حكاية الفهود الثلاثة

> وفاء عبدالهادي الشرجبي:

> من منا لا يعرف الفهد.. فقد عرفت الكثير عن حياة هذا الحيوان على الأقل من البرنامج الثقافي (عالم الحيوان) فهو من السنوريات الضارة تبلغ سرعته عند الصيد (100 كم في الساعة).

أنثى الفهد تنجب ما بين (4-2) أشبال في البطن الواحدة وتقل فرصة الأشبال الفهود في العيش بسبب أنثى الأسد اللبوة التي تعشق قتل صغار الفهد بأنيابها فهي بالعادة تتربص لهم عند غياب الأم عنهم للصيد.

يمكنني القول بأنني من هواة متابعة برامج الحيوان وخصوصاً عن الحيوانات الضارية وصراعها الدموي ولا أجد حرجاً في ذلك، وربما أفضلها على متابعة المحطات الإخبارية والبرامج الأخرى على الأقل فصراعها طبيعي وفطري فهي حيوانات في نهاية الأمر.

فمن خلال متابعتي لهكذا برامج فقد عرفت الكثير عن نمط حياة هذا الحيوان وأسلوبه في الصيد، ولكن قبل أيام شدني برنامج جديد عن الفهد بعنوان (جاسوس في عرين الفهد) فهذا البرنامج يبث عبر كاميرا تجسسية تزرع داخل العرين تصور حياة فهدين منذ لحظة ولادتها وحتى أمسيا فهدين يافعين يدبران أمورهما بصيد لا يزيد عن ضبية صغيرة وأيضاً كيف يحافظان على صيدهما من وحوش أقوى منهما كالضباع أو كلاب ابن آوى وفي أغلب المرات كانا يخسران.

وفي سياق عرض البرنامج اشتم الفهدان رائحة عكرت حياتهما، رائحة غريبة تجاوزت حدود منطقتهما المعلمة ببولهما، تتبعا الرائحة ليجدا نفسيهما أمام فهد يافع تسمر بمكانه عند رؤيتهما.

تبادل الفهدان النظرات فقررا الهجوم على الفهد الدخيل، كان في البداية هجوماً عنيفاً على الفهد الدخيل لطرده ثم خف قوة الهجوم فتلقى ضربات تأديبية خفيفة ثم تركاه.

ظل الفهد الدخيل لأيام يراقب الفهدان اليافعان عن كثب دون محاولة الاقتراب منهما، وفي اليوم السابع اصطاد الفهدان ضبية صغيرة جداً بالكاد تسد جوعهما وكانا يأكلان بحذر خوفاً من أن تأتي الضباع كالعادة لتفوز بصيدهما الصغير.

وفجأة تقدم منهما الفهد الدخيل بحذر في محاولة منه لمعرفة ما إذا كانا سيسمحان له بتناول الطريدة معهما ولم يعترض الفهدان فسمحا له بذلك في إشارة منهما على قبوله ضمن الفريق.

ومنذ ذلك الحين استبدل الفهود الثلاثة صيدهم بغزال كبير بدلاً من ضبية صغيرة وغدا صيدهم بأمان من اعتداءات الضباع وكلاب ابن آوى وأصبحت أيضاً منطقة حدودهما أكبر وذلك بفضل انضمام الفهد الدخيل إليهما.

قد يقول البعض بأن هذه الحكاية هي من نسج خيالي؟!.. بل هي حقيقة وواقع تغاضى عنه الإنسان واستوعبته الفهود وأدركت بأن في «اتحادها قوة».

* باحثة إعلامية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى