الذكرى الـ (16) لرحيل الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم.. فنان صنع تاريخ أمة

> «الأيام» عصام خليدي :

> الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم (تجربة فنية استثنائية) شكلت في قوامها وعطاءاتها الإبداعية وبناءاتها الموسيقية الراقية (قمة الحداثة والتجديد في الغناء اليمني القديم والمعاصر).

والحقيقة إنها تختزل بداخلها خبايا وكنوزاً مازالت كامنة في الأشكال والقوالب والجمل الموسيقية (ذات التكنيك الفني الغنائي الموسيقي العالي)، إضافة لعزفه المتقن والبارع على آلة العود وصوته الجميل القوي المعبر المتدفق والعذب، إنه في غنائه يذكرني بمآثر (ملحمة جلجامش وإليادة هيمروس)، وله دور لافت وفذ في استخدام الإيقاعات المختلفة والمتنوعة في أغانيه من عموم الوطن العربي وأوروبا وأمريكا اللاتينية وكل أصقاع المعمورة، وتوظيفها يمنياً بشكل رائع بديع مبهر (غير مسبوق)، إذ لا نستطيع إغفال ونسيان المقطوعات الموسيقية التي قام بتأليفها (موسيقارنا) لترتقي بروعتها وتألقها بذائقة المستمع اليمني والعربي على السواء.

وفي الواقع إن التجربة الفنية لموسيقارنا الفذ جديرة بالبحث وطرح الدراسات المتخصصة لمعرفة مميزاتها وخصائصها التي مكنتها من الديمومة والخلود، وذلك بقراءات نقدية متأنية ثاقبة.

تمر علينا الذكرى السادسة عشرة لرحيله، فأجد نفسي حريصاً على كتابة مداخلة متواضعة، أبتغي من خلالها تسليط الأضواء على أهم ما يميز ملامح تجربة الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم بمجهود ذاتي، يدفعني إلى ذلك إيماني الراسخ وقناعتي بعظمة وقيمة ما تركه هذا (العملاق) للأجيال المتعاقبة من فن أصيل بديع متطور وحديث، والواقع إن الجهات ذات العلاقة ربما مشغولة بأمور كبيرة وفي أجندتها من الأولويات ماهو أهم وأجدى وأنفع من الاحتفاء بمناسبة التكريم والوفاء لرجل غمرنا بفيض عطائه وكرمه اللامتناهي، (فنان صنع تاريخ أمة).. فاسمحوا لي أن أشعل شمعة في ظلام دامس يعانيه المشهد الثقافي الإبداعي الرسمي منذ زمن بعيد لا ندري متى سينتهي؟!! فقد أصابنا بحالة شلل تام وشعور بالإحباط والاكتئاب مما يحدث، وصدمنا بواقع أليم يديره ويقوده جماعة من الأدعياء المنافقين أصحاب الوجوه المتقلبة والأقنعة الزائفة مَن تُغير جلدها ولونها وولاءها بحسب المصلحة والمنفعة.. إننا نعيش زمناً أربابه من (فصيلة النبت الشيطاني)، فقد استطاعوا أن يعيدوا مدينة عدن خلال هذه الأعوام التي تجاوزت (16 عاماً) إلى الوراء إلى عصور من الجهل والتخلف والعنف والقهر الثقافي الإبداعي.

رحم الله فقيدنا الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم، وماذا عساي أن أضيف بعد التصريحات المتلاحقة في ذكرى ميلاده ووفاته غير القول بأن المعاش الشهري الذي تتقاضاه أسرته عبارة عن (25) خمسة وعشرين ألف ريال يمني فقط، لا يساوي ما يتقاضاه (عامل نظافة)!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى