الجوازعة.. بين الظلام الدامس والتعليم الناقص ومشروع مياه يحتضر

> «الأيام» أنيس منصور

>
الجوازعة هي إحدى المناطق السكانية في مديرية القبيطة التي تداخلت جغرافيا مع طور الباحة تبعد عن مركز المديرية بأكثر من 30 كليومتر يبلغ تعداد سكانها بما يقارب (3800 نسمة) على الرغم من وقوع الجوازعة.

في نطاق القبيطة، لكنهم يتسوقون في طور الباحة وتتوزع الجوازعة إلى قرى ومناطق متفرقة عددها ثمانية عشر منطقة، فالزائر لهذه المناطق تسقبله أجساد نحيلة منهكة ووجوه شاحبة تحاول أن تقاوم تعاستها بابتسامات تخفي خلفها عذابات الحرمان وضنك العيش، حيث يكتوي الناس بنيران الإقصاء والتهميش الرسمي وثلاثي البؤس والقهر ظلام دامس وتعليم ناقص ومشروع مياه على شفا حفرة من السقوط من خلال استطلاع «الأيام» الآتي:

ظلام مع سبق الإصرار

يرى الزائر للجوازعة أن ثمة أعمدة كهربائية تتوزع بأشكال هندسية عرضية وطولية، لكنها أعمدة كهربائية بدون كهرباء وحسب أحاديث المواطنين أن تلك الأعمدة وضعت قبل تسع سنوات كدعاية انتخابية وحتى اليوم لم تر النور، فقد تم ذلك فقط للاستحقاق بفضول الناس ودغدغة عواطفهم.

وقال الأستاذ بسام محمد الصوفي: «تعد الجوازعة منطقة سكانية تشكو إهمال السلطة تم استبعادها من خطة الربط الكهربائي العمومي فمازالت مناطقنا على الفوانيس والقماقم»، ويذكر عدد من أبناء الجوازعة أنهم لم يدخلوا في حساب السلطة ولامناقصات المشاريع ولايحزنون مع سبق الإصرار والترصد، فعبر صحيفة «الأيام» يجدونها فرصة لمخاطبة جهات الاختصاص بضرورة الاهتمام والعناية وإلا فإن تلك الأعمدة والأسلاك خير شاهد على أن السلطة تدفن الحقوق تحت يافطة المنجزات التي لم نعرفها ولم تعرفنا إلا من خلال صوت المذياع واستعراض الصحف الرسمية.

تعليم ينقصه الكادر

تعد مدرسة الشعب جوازعة من أكبر المدارس من حيث الكثافة الطلابية، حيث يصل عددهم إلى 1300 طالب وطالبة ويوجد فيها مدرسة للبنات تم إنشاؤها حديثاً، لكن الصعوبة قائمة وواضحة في نقص الكادر التربوي، هناك معلمون تتضاعف عليهم حصص التعليم ويوجد نقص في التخصصات ويوجد عدد كبير في الخريجين مضى عليهم سنوات في انتظار توظيفهم في السلك التربوي بعد مشقة وعناء طويل وأمل في نفوسهم بالتوظيف وخدمة هذه المنطقة التي أضحت في خانة وطي النسيان، وذكر بعض التربويين أن الجهات المسؤولة على علم ودراية بمتطلبات التعليم وهموم مدارس الجوازعة.

وعلى النقيض تحدث أولياء أمور طلاب وطالبات مدارس الجوازعة عن مؤشرات تقود الأبناء إلى الأمية والجهل، فقد كانت الجوازعة رافدا للنوابغ والمثقفين والأذكياء يشار إليها بالبنان، وتوزيع مئات الخريجين في ميادين الحياة السياسية والثقافية والمؤسسات الرسمية والتجارية، لكن يضع عشرات الآباء أياديهم على قلوبهم حاليا بكل قلق وخوف على مستقبل الأجيال التي تفتقر للكوادر التربوية والكفاءات العـلمية .

مشروع المياه يعاني الاحتضار

من بين كل مراكز ومناطق مديرية القبيطة يعد مشروع مياه الجوازعة أفضل مشروع يقدم خدمة هامة يغطي معظم القرى منذ عشرين عاماً وعبر الأهالي عن سعادتهم الغامرة بما حققه مشروع مياه الجوازعة خلال الفترة الماضية ومما يحز في النفس ويجعلنا نضع ألف سؤال ماظهر مؤخراً على أفواه الناس من أحاديث اختلطت بين الانتصارات وتقديم مقترحات وبين دعوات الإنقاذ وظهور مشاكل داخلية أدت إلى إضعاف أداء المشروع يمكن اختزالها في سحب الثقة عن إدارة المشروع السابقة من قبل إدارة المديرية على الرغم من النجاح الذي وصل إلى درجة الامتياز وإشادة المستفيدين بجهود وأعمال الإدارة السابقة وقد تم تغيير الإدارة السابقة من قبل أعداء النجاح، فكان الفشل ماركة مسجلة وعلامة مميزة للإدارة الجديدة التي تسلمت مبالغ مالية نقدا ومبالغ أخرى ديون واستلام بئر جديدة ومضخة وقيامهم بمحاولات تغيير وتبديل وترقيع، جميعها باءت بالفشل، وإهدار الأموال وميزانية المشروع التي لايعلم مصيرها إلا الله والراسخون في الاحتيال والهبر والقضاء على ماهو مفيد وجميل، والله لايحب المفسدين.

فقد عادت طوابير الحمير وخلفها طوابير أخرى من الأطفال والنساء بحثاً عن الماء ولم يجد أمين الصندوق مبرراً للفشل غير تقديم الاستقالة وغموض في مصير الحسابات المالية استياء عام لمواطني الجوازعة بعد عملية بيع دبة الماء بعشرة ريالات وأصوات ومناشدات تطالب انتخاب إدارة جديدة.. ولمعرفة تفاصيل أكثر تحدث أولاً الحاج علي ثابت النويد قائلاً: «هذه الإدارة غير صالحة للمشروع أصبحنا في وضع انتقل من سيئ إلى أسوأ، هذه الإدارة خربت المشروع وضيعت الميزانية فأصبحنا نبحث عن الماء بشق الأنفس».

ويضيف المواطن علي العاقل: «أصبح الماء هاجسا ومن الهموم التي لا تفارقنا»، فيما يقول عثمان محمد عبدالله: «سلام الله على الإدارة السابقة درهم وعبدالله سعيد لديهم حكمة وحنكة وقيادة وكفاءة وإخلاص ولن يصلح المشروع إلا بإدارة جيدة وجديدة» ووضع الأستاذ شوقي سيف حسن، عبارات الثناء لصحيفة «الأيام» ونزولها الميداني، واستعرض شوقي أسباب تعثر مشروع المياه بسبب مراكز الفساد بالمديرية بدأت بضياع مليون ونصف، ورفع تسعيرة الاشتراكات وتوقف المشروع أحيانا تحت مسمى انعدام الديزل.. ودعا شوقي إلى «انتخاب إدارة جديدة حتى لا يكون المشروع في موقع كان هنا مشروع وإن لم يتم ذلك فسنرفض دفع الاشتراكات حتى يعاد هيكلة الإدارة من قبل المستفيدين».

وتحدث المواطنان محمد سعيد قائد ومحمد سالم أمين عن الأسباب ونفس المطالب بالتأكيد على إنقاذ وانتشال المشروع قبل السقوط، فهو حالياً يعاني الاحتضار ثم مرحلة الموت السريري فنداءات المواطنين ومطالبهم أتت بدافع الحرص وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة والانغماس في بحر من السلوكيات الضارة بهذه العبارات، قابلنا المواطنون وهم يشكون ويبكون مما حصل لهم بفعل السياسة والفساد الإداري والمالي حتى على مستوى المشاريع الخدمية في ريف القبيطة بعد قرابة نصف قرن من الثورة والجمهورية وسنوات عديدة من تطبيق قانون السلطة المحلية الذي قالت الحكومة أنه سيعمل على تحسين الخدمات من خلال التوازن والعدالة ومبدأ الرقابة والمحاسبة فمن يتأهب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر

وقفات جانبية

لايوجد في الجوازعة سوى وحدة صحية تفتح ثلاثة أيام في الأسبوع، تنشط أثناء لقاحات الأطفال حملات التطعيم على الرغم من الكثافة السكانية ويتم إسعاف المرضى إلى مستشفى طور الباحة وسفر طويل في طريق ملتوية صعبة جداً، تقع الجوازعة في نطاق الدائرة الانتخابية (70) مع أنها ذات كثافة سكانية، فقد سعت أنياب ومخالب الفساد إلى وضع الجوازعة على أنها تابع للمركز المحلي بشكل ثانوي ومؤامرة سرت في ليل مظلم.

مشكلتنا أن هذه السلطة لاتراهن على حب ولا خدمة المواطن مثلما تحرص على الاستماع لتقارير من ينصبون أنفسهم أوصياء على المناطق والقرى يصبحون كمن يبلط في البحر وكل شيء تمام.نتساءل أين العدالة التي تحققت؟ ماذا تحقق لمناطق الجوازعة المحرومة بعد هذه المدة سوى استخدام هؤلاء الآدميون واستغلالهم أيام الاقتراع؟

وهل تريد السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية أن تتحول المناطق الريفية إلى مظاهرات يومية للمطالبة بالحقوق والخدمات، فالبلاد مش ناقصة مشاكل والله خير الشاهدين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى