اقتحام وزارة الداخلية في تايلاند بعد إعلان حالة الطواريء

> بانكوك «الأيام» الان ريبولد :

>
أعلن رئيس وزراء تايلاند أبهيسيت فيجاجيفا حالة الطواريء أمس الأحد لوضع حد للاضطرابات السياسية وهدد باتخاذ اجراءات مشددة ضد المتظاهرين الذين يتجمعون باعداد كبيرة في بانكوك.

وأطلقت القوات التايلاندية النار في الهواء حين اقتحم محتجون مناهضون للحكومة وزارة الداخلية في وقت لاحق أمس الأحد. وأحاط المحتجون بسيارة رئيس الوزراء وطرقوها بالهراوات وهو يغادر مقر الوزارة.

وتسبب أنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا في اعلان حالة الطواريء عندما اقتحموا مقر قمة زعماء مجموعة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في منتجع باتايا مما حدا بالحكومة إلى إلغائها. واضطر بعض الزعماء الى الفرار بطائرات الهليكوبتر.

وبعد اعلانهم الانتصار هناك تجمع أنصار تاكسين الذين يرتدون قمصانا حمراء طوال اليوم في المنطقة المحيطة بمقر الحكومة في وسط بانكوك,ووصل عددهم الى حوالي 40 الفا بحلول المساء.

واقام المحتجون حواجز مؤقتة على الطرق يوجد بها رجال يحملون العصي.

وظلت اعداد الحشود كبيرة قرب منتصف الليل مع ان البعض بدأ يتوجه شيئا فشيئا نحو منازلهم.

وفي اتصاله الهاتفي الليلي بالمحتجين قال تاكسين ان الوقت الحالي هو "الفرصة الذهبية" امام المحتجين للانتفاض ضد الحكومة بعد ان انتشر الجنود في شوارع بانكوك. ويقيم تاكسين في مكان ما خارج البلاد.

وكرر تاكسين في الاتصال الدعوة الى "ثورة شعبية" وقال انه مستعد للعودة الى تايلاند ليقود انتفاضة شعبية اذا وقع انقلاب.

وشهدت تايلاند 18 انقلابا منذ عام 1932 ومن المحتمل بالتأكيد وقوع انقلاب آخر اذا اريقت الدماء في الشوارع.

وبعد منتصف الليل (الساعة 17:00 بتوقيت جرينتش) ظهر امهيسيت على شاشات التلفزيون لكي يبدد اية اقوال عن انقلاب عسكري محتمل.

وقال "يمكنني ان اؤكد لكم ان الحكومة واجهزة الأمن لا تزال تتخذ موقفا موحدا.

ويمكنكم ان تروا قادة القوات المسلحة وهم يجتمعون معي الآن." وعرضت الكاميرا لقطة بانورامية لقادة الجيش والبحرية والقوات الجوية ونائب قائد الشرطة.

واصدر عدد من الدول بينها سنغافورة وبريطانيا نصائح بشأن السفر الى تايلاند.

كما اصدرت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الأحد "توصيات قوية" لمواطنيها بتأجيل زياراتهم غير الضرورية لبانكوك.

وقال محللون ان الغاء القمة وتصاعد التوتر في العاصمة الآن قوضا الثقة في الحكومة ووجها ضربة اخرى لاقتصاد البلاد الذي لا تزال تعاني من الفوضى السياسية التي سادت في العام الماضي ومن الأزمة المالية العالمية.

ولم يؤد غياب تاكسين الى علاج الانقسام بين الملكيين والعسكريين والنخبة من رجال الاعمال الذين يقولون انه كان فاسدا من ناحية وبين الفقراء الذين استفادوا من سياساته الشعبية.

وظهر امهيست في التلفزيون لتحذير انصار تاكسين من انهم سيواجهون اجراءات شديدة بموجب حالة الطواريء.

وقال في بيان مذاع تلفزيونيا بعد ساعات من الهجوم على سيارته "نريد ان نطلب منكم ايقاف مثل هذه الاعمال.

ومن الضروري للحكومة ان تلجأ الى الاجراءات المسموح بها في مرسوم الطواريء من اجل ان تعيد السلام الى الأمة."

وظهرت بعض العربات المدرعة في الشوارع لكن لم يتم الابلاغ عن اي تحرك للقوات ضد المتظاهرين.

وقال صحفي لرويترز في مكان الواقعة إن الجنود لم يبذلوا في باديء الأمر جهدا لمنع المحتجين من دخول المبنى ولكنهم أطلقوا أعيرة نارية في الهواء لمنع المزيد من الانضمام إليهم.

وفي مكان القمة في منتجع باتايا ايضا لم تبد قوات الأمن مقاومة شديدة ضد المحتجين.

وعطل بعض المحتجين سيارتين مدرعتين قرب مقر الشرطة في حين رقص آخرون فوق السيارات.

وانتشر ما يصل الى 300 من افراد الشرطة يحملون الدروع المضادة للشغب على بعد حوالي 200 متر من المظاهرة امام مقر الحكومة الذي يمثل بؤرة الاحتجاجات منذ شهر مارس آذار الماضي.

وقال زعماء الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية المؤيدة لتاكسين إنهم "اعتقلوا" أحد حراس الأمن لرئيس الوزراء وزعموا انه قتل رميا بالرصاص احد المحتجين قرب الوزارة.

ولم ير شهود عيان مستقلون اي شخص مصاب ونفى المتحدث باسم امهيسيت ذلك بوصفه دعايات.

ورأى مراسل لرويترز شارة الحارس مؤكدا أنه جزء من حرس أبهيسيت.

وقال ان الحارس في حالة سيئة بسبب الضرب وانه ادخل الى مقر الحكومة

حيث عالج متظاهرون جروحه في وقت لاحق ثم ارسلوه بعيدا في سيارة اسعاف.

وقال زعيم الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية جاكروب بينكير ان انصار تاكسين مستعدون للدفاع عن انفسهم.

وقال "انهم يحاولون ان يفرضوا علينا حربا شعبية. وسنأتي بالمزيد من الاشخاص الى مقر الحكومة لأن افضل وسيلة للدفاع عن انفسنا هو الاعداد الكبيرة."

وقال لرويترز في وقت لاحق ان المتظاهرين سيبقون الى اجل غير مسمى اذا لم تحدث حملة ضدهم.

ومع تزايد حجم الحشود امام مقر الحكومة شاهد مراسل لرويترز المتظاهرين وهم يقومون باعداد اكثر من 100 قنبلة حارقة. وجرى توزيع اقنعة الجراحين ربما تحسبا لإستخدام الغاز المسيل للدموع ضدهم.

وذكرت الشرطة أنها اعتقلت اريسموم بونجروينجرونج وهو مطرب شهير ذاع صيته في الهجوم على مقر القمة في بلدة باتايا السياحية وأنها تحتجزه في مركز للشرطة إلى الشمال من بانكوك.

وتعرض ابهيسيت للإحراج السياسي عندما ألغيت قمة الاسيان التي روج لها كدلالة على عودة البلاد لسابق عهدها وذلك بعد اقتحام محتجين كانوا يرتدون قمصانا حمراء مقر القمة مما استدعى اجلاء الزعماء الحاضرين باستخدام طائرات هليكوبتر.

ويقول أنصار تاكسين إن ابهيسيت لم يصبح رئيسا للوزراء إلا بعد مؤامرة برلمانية بتدبير من الجيش. وهم يريدون إجراء انتخابات جديدة سيكونون في وضع جيد للفوز بها.

واغلقت الأسواق المالية في تايلاند حتى يوم الخميس بسبب العطلة. وقال باتارييا بنجابولتشاي رئيس بورصة تايلاند انه يشعر بالقلق.

وقال لرويترز "الأمر يعود الآن الى الحكومة في كيفية السيطرة على الموقف خلال عطلة البورصة التي تستمر خمسة ايام.

وما حدث يعتبر خسارة للبلاد. وكان من المفترض ان تصبح قمة الآسيان دفعة لإقتصادياتنا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى