هل هي نذر حرب بين القراصنة والعسكر في المحيط الهندي؟

> نيروبي «الأيام» ايفا كرافتشيك:

> إنها حرب أعصاب على القبطان الأمريكي ريتشارد فيليبس المحتجز لدى قراصنة في المحيط الهندي وذلك في ظل التصعيد الذي باتت ملامحه ظاهرة في الأفق بين القوى العسكرية والقراصنة في المحيط.

توجه القراصنة إلى قارب الإنقاذ الذي يتنقل بين السفن الحربية في المحيط الهندي والذي يحتجز فيه أربعة من أقرانهم قبطان سفينة «ميرسك ألاباما» الأمريكية/53 عاما/ كرهينة.

استخدم القراصنة استراتيجية جديدة هذه المرة وهي عدم شن أي هجوم في خليج عدن بالقرب من السواحل الصومالية في ضوء التواجد المكثف لقوات البحرية الدولية في هذه المنطقة حيث إن هناك سفينتين حربيتين في المنطقة وهما المدمرة «يو اس اس بينبريدج» و الفرقاطة «يو اس اس» مما جعل سفن القراصنة تحتاج لقطع 500 كيلومتر من السواحل الصومالية لمهاجمة السفن الألمانية والفرنسية والهندية وسفن غيرها من الدول.

إن استخدام القراصنة لسفن مخطوفة بدلا من السفن الخاصة بهم لا يخلو من نية القراصنة استخدام الأشخاص الذين يحتجزونهم كدروع بشرية في حالة الضرورة.

على أية حال يبدو أن القراصنة الصوماليين يعطون الأولوية لحياتهم الشخصية ويضعون اعتبارها فوق اعتبار «أخلاقيات الحرفة»، أخلاقيات القراصنة الذين لا يريدون إلا الخطف من أجل الغنيمة فقط دون إزهاق أرواح.

كما توجه القراصنة بالسفينة الألمانية «هانزا ستافانجار» وعلى متنها 24 بحارا منهم خمسة ألمان إلى جزيرة أيل حسبما أفادت مصادر إعلامية، تلك الجزيرة التي تعتبر أحد المعاقل الشهيرة للقراصنة في منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه مستقل.

وبرر القراصنة ذلك بأن التفوق العسكري الذي واجههم كان بمثابة عامل ردع لهم. ربما ذاع في هذه الأثناء خبر تخليص اليخت «تانيت» من قبل القوات الفرنسية أمس الأول الجمعة في عملية عسكرية راح ضحيتها فرنسي يعول بالإضافة إلى قرصانين. أما القبطان فيليبس فقد وجد فيه القراصنة صيدا ثمينا جعلهم يطالبون بفدية قدرها مليونا دولار.

وهذه هي المرة الأولى التي يختطف فيه القراصنة سفينة أمريكية.

غير أنهم سرعان ما ذاقوا ويلات هذا العمل، ومن غير المستبعد أن يكونوا قد ندموا عليه لأن البحارة الأمريكيين اضطروهم للفرار.

ومازال القراصنة الأربعة يساومون رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «اف بي أي» حول شروط إطلاق سراح القبطان الأمريكي.

وفي ضوء عدم تكافؤ أسلحة الخاطفين مع أسلحة القوات الأمريكية فإن القبطان فيليبس هو القوة الوحيدة والأمل الوحيد للنجاة بحياتهم سالمين.

ولكن ماذا لو فقد القراصنة أعصابهم؟ ربما انتهت أي عملية تحرير نهاية مأسوية خاصة إذا تدخلت قوات أخرى للقراصنة بتعزيزات وبسفينة لنجدة أقرانهم خلال الأيام المقبلة، عندها سيكون من المحتمل أن يمثل القراصنة خطرا حقيقيا خلال أي مواجهة محتملة مع العسكر.

غير أن أندريو مفانجورا الخبير في في شئون البحرية يشكك في احتمال تدخل القراصنة بقوات إضافية فعلا لإرغام الأمريكيين على الرضوخ لشروطهم قائلا:«إن هذا التدخل سيمثل في حالة حدوثه حكما بالإعدام على قوات النجدة التابعة للقراصنة».

وتوقع مفانجورا أن يكون هناك حل عبر التفاوض. د.ب.أ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى