عذرا أيها المغرور..!!

> «الأيام الرياضي» عبداللاه محمد سُميح:

> أصبح الأسباني رافائيل بينتز مدرب ليفربول الانجليزي خليفة جوزيه مورينهو في تصريحاته النارية وشن الحروب الكلامية على المنافسين.

بعد أن هدأ الدوري الانجليزي وهدأت الحوارات الساخنة والتصريحات الغازية التي معظمها سريع الاشتعال مع رحيل مدرب تشلسي السابق مورينهو إلى قيادة فريق إنتر ميلان الايطالي، وتحولت تلك العادات إلى بينتز حتى أصبح أكثر المدربين غرورا في الدوري الانجليزي خصوصا في الفترة الأخيرة بعد أن بدأت صحوة الفريق وعودته للمنافسة على الدوري وتواجده بين كبار أوروبا وإطاحته بريال مدريد وفوزه الأخير على المان يونايتد برباعية في مرمى كل فريق، فبدأ يشن حملاته وتصريحاته ويقدم نجاحه ونجاح فريقه للعالم بطريقة أخرى، فتصريحه الأخير الذي مس به السير أليكس فيرجسون ووصفه (بأن قيمته أقل من الصفر) أظهر للعالم مدى غروره المستفز وإعجابه بنفسه، وجاء هذا التصريح بعد سيلا من التصريحات السابقة التي يحاول بها جرف شعبية السير فيرجسون وطمسها والتقليل من إمكانياته ومدى حظوظ فريقه، فذكر أن كل الانجازات التي يحققها فريق مانشستر يونايتد عاملها المساعد الأكبر هو المال وجهود اللاعبين، مجحفا حق فيرجسون وجاحدا بدوره الرئيسي.

عذرا عزيزي بينتز فالسير فيرجسون هو الرقم الصعب وهو (الأول) على لائحة مدربي الدوري الانجليزي إن لم يكن على لائحة العالم، ولا يمكنك فتح نار تصريحاتك على أستاذك وأستاذ مدربي الدوري.. فهذا الذي مسسته بلسانك الطويل ووصفته (بالصفر) قد أحرز مع فريقه الحالي (35) لقبا بين محلي وأوربي وعالمي، وهو رقم تحلم به أنت وكل مدربي العالم ولو بتحقيق بعضا منه، فهو مدرب ناجح بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فنظرته خارقة وصفقاته مذهلة وهو في طريقه حاليا إلى قيادة المان إلى اللقب الثامن عشر، وبذلك يكون متساويا مع ليفربول في رقمه القياسي في عدد مرات إحراز اللقب الدوري الانجليزي.

إن السير أليكس شخصية كروية فذة لا تمل حصد الألقاب والأمجاد هو محط أنظار متابعي الدوري الانجليزي بأسلوبه الفريد في صناعة النجوم الأسماء والانتصارات والبطولات طوال سنين طويلة قاد فيها فيرجسون أبناء الأولدترافورد إلى أفضل ما يمكن أن يحققه ناد في العالم، وقد ألف أحد الكتاب البريطانيين كتابا بعنوان (عظماء بريطانيا) وقال في كتابه عن السير فيرجسون :(إنه الشخص الوحيد في بريطانيا الذي يستحق بناء ملعب وتسمية فريق بأكمله باسمه).. وذكر مارتن أونيل المدير الفني لفريق أستون فيلا في أحد المؤتمرات الصحفية أنه حينما يتحدث الناس عن أفضل المدربين فإن قناعته الخاصة بأن فيرجسون هو الأفضل في مجال التدريب عالميا، حتى مورينهو أشاد في أحد تصريحاته بانجازات فيرجي وفريقه، وفي آخر الأسابيع أصبح آرسين فينجر مدرب الأرسنال وجوس هيدينك مدرب تشلسي الجديد من أكثر المدربين الذين يشيدون بفكر السير ودوره الكبير في نجاعة مانشستر الهجومية وتوظيف اللاعبين داخل الملعب.

فلا يمكنك عزيزي (رافائيل) حجب ضوء الشمس بمناخل، فلا يعني فوز فريقك على كبار العالم متمثلا بريال مدريد ومان يونايتد أنك صاحب الباع الطويل والفكر المثيل، فالعبرة غالبا ما تكون بالنهاية والانجازات وحصد الألقاب، فناديك وجماهيره متعطشة لاعتلاء منصة التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الغائب عن الفريق منذ عام 1990م، وما يهمهم هو اللقب وليس تصريحاتك التي ستكون فيما بعد في مهب الرياح..

فحبك للظهور والبروز دائما ما يكون على حساب فريقك وآمال جماهيره، ومنذ قدومك أصبح ليفربول معتادا على وجود المشاكل ودهاليزها ومتاهاتها، فبدأت تملي بشروطك على الإدارة الليفربولية وتهدد بالرحيل وتندد في حال عدم الاستجابة لمطالبك وزعزعت كيان النادي واستقراره، وفي الموسم الماضي بعد تصدرك المؤقت لهرم الترتيب في الدوري الانجليزي قررت مهاجمة مالكي النادي في محاولة انقلابية وجعلت جماهيرك تدعو المشجعين عبر صفحات الانترنت لدفع ما يقارب خمسة الآف باوند من كل مشجع كي يتم شراء النادي من ملاكه الأمريكيين، وهناك العديد من المشاكل الأخرى التي تطفو على السطح الليفربولي والتي أثرت على الفريق معنويا، وصفقاتك الغربية غير المجدية التي كان آخرها روبي كين وعودته إلى توتنهام كما جاء بخسارة ماديه تكبدها النادي دون أدنى استفادة.

إن ليفربول ناد عظيم يتربع على عرش انجلترا وله الباع الطويل في التجارب الخارجية والألقاب المحلية وليس المقصد هو التقليل من شأن ليفربول العملاق ولا تمجيد المان يونايتد فليس لي لا في هذا ولا ذاك، فالارسنال هو معشوقي الأول والقديم وللناس فيما يعشقون مذاهب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى