الزعيمي.. حكاية مؤلمة لرجل نذر حياته للوطن فنخر فيها حماة الوطن

> تعز «الأيام» خاص:

>
قائد محمد علي الزعيمي رجل بلغ من العمر عتيا، طحن الدهر كلكله، وسطا المتنفذون على ممتلكاته، يسير في أزقة تعز متنقلا بين حاراتها كما تنقل بين سجونها لسنين طوال، يتفكر في من حوله، ويغض الطرف عن مصائبه.

تبدأ حكايته منذ قيام الثورة المجيدة، فقد انخرط فيها وكان خير عون للثوار، وعندما انتصرت إرادة الشعب في ثورة سبتمبر نذر بسيارته- التي كانت الوحيدة حينذاك– للتحرر من الاستعمار في ثورة 14 أكتوبر.

يدغدغ بمشاعره الطيبة من حوله، ويسامح كل من ظلمه، وهو الأمر ذاته الذي شجع الكثيرين على التمادي على ممتلكاته.

يقول الزعيمي إنه لم يبق سجن في محافظة تعز إلا قبع فيه، ويرجع ذلك إلى مطالبته بممتلكاته، فما يكون من تلك الجهات إلا أن تلفق التهم ضده، ليكون جزاؤه ما لم يكن في الحسبان.

يضيف الزعيمي- الذي يحمل شوالات من العقود والوثائق التي تحكي معاناته وبدأ مع أول محافظ لمحافظة تعز حتى آخر محافظ- إن عام 1988 كان بداية دخوله متاهات المحاكم.

ويوضح الرجل، وقد بدأ المرض ينهش جسده أن جهات متنفذة استولت على منزلين له في تعز، بعد أن رفضت إعطاءه الإيجار بحجة ملكيتهم المنزل بعدما مضى على استئجارهم سنوات طويلة، ويردف أن عدة أراضي نهبت منه بالقوة، وأكثر من 5 سيارات أخذت منه عنوة لكونه رجلا مستضعفا.

يتحدث الزعيمي بقهر أن تعرضه للابتزاز من قبل رجال الأمن والمرور أصبح شبه يومي بحجج واهية، إذ يتفاجأ أكثر من مرة بعسكر يصطحبونه إلى قسم الشرطة لأسباب لايفهمها، ولايتم الإفراج عنه إلا بأموال طائلة.

يشير الرجل الذي يمتلك معرضا للمتاجرة بالسيارات إلى أن لديه سيارتين (وايت وبيجوت) في مرور تعز لم يفرج عنهما منذ 8 سنوات، رغم استكماله كل أوراقهما.

وأمام استنجاده بكاميرا «الأيام» لزيارة حوش المرور لالتقاط الصور لسيارتيه كدليل فعلي على ما يمارس ضده من ظلم، التقطت صورة للبيجوت، بينما الوايت كانت قد غادرت حوش المرور لجهة لايعلمها إلا الله والراسخون في المرور.

الزعيمي الذي أكد امتلاكه الوايت لم تبد عليه آثار الدهشة، فما حدث له غيض من فيض، وقسوة الزمان وظلم الرجال رُسمت على تعابير وجهه.

لم يبق أمام الرجل بعد الله إلا أن يستنجد- عبر «الأيام» صحيفة المظلومين والمقهورين في بلد الحكمة والإيمان حد وصفه- بولديه رئيس الجمهورية ومحافظ تعز، للنظر إليه وإعادة ممتلكاته وإيقاف التعسفات التي تتم ضده من قبل الجهات التي يفترض أن تحمي الوطن والمواطن وممتلكاته، مؤكدا في الوقت ذاته أن لديه أدلة قاطعة وواضحة تثبت تعرضه للظلم والاستغلال، وأنه بسبب ذلك أصبح مستضعفا لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى