مصـارحة حـرة .. كفاية حرام

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> الله الله على الجد..والجد الله الله عليه..نادي وحدة عدن يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة هديرها الأخضر يهز الجبال ويزلزل الأرض تحت الأقدام الصاعدة والهابطة بأعلى درجات مقياس ريختر.

كما أنه يقطن في مديرية مترامية الاطراف حباها الله فيض «القمامة» احم..احم أقصد «الغمامة» تذوب كلها في فنجان الأخضر الوحداوي الهمام الذي حوله بعض «المتفلطحين» في عدن إلى علامة استفهام، وبين اضلاع مدينة الشيخ عثمان ست دوائر انتخابية كلها تصب في جيب الحزب الحاكم، واللهم لا حسد ولا اعتراض!

لكن رغم كل هذه الامتيازات ظل نادي الوحدة الذي شل الدوري وشل الكأس -على حد تعبير المنولوجست الضاحك محمد كعدل- بعيدا عن عيون النواب وقلوب الداعمين دون أن يستثمر خريطة المناخ السياسي بحسب ما تشتهيه سفن النادي الغارق حتى شحمة الأذنين في الديون مع الأخذ بعين الاعتبار أن كبار السلطة المحلية في عدن يعاملونه معاملة «ابن الجارية»..أما الكبار الذين يدعون وحداويتهم الخضراء فيرفعون شعار «ممنوع الدين وكلمة بعدين» في وجه د. عبدالملك بانافع- نائب رئيس النادي الذي لف شوارع عدن بما فيها الشارع السياسي دون أن يجد كلاما صادقا ولا سلاما، في إشارة إلى أن نادي الوحدة يقف في آخر الأولويات رغم حصاد فريق القدم الذي حفظ للكرة العدنية قليلا من الحليب المسكوب.

إدارة نادي الوحدة العدني مهمومة تدور في حلقة «هم الليل ومذلة النهار» في الوقت الذي يتركز فيه الدلال على نادي التلال شقيق «الوحدة» من «الرضاعة» سياسيا وشعبيا، على الرغم من أن التلال ينتمي لمديرية بها دائرتان لا تغيب عنهما الشمس ومع ذلك فإن «الرعاية السياسية» للتلال فاقت التصورات الممكنة وغير الممكنة، بعكس نادي الوحدة الذي يتقلب على «جمر التجاهل» وكأنه قمر تابع لكوكب المريخ الذي ادعى أحدهم أنه يمتلك «شيمة» تؤكد أنه صناعة يمنية.

كنت من بين الذين قادوا حملة صحافية لإنقاذ التلال وإعادة الاستقرار إلى ربوع القلعة، وفي ذات الوقت أشرت إلى أنه من الظلم أن لا يحظى «الوحدة» ولو بربع «الهالة» السياسية التي حظي بها «التلال»، إيمانا مني بأن التوازن مطلوب بين قطبي عدن حتى ينتجا لنا رياضة شاملة ترفع راية البلاد ورؤوس العباد، وهذا لا يعني أنني أصادر حقوق الأندية العدنية الأخرى التي تحتاج إلى نظرة «حيادية» خالية من بهارات «التعصب» وتوابل «غض الطرف».

التلال اشتكى من الداخل فتداعت له سائر الأعضاء الخارجية بالسهر والحمى، فقد شاهدنا تجييشا إداريا غير مسبوق ودعما ماليا لا يتوقف منسوبه عند قيادي بعينه، ولحل إشكالية التلال لابأس من الجمع بين «الأختين»! مع أن هذا ممنوع بحسب اللوائح التي «نبلها» هذه الأيام و«نشرب» ماءها، تحت ذريعة أن الطوارئ هي التي تحدد الخيارات والأولويات والمعالم بما فيها من مغانم ومناجم.

الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بسابع جار فما بالك بالجار الثاني الذي يسحقه الفقر المدقع ويدق عظامه، في وقت يرى «جاره» التلالي في النعيم وكل الفرق تؤدي إلى خزائنه من المال إلى الرجال، دون أن يستمع أحدهم لصوت الفنان عبدالرحمن الأخفش الذي يطرح الحل في أغنيته الرائعة (نقسم الحب نصفين).

نادي الوحدة اليوم يعتمد على «فتات» الشيخ أحمد العيسي الذي لولاه لتوقف النبض الوحداوي نهائيا، لكنه مع ذلك يبقى فتاتا لا يسمن ولا يغني من جوع، طالما وأن هذا الدعم خاص بفريق القدم، في حين يسأل الغيورون على الألعاب الأخرى بأي ذنب قتلت؟

حتى الإعلانات استعصت على الوحدة والفضل للذين قطعوا حبال الود بين الإدارة والشركات التي قاطعت النادي لأهداف وأسباب يعلمها الله وحده، وحتى الذين دقوا صدورهم ذات مرة لانتشال النادي وتوفير موارد إعلانية للنادي تواروا عن الأنظار و«لحسوا» وعودهم العرقوبية وناموا على «الجنب» الذي يريحهم، وبقى الوحدة العدني وحيدا تتقاذفه أمواج الابتزازات السياسية وغير السياسية، وتتلاعب به رياح المصالح الهوجاء، ونيران المماحكات وتصفية كمبيالات قديمة لم تكن أبدا بردا وسلاما على النادي الكبير الذي يرى جاره في النعيم وفي ثبات ونبات وهو في جحيم بلا صبيان ولا بنات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى