بعد محاولة فاشلة لفرار قبطان أمريكي يحتجزه قراصنة صوماليون ومطالبتهم بفدية.. اميركا على وشك القيام بعملية عسكرية وسط تعزيزات بحرية كبيرة

> نيروبي/واشنطن/مقديشو «الأيام» د.ب.أ/رويترز:

> يسعي القراصنة الصوماليون الذين يحتجزون قبطان سفينة أمريكية في قارب نجاة وتحيط بهم سفينتان حربيتان للحصول على فدية وممر آمن مع استمرار أزمتهم مع الجيش الأمريكي أمس الجمعة.

وتأتي مطالب القراصنة في الوقت الذي أصبحت فيه الفرقاطة الأمريكية (يو إس إس هاليبورتون) ثاني سفينة أمريكية تصل إلى المنطقة قبالة الساحل الصومالي طبقا لماذكره القائد بيتر شنايدر المتحدث بأسم وزارة الدفاع الأمريكية.

وأنضمت الفرقاطة إلى المدمرة الأمريكية (يو إس إس بينبريدج) التي وصلت صباح أمس الأول الخميس وبدأت في مفاوضات مع القراصنة الأربعة الذين يتواجدون في قارب نجاة منذ محاولة فاشلة يوم الأربعاء الماضي لخطف السفينة «ذا ميرسك ألاباما» التي ترفع العلم الامريكي. ويخشى قراصنة آخرون مساعدتهم بسبب وجود سفن بحرية أجنبية واقتراب المدمرة الامريكية (بينبريدج).وطلبت المدمرة بينبرديج من مكتب التحقيقات الاتحادي ومسؤولين أمريكيين آخرين المساعدة في التفاوض مع القراصنة.

ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أيضا بالمساعدة في المفاوضات رغم أن القراصنة أبلغوا البحرية بأنهم لن يفرجوا عن القبطان ريتشارد فيليبس دون فدية وضمان ممر آمن للخروج من المنطقة وفقا لوكالة أنباء بلومبيرج التي أذاعت أحد إتصالات القراصنة داخل الأراضي الصومالية.

وذكر تقارير أن فيليبس حاول الهروب من خاطفيه في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة بالقفز من قارب النجاة في محاولة جريئة للسباحة وصولا للمدمرة الأمريكية باينبريدج . «وقع الحادث بسرعة شديدة لم يتمكن معها طاقم المدمرة الأمريكية باينبريدج» في تقديم العون لفيليبس الذي بدا أنه لم يصب بشئ خلال عملية إستعادته. وقال شنايدر إنه لا يستطيع تأكيد التفاصيل الدقيقة لمحاولة الهروب وإن البحرية لم تجر أي إتصال مع القبطان منذ الحادث.

وقالت أندريا فيليبس زوجة القبطان إنها تـلقت «سيل من التأييد لزوجها منذ بدء الأزمة».

وقالت في بيان نشرته شركة ميرسك لاين المحدودة وهي شركة مقرها فيرجينيا وتعمل في ولاية ألاباما «إننا شعرنا بتعاطف العالم من خلال القلق على ريتشارد، وزوجي رجل قوي وسوف نظل أقوياء من أجله».

واختطف القراصنة «ذا ميرسك ألاباما» التي كانت تحمل مساعدات غذائية أول أمس الأربعاء وهي المرة الأولى التي يتم فيها احتجاز بحارة أمريكيين في المياه قرب القرن الأفريقي.

ولكن سرعان ما استعاد أفراد الطاقم العزل السيطرة عليها بينما ظل قبطان السفينة رهينة لدى القراصنة في قارب نجاة خاص بالسفينة. وأبحرت السفينة «ألاباما» بعيدا عن المنطقة وتوجهت أمس الجمعة إلى مقصدها الأصلي في ميناء مومباسا بكينياوذلك وفقا للمتحدث باسم ميرسك كيفن سبيرز.

وجذبت الأزمة الحالية أيضا إنتباة المسئولين العسكريين والمدنيين الكبار في الولايات المتحدة.

ويتلقى الرئيس باراك أوباما تقارير منتظمة حول السفينة وقال وزير الدفاع روبرت جيتس أمس الأول الخميس إنه يتابع الوضع عن كثب.

وأفادت وسائل الإعلام إن سفنا أخرى استولى عليها القراصنة يبدو أيضا إنها في طريقها إلى مسرح الحادث ، اظهارا للتضامن، وهي تحمل أسلحة ورهائن مختطفين في عمليات سابقة الا انه يبدو ان القراصنة غير قادرين علي الاقتراب من الاسطول الأمريكى.

وكان القبطان فيليبس على اتصال مع البحرية الأمريكية وأفراد طاقمه عبر جهاز لاسكي وأعطى بطاريات شحن إضافية طبقا لقول سبيرز.

وقال المراقبون إن أزمة إحتجاز القبطان قد تستمر عدة أيام. وترفض قوات البحرية الأمريكية اقتحام السفن لتحرير أفراد الطاقم المحتجزين كرهائن.

حاملة الصواريخ الموجهة المدمرة الأميركية (بينبريدج)
حاملة الصواريخ الموجهة المدمرة الأميركية (بينبريدج)
غير أن موقف القراصنة التفاوضي ضعيف مع نفاد الوقود واحتجاز رهينة واحدة فحسب. وقالت التقارير الإعلامية إن قارب النجاة به إمدادات من الغذاء والماء تكفي لعشرة أيام.

نائب رئيس وزراء الصومال يطلب مساعدة دولية لمحاربة القرصنة

قال نائب رئيس الوزراء الصومالي عبد الرحمن حجي إن حكومته لا تملك القدرة اللازمة لمحاربة القراصنة لكنه قال إنهم ينظرون في سبل للتصدي للمشكلة.

وقال حجي في مقديشو «نحن أكثر قلقا بشأن ربان السفينة الذي لا يزال القراصنة يحتجزونه. نبحث عن سبل للتعامل مع الموقف. نعرب عن أسفنا للمواطنين الامريكيين وحكومتهم».

ويمكن أن تؤدي الهجمات على السفن الداخلة والخارجة من ميناء مومباسا الكيني مركز توصيل مواد المساعدات والتجارة إلى زيادة تكاليف التأمين وتثير قلق أصحاب شركات الشحن من الذهاب إلى هناك.

وأضاف حجي «إنه عمل همجي لأن السفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية للمدنيين الفقراء في الصومال ونحن مستعدون لاتخاذ كل الوسائل الضرورية لضمان الإفراج عن الرهينة الأمريكي».

وتثير مشكلة القرصنة قلقا بالغا في مدينة مومباسا الساحلية ويقول السكان إنهم سيشعرون بالسعادة للتحدث إلى الطاقم الامريكي وسماع تجربتهم منهم مباشرة. وقال أحد سكان مومباسا يدعى باتريك ماثيو «لو لم يكن لدي عمل غدا (اليوم) كنت سأحضر إلى هنا لأراهم وأسالهم أيضا كيف كانت تجربتهم وكيف تمكنوا من تدبر أمرهم في مواجهة القراصنة».

وقال ساكن آخر يدعى توماس مولي «لو كانوا تصدوا للقرصنة في وقت سابق لكانت هذه الحالات اختفت لكننا لا نستطيع أن نقول على سبيل المثال إنهم يتعين عليهم قصف القراصنة لأنه حتى الربان سيلقى حتفه. بالتالي يتعين عليهم أن يتوصلوا لحل وسط وأن يذعنوا لمطالب القراصنة حتى يمكنهم إنقاذه (الربان الذي تمكن رفاقه من الهرب) لأنهم إذا قصفوا زورق النجاة فسوف يموت ولن تكون له (للقصف) أي قيمة».

لكن بعض الناس تساءلوا عما إذا كانت أمريكا ستتفاوض مع القراصنة الذين تعتبرهم إرهابيين.

وقال ستيفين ماثينجي «تنص السياسة الامريكية على عدم التفاوض مع الارهابيين وبالتالي في هذا الموقف يتعين أن يلجأوا إلى القبائل الصومالية أو إلى وسائل أخرى لكن يتعين ألا يشنوا حربا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى