مصارحــة حــرة .. عصيدنا

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> أمانة أن أمورنا الكروية في هذا الزمن «المكور» تميت من الضحك .. قبل عامين سمعت ومن سمع ليس كمن رأى - أن اتحادنا الذي بات نسخة معدلة من مجلس شؤون القبائل تعاقد مع الأثيوبي «ابراهام مبراتو» الذي خرج مطرودا من دار الهلال بعد أن جمع الخيبة والإفلاس في السلة «الزرقاء».

ومهمة هذا الإثيوبي المحظوظ تتلخص في تدريب المنتخب الأولمبي الذي نسمع جعجعته ولانرى طحينه .. وطوال هذه المدة التراكمية ظل «مبراتو» المحظوظ يقبض راتبه الشهري بالدولار بحسب انتظام عقارب الساعات السويسرية دون أن يؤدي عملا واضحا تفرز من خلاله مساحات بشرته الحبشية ما يمكن أن يحلل «اللقمة» بعرق جبينه .

حتى وقت قريب كنت أظن اتحاد الكرة فك ارتباطه بهذا المدرب على قاعدة «بين الشاري والبائع يفتح الله» وأن الاتحاد تذكر حكاية «المال السائب» طالما وأن المنتخب الأولمبي مجرد ظاهرة صوتية وزانة بيد الإثيوبي الذي تجاوز بها «بورصات» العالم بحكم أنه بات أول مدرب في العالم يقبض دون أن يؤدي واجباته كمدرب لكن الليالي غير الملاح أكدت لي أنني سيء الظن وأن «مبراتو» مازال يتلذذ ببطالة جعلت منه لغزاً يصعب على الأذكياء والأغبياء فك طلاسمه .. حكايتنا مع «مبراتو» يشيب لها ريش الغراب فنحن لا ندري ما هي قدراته الفنية التي تجعله يتموضع على قلب اتحاد الكرة ولا خططه التي تجعلنا نسمع عنه فقط دون أن نرى أفعاله وأعماله .. من شروط المدرب الحاذق والخائب على السواء أن يعرف اتجاهاته وصلاحياته وإمكانات المنتخب الذي سيقوده .. وليس من شروطه أن يتعاطى قات الحبشة ويكيف معه ثم تتحول اتجاهاته إلى فقاعات صابون.

أرجو أن يستوعب الموقف أصحاب العمائم والبنطلونات ومرتديي الزنة والمعاوز في الاتحاد.. إذا كان هذا الإثيوبي في برجه العاجي ويقبض من «جيوبنا» ما لا تطيقه استراتيجية الأجور فإن الأصل في الموضوع أن ينكسف «مبراتو» ويغادر بليل حتى يتجنب لعنات قطاع يتيم تذهب فلوسه أدراج الرياح .. أو أن يتخلى الاتحاد عن «قلة العقل» ويصدر قرارا «سكيتياً» بترحيل «مبراتو» إلى أرض الحبشة، حيث استطاعت شاة متمردة أن تكتشف أغصان الكيف !

قد يخرج علينا «شيخ» في اتحاد القدم الذي لم يعرف بعد موال «الندم» ويؤكد لنا أن خطط المدرب «مشفرة» وأنه لا يريد أن يكشفها للعباد سكان البلاد خوفا من أن يفك رموزها محللو القنوات الخاصة، وقد يدخلنا الاتحاد معه في أسطوانة مفرغة من تبريرات وأعذار تغفر له ذنوبه .. وقد يقول أحدهم بلسان الأعمى الذي نظر إلى أدب المتنبي أنني حاقد حقود وأنه لايعجبني العجب ولا الصيام في شهر رجب .. لذلك أسارع بالدفاع عما تبقى لي من «فيوزات» كروية .. دفاعكم مهلهل وأعذاركم أقبح من ذنوبكم لقد بخلتم على المدرب المحلي وصرفتم دم قلوبنا على مدرب لا شغل له ولامشغلة .

مدرب قاعدنا «عقله» وأصبنا أفكاره بالترهل وعلمناه رماية «الدولار» ولما اشتد ساعده رمانا .. هكذا دون أن تتصاعد حمرة الخجل إلى ما تبقى لديه من ماء وجه مالح.

من يتابع الأحداث والشائعات التي تحيط بصلات الاتحاد بالمدرب المحظوظ القادم من عاصمة الارتفاع، حيث بطل ألعاب القوى «سيلاسي» سيصاب بعسر في هضم فقرات هذا المسلسل الفنتازي الذي يتكتم عليه الاتحاد ربما لأنه يريد أن يعلمنا كيف يكون رزق الهبل على المجانين !..وربما أيضاً أنه يريد تذكيرنا بأبطال مسرحية (باي باي لندن) التي فضحت مستور ثورة نفط أهل الخليج .

لم يقل لنا الاتحاد لماذا تعاقد مع «مبراتو»؟! هل لأن بيننا وبينه «شاة» حبشية تخطت الحدود الإثيوبية لتهدينا شجرة «القات»؟ .. أم لأن العلاقات الخاصة التي تربطه بأقطاب «الهلال» ساهمت في تحويله إلى «حصالة» تستقبل فلوس صندوقنا بلا إحم أو دستور ؟

وبعيدا عن «عصيد» التبريرات التي تبقى في نظري الضعيف أوهن من بيت العنكبوت فإن «إبراهام مبراتو» يستحق عن جدارة أن يكون الأعجوبة الثامنة إلى جوار عجائب الدنيا السبع هذا لأنه أول عاطل عن العمل يقبض ما يفوق راتب رئيس الحكومة .. وياشيوخ اتحادنا «المدوخ» ضعوا حدا لهذه المهزلة مع المدرب، إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى