> صرحت الزميلة كفى الهاشلي قائلة: «حددت رئيسة جمعية رعاية وحماية الأطفال العاملين بمحافظة عدن اسمي كأول شخصية تكرم يوم أمس في فندق ميركيور بمناسبة يوم اليتيم العربي، والشهادة باسم الأم الحنونة.

وهي عبارة عن شكر وتقدير لدعمي المادي والمعنوي للاطفال الأيتام.

وعندما ذكر اسمي- وهو أول اسم- تقدمت لاستلام الشهادة (وهي ما يهمني قبل كل شيء)، فأوقف عبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي بعدن الأمر ولم يسلمني الشهادة قائلا «علينا ألا نجامل الشخصيات والمؤسسات في مثل هذا اليوم.. لماذا نكرمهم؟».

الأمر الذي لفت انتباهي في هذا الموقف ليس منعه تسليمي تلك الشهادة، ولكن كونه ردد عبارته تلك ثلاث مرات، وأنا واقفة في انتظار استلام الشهادة، إلى درجة لم يتمكن معها من إخفاء ما بداخله من انزعاج وحساسية مفرطة تجاه «الأيام».

ولم يقف المذكور عند هذا الحد، وواصل حديثه مخاطبا الجهة المنظمة للحفل بقوله «ارفعوا أسماء من تريدون تكريمهم إلى المحافظة، ونحن سنحدد من يستحق التكريم وسنكرمه!».

والحقيقة أنا لم أصور المذكور، ولم أسجل كلمته على الإطلاق، والجميع رأى ذلك، كما لم أشارك الإعلاميين في تغطية الفعالية- وهو لاحظ ذلك- فعن أي مجاملة يتحدث، طالما وأنا لم أصوره أو أقف بصف الإعلام الذي كان يتهافت على شخصه ليصوره، وهو ممتلئ سعادة بهذا الموقف العجيب.

ما لم يدر في خلد المذكور هو أن الجائزة الممنوحة هي شهادة تقديرية و(درع)، ليس إلا، ولم تكن مبلغا ماليا أو شيئا يستحق منه أن يصب انزعاجه على شخصي، وإذا كان صادقا في ما قاله عن (عدم المجاملة)، فهو يعلم مبدئيا بأنني لم أقرع باب أي من مسئولي المؤتمر، وعلى رأسهم هو، في طلب أي تكريم كما تفعل الكثيرات، وهو يعرفهن بالاسم.

وللأمانة وإنصافا للمذكور فقد كان يريد تسليمي الشهادة، غير أنه تشاور مع من كان قريبا منه- يعرفه هو تماما- ثم تراجع عن تسليمي الشهادة.

ولعلم المذكور فإنني اعترضت على تكريمي قبل ذلك، لأنني لا أحب أن أذكر بعمل أردت به رضى الله لا البشر، لكن إصرار رئيسة الجمعية ومحبة العاملين في الجمعية التي لا أنتسب لها، لا من قريب ولا من بعيد، جعلني أقبل ذلك.

وأخيرا أتقدم بشكري لكل الأطفال ولكل العاملين معهم، وأتمنى أن يعي المذكور أن حب الناس الحقيقي هو ما يبقى، أما المناصب فهي زائلة، وسيجد أصحابها أنفسهم في يوم من الأيام على قارعة الطريق».