مهرجان المحبة والنصرة الخامس ودوره في صياغة هويتنا

> «الأيام» يسلم سالم باصبرين /دوعن - حضرموت

> يقول حاييم هيرتزور رئيس الكيان اليهودي في فلسطين في خطاب ألقاه في ترانسبورغ عام 1992م أمام البرلمان الاوربي « إن زعماء الغرب لايفهمون الشرق الأوسط أن الأصوليـة الإسلاميـة هي أكبر خطر يواجه العالم»..

لقد تعمدت أن أسوق هذه المقولة وذلك للربط بينها وبين ما نحن بصدد الحديث عنه وأيضا لندرك أننا وصلنا إلى مرحلة من التغييب أصبح فيها عدونا غياب الهويـة الإسلاميـة فرض علينا أمورا عدة لعل أهمها التبعيـة للغرب وأرباب الحضارات الأخرى والمتمثلـة - أي التبعيـة - في صور شتى وعلى شرائح أمتنا المتباينـة.

وقد بلغت هذه التبعيـة ذورتها في عصرنا هذا حتى لقد أصبح المسلم لايقلد - لتحصيل فائدة تذكر وإنما تحت تأثير المرحلـة وهوس محاكاة الآخر.

إن هناك بونا شاسعا وفرقا كبيرا بين مرحلة كان أهلها يخاطبون الآخر قائلين «لقد ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة الناس إلى عبادة رب الناس » وبين عصر أصبح أربابه يعيشون حالة من التنكر لدينهم وهويتهم.

كثيرة هي الوسائل التي تمتلكها أمتنا لإعادة بناء شخصيتنا وتكوين هويتها الضائعة وإن ماتشهده وشهدته مدينة النور «تريم» هو بعض من هذه الوسائل، وقد أعجبني هدف هذا المهرجان «الربط والعريف برسول الله» كانت فقرات هذا المهرجان رائعة كروعة المدينة التي احتضنته خمس ليالي كنا فيها في قمة عطائنا..ما أجملها من لحظات حين تقف مع آلاف الناس تحت تأثير روح الكلمة الطيبة محلقا في سماء الحب والنصرة لرسول الله، مستمعا إلى كبار منشدي وطننا العربي يطربونك بأصواتهم الشجية ومستمعا «بسيمفونيات» الدان الحضرمي الأصيل ومنارة المحضار تقف في عزة وكبرياء انعكست على الحاضرين فعاشوا فيها الماضي والتاريخ تشدو هي الأخرى ولكنها تشدو «بصمت» لايفهمه إلا أهل هذا الفن..

إنك وعندما تعي هذه اللحظات جامعا بين روحانية وقدسية المكان وألق وعبق الكلمات العطرة يبعث هذا في نفسك الكثير من المشاعر السامية لعل أجلها الاعتزاز بالهوية وتذكر الماضي بل عيشه والغوص فيه، وهذا وحده كفيل بأن يرجع لنا ولو بعض هويتنا.

عزيزي القارئ تدرك أهمية أن يعتز الإنسان بهويته وتعلم أيضا نتاج غياب الهوية.

لذلك فنحن مطالبون بأن نحاول قدر إمكانياتنا وحسب مواقعنا بالإسهام في إعادة تشكيل هذه الهوية حتى تعود للأمة روحها ومجدها فإذا فعلنا ذلك نكون قد خطونا خطوة كبيرة فيسلم الترقي والبناء وذلك مايفرضه علينا ديننا الحنيف ومرحلتنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى