنوان المصالح العربية والمصالحة وأزمات المنطقة، الأمن العربي، والإقليمي، والقضية الفلسطينية والوضوح التام أمام اتهامات إيران من بعض الدول العربية حول سلاحها (النووي) كل هذه الأشياء ومواضيع أخرى سيتم النقاش حولها، بحاجة إلى حوار عربي مختلف تماما عن ماسبق في القمم السابقة.. قمة الدوحة.

هذه المرة على ما أعتقد سوف تكون مختلفة عن القمم السابقة لكونها تأتي في ظل رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية.. حتى الآن يدعو إلى حوار مع بعض الدول بخلاف ماكان يطرحه سلفه بوش وتصنيفه لتلك الدول بأنها (محور الشر) على الرغم من معرفتنا المسبقة بأن سياسة أمريكا يحكمها لوبي صهيوني إنما نتيجة للفشل والإحراج الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية في عهد بوش وفشل إسرائيل في حربها ضد حماس بدأت السياسة الأمريكية تتخذ مسار جديد نحو الحوار مع الدول التي بينها خلاف مع أمريكا، لكن في النهاية نعرف أن تصريحات أوباما متفق عليها في أمريكا وليس أوباما وحده لهذا يجب أخذها بعين الاعتبار وبحذر أيضاً وقبل هذا وذاك القمة المصغرة التي عقدت في الرياض من قبل الرئيس المصري والسوري والملك عبدالله، وقد فهمنا من هذه القمة المصغرة أنها خرجت بأسئلة كثيرة ومهمة في نفس الوقت.. الأمن العربي الدور الإقليمي قضية إيران المصالح العربية المهم عفا الله عما سلف.. والتعاطي مع قضايا المنطقة البناء الإيجابي وترك الأمور الجانبية.

يجب على هذه القمة أن تعي أن الأمن القومي العربي بات في دائرة الخطر من ثم المطلوب التوصل إلى نتائج طيبة ووضع خطة عربية بعيدة عن المبادرات السلمية والتي تحصل هنا وهناك ويعتبرها العرب الخيار الاستراتيجي للسلام إنما يجب أن نفهم كأمة عربية وإسلامية والعالم أجمع أن إسرائيل قد أسقطت خيار السلام وداست على كل المبادرات العربية والدولية، ولهذا السبب لابد من مراجعة وضع العرب والتوقف عن تلك المبادرات التي لم تجد نفعاً وإنما مضيعة للوقات.. اعملوا (مبادرات) فيما بينكم أساسها مصالحة (عربية، عربية) وبدلاً من اتهام إيران بالعداوة لبعض العرب كان الأحرى بالعرب الوقوف مع إيران واستخدام ملفها النووي كأوراق ضغط ضد أمريكا وإسرائيل، لأن المتضرر الأول من سلاح إيران النووي هي (إسرائيل) على الرغم من علمنا حتى الآن أن مشروع إيران النووي هو سلمي (بحت). أما إسرائيل كل العالم يدرك أنها تمتلك أكثر من 200 رأس نووي إضافة إلى الفسفور الأبيض وأسلحة الأعصاب والزارين والزامان والغازات (ف) وكل الأسلحة المحرمة تقريبا، فلماذا إيران بالذات ممنوعة من امتلاك سلاح نووي تستطيع به توازن القوى في المنطقة؟ ليس إيران هي العدو ياعرب.. وقد علمتنا التجارب على مر التاريخ من هم أعداؤنا وعلى رأسهم إسرائيل والدول المساندة لها والدول هذه دائماً هي التي تعمل على ازدواجية المعايير ضد العرب، فقد كانت إيران في عهد الشاة حليفة لإسرائيل وتغيرت الأمور عن طريق الثورة الإيرانية وفجأة أصبحت إيران عدو إسرائيل الأول.. هكذا حال الدنيا كل شيء يتغير إنما المطلوب من العرب أن تكون خطتهم- إيران ضمن التوجه العربي والاستفادة أيضاً من موقف تركيا في الآونة الأخيرة وخاصة في حرب إسرائيل على غزة.

من هنا يجب العودة إلى المعادلة والتي تتركز على العواصم الثلاث الرياض- مصر - سوريا والاستفادة أيضاً من تراجع نظام أمريكا تجاه مبادرات أوباما التي أطلقها مع إيران - وسوريا و التي لم ينظر لها أي من العرب حتى الآن ولا أحد أبدى رأيه حولها.

مواقف العرب تجاه بعضهم البعض

لا يمكن استعراض المواقف السابقة التي حصلت من العرب ضد أو لصالح بعضهم البعض لأن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، لكن اليوم يعيش الرئيس السوداني عمر البشير في موقف تجاه محكمة الجنايات الدولية - والأزمة (الفلسطينية) و(الفلسطينية)والإسرائيلية

حول البشير أنا في رأيي أن أحد عناصر نجاح هذه القمة هو حضور الرئيس البشير، لأن طلب العرب حضور البشير لقمة الدوحة من العرب مجتمعين هو بمثابة حصانة للرئيس البشير وعلى العرب أن يدركوا أن استدعاء البشير أمام محكمة الجنايات الدولية تحت الفصل السابع من الأمم المتحدة يعني ذلك السيطرة على السودان (العذراء غير المكتشفة) والتي تمتلك ثروات هائلة من النفط والمعادن والغذاء وكل ذلك لأجل وضع اليد على هذه الثروات من قبل دول الغرب. لهذا أنا أقترح أن أول قرارات القمة حماية الرئيس السوداني من قبل العرب هو رفض مذكرة المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية لاستدعاء البشير وهذا موقف شجاع من قبل العرب والمهم هو الاستمرار في المواقف الشجاعة. يبقى معنا القضية الفلسطينية وهي مهمة أيضاً في قمة الدوحة كيف تتم معالجتها في ظل الاختلاف مابين الفلسطينيين أنفسهم، إن لم يتفق الفلسطينيون في ما بينهم فهذا محرج للقمة، والقادة العرب سيعملون على المصالحة بين الفلسطينيين، وقضية الفلسطينيين محرجة للعرب وقد تكون أساس التباينات بين العرب، ورأينا ماحدث في الحرب واتهام بعض الدول بالتقاعس من حرب غزة، بل وصل إلى اتهام بعض الدول بالتآمر مع إسرائيل، لكن السياسة فن (الممكن) وقت الحرب كل شيء جائز وعندما استقرت الأمور وانتهت الحرب كل شيء اتضح أمام الرأي العام. إننا تابعنا حوار الفلسطينيين في مابينهم و كل طرف منهم متمسك بمواقفه ولم يبد أحد من الطرفين مرونة في الحوار، الكل مصمم على مواقفه ومن خلال ذلك يعني أن الفلسطينيين لم يساعدوا أنفسهم، فكيف تتم مساعدتهم في ظل وضع متدهور ومتأزم من جميع الجوانب و(جانب إسرائيل) الأهم.

الذي أعتقده أن القمة هذه مختلفة عن سابقتها من القمم وكل القادة سيأتون مخلصين هذه المرة في توحيد الصف العربي، ويمكن أن تتركز التوصيات على هذا النحو، ووحدة الفلسطينيين أيضاً ويمكن الخروج بتشكيل اللجان من مصر وقطر والسعودية في بعض القضايا التي لم يتم التفاهم حولها وفي إعادة الحوار (الفلسطيني).

أخيراً أتمنى من هذه القمة التوصل إلى قرارات مهمة لصالح الشعوب العربية والإسلامية وأن يبتعدوا هذه المرة عن المناكفات السابقة ولابد من التأكيد على قرارات الأمم المتحدة (242)و(338) تحياتي لقمة الدوحة وأرجو أن تكون الربع الساعة الأخير والتي يترقبون لها العرب تعادل 46 عاما من عمر الجامعة العربية.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى