> اقتحمت القوات الخاصة الباكستانية أكاديمية الشرطة في مدينة لاهور أمس الإثنين متغلبة على مقاتلين يشتبه في انتمائهم لحركة طالبان قتلوا ثمانية طلاب وأصابوا العشرات في هجوم على المجمع.

وقال كمال شاه أمين وزارة الداخلية لرويترز "انتهت العملية. قتل أربعة إرهابيين واعتقل ثلاثة." وأضاف أن 89 من أفراد الشرطة أصيبوا.

وقال عبد الرحمن مالك وزير الداخلية إن مقاتلين موالين لزعيم طالبان الباكستانية بيعة الله محسود يعتقد أنهم نفذوا الهجوم انطلاقا من منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية.

واضاف في مؤتمر صحفي في لاهور "جرى التخطيط للعملية بالكامل هناك."

وتابع أن أحد المعتقلين أفغاني وصل إلى المدينة الواقعة في شرق البلاد قبل 15 يوما واستأجر منزلا بها.

وقال مالك "تم التعرف على بعض شركائه بينما يجرى التعرف على الباقين."

وقال خواجة خالد فاروق قائد شرطة البنجاب ومتحدث عسكري إن ثمانية طلاب قتلوا رغم تقارير ذكرت أن عدد القتلى قد يكون أعلى لأنه كان هناك 900 طالب بالأكاديمية في ذلك الوقت.

وفجر ثلاثة من المسلحين أنفسهم في الهجوم الأخير وأنقذت القوات الخاصة عشرة من ضباط الشرطة احتجزوا رهائن داخل المبنى الرئيسي.

وقال مالك إنه يجري فحص المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى للتأكد من عدم اختباء مسلحين بينهم.

وأظهرت قنوات تلفزيونية اخبارية أفرادا مبتهجين من الشرطة يشكرون الله ويشيرون بأصابعهم بعلامة النصر في احتفالات استمرت لدقائق عقب المعركة النارية الأخيرة في نهاية الحصار الذي استمر ثماني ساعات.

وسيثير هذا الهجوم مزيدا من المخاوف بشأن الوضع الأمني في باكستان المسلحة نوويا.

ووقع الهجوم بعد اقل من شهر من قيام نحو 12 مسلحا بمهاجمة فريق الكريكت السريلانكي في المدينة مما ادى الى مقتل ستة حراس من الشرطة وسائق حافلة,وفر هؤلاء المسلحون.

ويقوم متشددون بحملة من أعمال العنف لزعزعة استقرار الدولة الإسلامية التي يسكنها نحو 170 مليون نسمة.

وجعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الدعم للرئيس الباكستاني اصف علي زرداري محور مراجعة للسياسة الأمريكية بشأن باكستان وأفغانستان أعلنت يوم الجمعة.

والهدف الرئيسي لاستراتيجية أوباما هو القضاء على تنظيم القاعدة في البلدين.

وهاجم المسلحون الأكاديمية من جميع الجهات في مجموعات من ثلاثة أو أربعة أفراد بينما كان الطلاب يجرون تدريباتهم الصباحية المعتادة في حوالي الساعة 7.30 صباحا (02:30 بتوقيت جرينتش).

ووصف شرطي مصاب الهجوم للصحفيين الذين تجمعوا حول سريره في المستشفى.

وقال "انفجرت قنبلة في المجموعة التي كانت بجوارنا... ثم اندلع اطلاق نار متواصل لنحو 20 دقيقة.

"وقف أمامنا رجل يرتدي ملابس فاتحة .. أعتقد أنها كانت بيضاء .. وأطلق النار علينا. كانوا يريدون إلحاق أكبر قدر ممكن من الاضرار."

وانتقل المسلحون لاحتلال المبنى الرئيسي بالاكاديمية. وروى شرطي آخر كيف قفز من نافذة بالطابق الثاني عندما اقتحم المسلحون غرفة وفتحوا النار.

وقبيل الساعة الرابعة مساء بدأت القوات الخاصو عملية لاستعادة السيطرة على المبنى في ذروة عملية مشتركة بين الجيش وحراس أمن وقوة خاصة من الشرطة.

وقال الميجر جنرال شفقت أحمد قائد الحامية العسكرية في لاهور "اقتحمت قواتنا الطابق العلوي حيث كانوا يتخذون مواقع."

وقبل انتهاء الحصار قال قائد شرطة البنجاب فاروق إن أحد المهاجمين المشتبه بهم اعتقل. وأظهرت لقطة فيديو أفرادا من الشرطة يركلون رجلا ملتحيا على الأرض قبل أن يقتادوه وسط حشد من الصحفيين.

ورغم الهجوم في لاهور فقد ارتفعت الأسهم والروبية الباكستانية بدعم من شعور المستثمرين بالارتياح إزاء انحسار الأزمة السياسية الأخيرة.

(شارك في التغطية محسن رضا وروبرت بيرسل وذي شان حيدر) رويترز